التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,820
عدد  مرات الظهور : 162,187,146

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل > الأحاديث النبوية الشريفة > مكارم الأخلاق
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22 / 05 / 2016, 54 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

لم يعد الانسان غريبا في الكون

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله الطيبين وكافة المرسلين وعباده الصالحين

يرى ابن عربي أن "المادة" التي احتلت موضعها عند المستوى الأدنى من البنيان التراتبي الهرمي للوجود، المتدرِّج على نحو متصل، وتشكَّلتْ من العناصر الأولية ليست "مادية" بالمعنى الحرفي للكلمة إذ هي روحية في جوهرها، حتى لو اتخذت شكلاً، أو حتى لو كانت تحتل مستوى أونطولوجيًّا أدنى، يُحتمَل أن يكون أدنى مراتب الوجود ومع ذلك، تتجلَّى الحقيقة الإلهية في هذه المادة ، وبهذا الصدد، يقول ابن عربي ما مفاده: كلُّ شيء في هذا العالم حي ، كلُّ شيء ينبض بالحياة وتحييه "روح" والعالم كلُّه مشبع بالحياة مادام انعكاسًا للوعي الإلهي
ويذكرابن عربي ذلك في كتابه الفتوحات المكية كدليل على أن جميع ما في الكون حي حيث يقول
فاعلم أن في الخبز والماء، وجميع المطاعم والمشارب، والملابس، والمواكب والمجالس، والزهر والثمر، أرواحًا لطيفة غريبة، فيها استجابة مودعة لما يُراد منها هي سرُّ حياتها؛ وفيها تجلٍّ من حبِّ الله لعبده وعلوِّ منزلته، حتى سخَّر له ما فيه السعادة والعلم والبقاء ، وتلك الأرواح أمانة عند تلك الأشياء، محبوسة في تلك الصور، تؤدِّيها إلى هذه الروح الإنسانية التي قُدِّرَت لها
ولما تطورت العلوم في عصرنا الحديث تبينت هذه الحقائق حيث تبين أن أسس هذا الخلق المحكم تقوم على أجسام مخلوقة متناهية الصغر لا سمك لها وتعتبر الوحدة البنائية الأساسية لكل العناصر التي تآلفت في محيطها واكتسبت نسب كتلتها لتكون
آية من آيات الله المودعات بحكمته وألطافه وعلمه المكين ، وكلما تعمق العلم في رصد جزئيات ما دون الذرة تراءى له تلك القوى المهيمنة المحيطة والمنيعة التي تحكمها وأبعد من ذلك ، فقد يظن المرء المتقصي للحقيقة في أول وهلة أن كل ما في نظرية الكم على ما يرام وعادي ويفسرها المنطق العقلي الرياضي كباقي العلوم وأن دوائر دماغه متصلة فيما يقرأه عن أساسيات علوم ميكانيكا
الكم ولكن عندما يغوص في تعقيدات المعادلات ويرى أمامه تطبيقها العملي في الحياة الحقيقية فإنه سيُذهل ويصدم فهذا العالم هو ليس ما يرى بالعين المجردة لكنه أمر بعيد عن فهمنا ، لكن عمق هذا العلم يفسر
أن الجسيمات تشكل مايشبه الوحدة العضوية الواحدة ، وأن الكون برمته ليس الا كيانا عضويا متصلا والكون يبدو مسكونا بعدد لانهائي من وحدات وعي صغيرة ، وغير مفكرة ومأمورة ، ومسؤولة عن السير التفصيلي لعمليات الكون ، وهذا غير خاف لما نقرأ قوله تعالى في محكم كتابه العزيز (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) الآية
لقد أظهرت نظرية الكم أن الجسيمات الأولية لاتمتلك وجودا حقيقيا كحبات الرمل أو الملح ، بل هي تحاول ان تكون موجودة ، ومقدار ميلها الى الوجود يمكن حسابه بواسطة الاحتمالات ونظرية المصفوفات ، ان الوحدات الأساسية المكونة للمادة ليست لبنات مادية كالجبن مثلا ، بل هي كموم من موجود لاندري كنهه ، وأحداث احتمالية وعلاقات احتمالية تتحقق عندما نجري عليها القياس والرصد
فكلما توغلنا في أعماق المادة ، تقابلنا الطبيعة بنوع من الوجود تغيب في مواجهته فكرة المكونات الأساسية ، ليحل محلها فكرة النسيج الموحد الذي تشكله العلاقات لا الوحدات المادية الصغرى ، ومع ذلك فان فيزياء الكم بقيت تتعامل مع الجسيمات الأولية باعتبارها أشياء و موضوعات وذلك لسببين : الأول هو استمرار نوع من الفكر الفيزيائي التقليدي في الفيزياء الحديثة، والثاني هو عدم وجود خيار آخر في الوقت الحاضر أمام الفيزياء ، لأن لغاتنا التقليدية ومفاهيمنا السائدة ليست في حال يسمح بابتكار مصطلحات جديدة تستوعب الرؤية الجديدة للكون ، والحقيقة في جمالية هذا العلم أنها ألغت مفهوم العالم الذي يقبع وراء عدسة المراقب المستريح
خلف أدوات رصده ، وذلك أن عملية القياس تغير من حالة الالكترون الأصلية ، ولن يعود الحال الى ماكان عليه قبل القياس، فاذا أردنا أن نصف حقيقة ماحدث ، وجب علينا ان نتجاوز مفهوم المراقب ، ونستبدله بالمفهوم الجديد وهو (المشارك ) ، ذلك أن الكون هو كون تشاركي لا انفصال فيه ، ولا يمكن أن نفصمه عن حقيقته

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عمر الريسوني
 
لو أن الله تعالى فوض أمر خلقه الى أحد
من عباده ومكنه وكان خيرا غنيا لأزال
العذاب عنهم وهذا الراحم أنا وأمثالي
وهو أرحم الراحمين
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الانسان, الكون, غريبا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البحر سر الكون محمد حمدي غانم الشعر العمودي 8 08 / 03 / 2020 23 : 03 AM
غريبا أتيت محمد حمدي غانم الشعر العمودي 5 18 / 07 / 2019 02 : 09 PM
الكون العجيب حكمت خولي الشعر العمودي 4 12 / 03 / 2015 26 : 03 PM
بسملات الكون عزت الخطيب الشعر العمودي 7 06 / 12 / 2012 16 : 10 PM
في ضمير الكون حكمت خولي شعر التفعيلة 6 28 / 08 / 2011 46 : 03 PM


الساعة الآن 23 : 01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|