قلبكِ يا عزيزتي رقيقٌ مثلكِ ، جميلٌ كجمالِ شمسِ الأصيل ، متوهجٌ كتوهّج سراجٍ أُسرِج بزيت الزيتون ، لا تُسكني فيه أيّاً كان ، ولا تعشقي به أيّاً كان ...  
اعشقي مقاوِماً يراكِ زيتونة رومانية شامخة ، لا يعلم متى كنتِ بقلبه، يعلمُ فقط أنكِ ستكونين هناك في مُهْجته مدّ الأبدية!
اعْشقِي مقاوِماً يراكِ قضيّته التي لا بديل لها ، يجدُ فيكِ ثوابته التي لا يتنازل عنها –وإن ارتقى !
اعْشقِي مقاوِماً يراكِ وطنه الذي يسكن فيه ، يرعاه، يتفقّده ، يتلمّسه ، يلثم ترابه ، يراهُ –كما يراكِ- ملاذه الأول والأخير... 
 اعْشقِي أسيراً تنتظرينه على نافذتك لربما يأتي وأنتِ تعرفين خلْف أيّ قضبانٍ يقبع ، ولا تعشقي من تنتظرينه على نافذتك ولا تعلمين أين يتسكّع !
لا تعشقي من ينتظركِ لتكوني بأبهى حُلّة ليلتفتَ إليكِ ، بل اعْشقِي مُطارَداً هارِباً من الاحتلال لا تعرفين متى سيطرقُ بابكِ ليعطيكِ قبلة ، فالحبّ هنا أسْمى وأطهر!
لا تعشقِي من يخاطر بكِ لأجل متعته ، بل اعْشقِي مقاوِماً يخاطر بحياته ليلمحكِ ، ليخطف لمسة من يديكِ ، يجازفُ بالموتِ لأجلك... 
 
اعْشقِي مَنْ تنبعثُ منه رائحة البارود ، مَنْ يعودُ إليكِ بيديْن سوداويْنِ من زجاجات المولوتوف...
اعْشقِي مَن فلسطين هواهُ ووجْده وكَلَفه وصبَاه وعِشقه ووُدّه وغَرامه وهُيامه! 
 اعْشقِي منْ لا تنافسكِ على حُبّه سوى فلسطين 
   
 اعْشقِي مقاوِماً !
فاطمة البشر