سلام الله عليكم
عصف السماء
سَاعَةَ الوصُول أسْألُكَ الرَحِيل
يَا عَاشِقَاً يَا نَاكِراً لِلحَبِيب
هَوَاكَ بِقَلْبي يَعْصِفُ كَالنِسْمَه
تَاه وَتَبَعْثَرَ في مَكَانٍ خَصِيب
لا تَسْأل وصَالِي وَلا تَقْتَرِب
فَالبَحْرِ يَسَعَ كُلَ المَرَاكِب
ألسَمَك لا يَعيشَ خَارِجَ المَاء
والشَوقُ لا يَحْتَاجَ إلى طَبِيب
دَعْنِي أُعَانِقَ وَالثُمَ السَمَاء
وَهْجُ النُجُوم يُنيرَ الكَوَاكِب
تَرَقْرقَتِ العَيْن وَفَاضَ الدَمْع
مِنَ الكُحْلِ وَليسَ النَحيب
إرحَل وَاذهَبَ وَحِيداً لِشَأنِك
فَقَد أصْبَحتَ مِني غَرِيب
لَسْتَ الأصِيلَ مِن الخَيل
مَاكِر غَدَار وَلسْت نَجيب
كُنْتَ مني بِمَثَابَة الرُوح
وَشَرَاييني كَانَتْ لَكَ عَنْدَليب
أصْبو لِرُؤيَاكَ وَأعُدَ الثَوَاني
فَكَانَت دَهْراً لِحِينِ المَغِيب
أنْثُرُ حَرْفَاً وَأبُثَ شَوْقي
فَفَاضَتِ الجَدَاوِلَ لَحْناًعَجيب
وَعَصَفَت السَمَاء وَارْسَلت أوْتَاراً
أصَابَتنِي مَقْتَلاً وَكُنْتَ قَرِيب
جَالِساً فَوْقَ كُرْسِيكَ العَاجي
تَسْتَنكِر وَتُنَدِد كَانَك أديب
هَذا كُلَ مَا إسْتَطَعْتَ فِعْلُه
ألنُورُ سَينقَلِبُ إلى لَهِيب
إنْهَض يَا شَعْبي وَقُل كَلِمَتَك
وَزَلزِل الأَرضَ بِعَصْفِك المَهيب
أنتَ صَاحِب القَرَارَ وَالإخْتِيَار
عِنْدَهَا لَن يُسْمَعَ لِلنَمْلِ دَبِيب
قُدْسُنَا بِمَآذِنِها نَادَتْ وَهَتَفَت
لَم يَعُدْ لِلغَاصِبِ هُنَا نَصِيب
الشاعر والكاتب الفلسطيني / منذر بهاني
