مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
نور الحبيب
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:7px groove silver;"][cell="filter:;"][align=right]
يا ابن عمتي أوتسألني؟!
كنت أتمنى أن أضيف و أقول وأدعو العالم كلّه إلى وليمة من أدب نـور و شـعر نـور و سـيرة نـور، أن أرسـم في ذاكرة الشـعر لوحة لروح نـور الشـفّافة ..
كنت أتمنى من كل قلبي الظمآن لكأس من أدبه و فكره وفلسـفته في الحياة من أعماق ذاتي التي تسـكن فيها ذاته وروحه التي تسـكن روحي و دماؤه التي تـسـري في شـراييني و لكن..
نــور .. نــور الحبـيـب ، نور الذي فارقني طفلة و لم يغادرني.. لم يكن لي مجرّد أب (بالرغم من مكانة الأب) نـور أنا ... هو الجزء الأغلى من هذه الأنا .. في آنٍ نــور عطـش النفـس هو الوجع الدفين و يُـتم الروح..
ذئاب الخَزَر الحمراء سـرقوا منّي وطن نور الذي أنبت وأحب.. والموت سـرق منّي نـور الأب و الدنـيا سـرقت منّي تراث نـور الفكري..
ووجدت نـفسـي و أخـتي خاليـتي الوفاض من كلّ ما لـنـور، لم يبقَ من نـور إلاّ نحن و ..و أنت يا طلعت الذي ورثت عنه الأدب،أنت أشـبه الناس بنـور، إن كنت أنا ورثت عنه الشـكل و الطباع و الحسـاسـية الفائقة، فأنت ورثت أجمل ما في نور، قد أكون ورثت بعضاً من جماله الخارجي و طلّته المميزة التي كانت تدير أعناق النـسـاء اللاتي كنّ يلاحقنه ليل نهار، لكنك ورثت خالك الشـاعر و المفكِّر و الأديب، ورثت رقّة الكلمة و جمال الشـعر وبلاغة اللغة و رُقِي الأدب، ورثتُ أنـا عنه الزائل و ورثتَ أنت عنه الخالد، ولا ريب فأنت ابن أخته الأثيرة وابن (ابن خاله) و صديق عمره الوفي.
الحمد لله أنّ قلم نـور لم ينـكـسر، القلم بيدك أنت و ما أحلاه بيدك، بعذب كلماتك ألمح نـور الشـاعر و الأديب، فاكتب واكتب فبمثلك نـشـعر بأننا ما زلنا آدميين و نسـتحق أن نعيـش ونـستمر بالرغم من كل هذا الإحباط الذي يدوس إنـسانيـتنا و قيمنا ويـشـوّه مقدسـاتنا و يمزّق حضارتنا.
اطلع يا طلعت وحلّق بجناحي الأدب و الشـعر عالياً فوق كلّ شـرور الواقع الذي يغتالنا ..
في مقتبل عمري كنت أكتب الشـعر، لكنه تاه منّي وسـط أشـواك الطريق التي امتلأت بشـتّى أنواع المحبطات فـنسـيت مع الزمن موهبة الشعر وحتّى الرغبة و الإصرار،ومع الغربة انحشـرت في رأسـي مفردات اللغات الأخرى التي كنت مجبرة (لا مختارة) على تعلمها وإجادتها والتعبير عن نفسـي من خلالها.
حتّى سـنوات خلت كنت أعيِـش في الغرب الكندي حيث نادراً ما تجد من يتحدّث معك العربية (المحكية)، هناك المهاجرون أقل وغالبية العرب من جيل المهاجرين من الأمّيين و أشـباههم تعلمهم الدولة القراءة والكتابة (بالانكليزية) فيعتادون ويترفعون عن اسـتعمال العربية و بالطبع لا يعلّمون أولادهم العربية، يحشـرون وسـط كلامهم الانكليزي بعض العبارات من لغة يسـمونها (العربيزي) مثلاً:( ليتّلي ها لروم = يعني أشـعل الضوء) و ( عم فَكِّم= أي أنا أكنـس)، حتّى القلّة ممن تعلموا في البلاد العربية اعتادوا على ما تقدّم.
مونتريال هي العاصمة الثقافية في شـمال أميركا، لا توجد مجموعة عرقية تذوب، الحرب فقط على اللغة الانكليزية والخوف منها و من تزايدها في مقاطعة كيبيك ، أنا و حتّى ابني كنّا قد نسـينا الفرنسـية، حتّى في المحلات و المواصلات و المسـتشـفيات لا أحد يرد عليك وتقابل بعنصرية لمجرد اسـتعمالك الإنكليزية، في العمل لا بأس ، ولكن للتعامل مع الناس كان علينا أن نتعلّم الفرنسـية.
معظم المهاجرين هنا يـستعملون ثلاث لغات.
لنعد إلى موضوع الكتابة، منذ سـنوات أعمل في كتـاب و ما زال أمامي وقت طويل حتى أنتهي منه... كنت أكتب بعض المقالات بالانكليزية غالباً منذ عام 94، وهنا في مونتريال وجدت أنّي (مسـتفزّة) فكتبت مجدداً بالعربية (لدينا عدد كبير من المجلات العربية)، و كتاباتي عبارة عن سـجال، مقالات أردّ بها على مقالات و هكذا دواليك، أشـبه ما تكون بالشـجار الذي يدور في الاتجاه المعاكـس بقناة الجزيرة، على سـبيل المثال لا الحصر:) على من يتباكون على العملاء المسـاكين و أوضاعهم!، على من يزوِّرون التاريخ بشـكل فاضح،على نبوغ اسـتنبطه البعض يدعونه الصهيونية العربية خلاصته كيف أنّ شـرذمة من البدو المتوحشـين احتلوا بلادهم و طمسـوا لغاتها وثقافاتها ودياناتها وادّعوها عربية،على التطاول على الإسـلام إلى حد أنّ أحد القسـاوسة الأقباط في محطّة تلفزيونية محليّة لهم اتّهم سيدنا محمد{صلى الله عليه وسلم} بالزنا! و أنه كان يدخل بأية امرأة متزوجة من نسـاء المسـلمين تروق له وأنّ هذا كان حقا له لأنّه النبي و يحق له ما لا يحق لسـواه! وعبّر عن هذا بلغة فاضحة سـافلة مدعيّا أن هذا موجود في كتب السـنة، ما سـمّاه السـنة الحلبية و بأنّه سـيعمل على المزيد من فضح هذا الدين الشـيطاني إن لم يحذفوا من القرآن آيات وسـُوَر عدّ أهمها سـورة النور الـتي ألّف عنها قصة شـريرة قبيحة.
أودّ أن أحدثك قليلاً عن أبي، والرابطة و باب أدباء أعرفهم، في جعبتي الكثير..
1- بالنسـبة لـنور أودّ أن تتمهل قليلاً فما لديك من شـعره غير كافِ و سـأشـرح لك السـبب، لكنّي أعرف بعض المعلومات عن سـيرته السـياسـية غالبها مسـتقاة من أميّ، وحين عملت في الصحف اللبنانية التقيت بعدد ممن عرفوه في مجال الصحافة في بيروت و طرابلـس، دون دخول في الأسـماء و التفاصيل، ما كانت ترويه لي والدتي و المقربون سـمعته مجدداً بتفاصيل شَتـّى بلا اسـتثناء{حتّى ممن كانت تسـميهم والدتي: بالأصدقاء اللدودين}:( سـرعة البديـهة النادرة و الارتجال) . في كل المناسـبات التي وقف بها نـور خطـيـباً كان يرتجل الشـعر والخطابة، ولم يعرف عنه مطلقاً أنه أمسـك في يده ورقة أو حضّر مسـبقاً و التدوين كان يأتي لاحقاً إلى حد أنه عرف بلقب الشـاعر و الخطيب الارتجالي و هذا ما جعل حوله عددا لا يسـتهان به ممن كانوا يتميزون منه غيظاً يجدونه عـثرة في طريق نجاحهم.
هذا ما كنت أسـمعه من والدتي و هي تبكيه لوحدها في الليل و تظنني لا أسـمعها : (الله ينتقم منهم طققوه قتلوه و حرمونا منه إلخ..) و هذا له صلة أيضاً بالجانب السـياسـي المبهم وتشـكيل حركة التحرير الفلسـطينية و اجتماعاتهم عندنا في البيت، خاصّة في أيامه الأخيرة.
طلعت..
لم يزل عندي الكثير سـأتابع في رسـالة أخرى من حيث انتهيت بلا مقدمات.
(الله ينتقم منهم طققوه قتلوه و حرمونا منه إلخ
ليس نور وحده الشهيد او الفلسطينين فقط بل انا يضا فقدت عمى وكبير أسرتنا وراعيها بيد اليهود وفقد جدى بصره حزنا على نجله البكر وخرج ابى من المدرسة للانفاق على الاسرة ولكن نحن لا نهتز ولا نخاف ولا نسكت عن حقنا وسنقتل اليهود وابنائهم بالخيانة بالشجاعة المهم نقتلهم ونأخذ ارضنا ولكن هل ستعودوا اليها ام العيش مع الاجانب افضل