العاشقان...
أحسَّ بها لصيقةً به..
أنفاسُها تلفحُ وجهه وتفوح في جسده نشوةً غامرة..، فاستراح على صدرها مستسلماً بتلذذٍ للدفءِ العذب الذي راح ينبعثُ منها ويتسرب، برفق، إلى خلاياه وعروقه..
ـــ أحبكِ... همست شفتاه..
ـــ أحبكِ، واخضلت عيناه حناناً..
ـــ أحبكِ، وتَمَلَّكَتْه رغبةٌ جامحةٌ في عناقها..
فأرسل ذراعيه مباعداً بينهما، ثم طرحهما عليها بحركة انفعالية..
ارتعشَتْ، تَأَوَّدَتْ، ثم استسلمت له.. فراح يزرع قبلاته العاشقة على وجهها..
أَحَسَّ بها تذوب رويداً رويداً أمام دفق عواطفه.. ثم أحسَّ أنه يذوب هو أيضاً..
استسلم لذوبانه بانفعال وادع.. ثم، وبنفس الوداعة، اختلط بها..
هنيهة.. وصارت خلاياهما واحدة، وحين تَتَامَّتْ صيرورتهما كُلّاً واحداً، اتحدَتْ على شفاههما ابتسامة شفافة رائعة..
حين طلعت شمس ذلك الصباح، تَجَمَّعَ الأصحاب يتأمَّلون جسداً يعانقُ الأرضَ بعد أن أعطى دمَه لترابها..
ثم ما لبث أنْ لاحَ للأعين المحدقة بهما أنهما يعلنان شيئاً واحداً، عميقاً جداً، ومؤثراً جداً، يُحِسُّه كلُّ مَن يراهما، ولكن أبداً لا يستطيع تفسيره...
نُشرت هذه القصة في صحيفة الجندي، بتاريخ 1983/4/26
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|