رشفة من كأس الوطن
وطَـــنٌ نُــحِـبُّ شـمـوخَـهُ يـــا نــاسُ
ومــــعَ الـمـحـبّةِ يـكـبُـرُ الإحــسـاسُ
تـهـوى الـقـلوبُ مــداهُ تـلـبَسُ حُـبَّهُ
فـالـحُبُّ مــا نـسـجَ الـشعورُ لِـباسُ
سـيقولُ ضـوءًا في تلمسانِ الهوى
لــتُــضــيءَ بــالأشــعــارِ بــلْــعـبّـاسُ
شـتّـانَ بـينَ الأرضِ تـلهثُ والـسّما
فـالـتِّـبْـرُ تِــبْــرٌ والــنُّـحـاسُ نُــحــاسُ
حاشا النُّحاسِ فلنْ يكونَ شبيهَهُمْ
لـــولا الـنـحاسُ لـمـا شــدا نِـبـراسُ
تــقِــفُ الــثـريّـا بـالـمـباهجِ والــثـرى
دوْمًـــــا بــأحـذيـةِ الــزمــانِ يُــــداسُ
وقَـفـاتِ مـحـسُودٍ سـيكْتُبُ حـاسِدٌ
فـكُـلـيْبُ يـحـكـي مـجْـدهُ جـسّـاسُ
الــــغـــادِرونَ يُــــغـــادِرونَ طِــبــاعَـنـا
مــا لـلحماقةِ إذْ تـسُوسُ تُـسَاسُ؟
الـعِـلْـمُ مـــا حـمَـلـتْهُ هــامـةُ عـالـمٍ
حــيــنَ اسـتـفـاقَ بــأحـرُفٍ كُـــرّاسُ
والـجـهْـلُ مُـنـكـمِشٌ أمــامَ عُـلـومِنا
إنَّ الـــغــبــاوةَ بـــالــذّكــاءِ تُـــقـــاسُ
عــجَــبًـا يُـعـلِّـمُـنا الــذُّبــابُ نــظـافـةً
أيـــصُــبُّ نُـــــورَ طــهــارةٍ أنْــجــاسُ؟
يـــا بــائـعَ الـكـلماتِ فــي أسـواقِـها
تـعِـبَ الـكـلامُ ولــمْ يُـطـقْكَ جِـناسُ
لـسْنا الـبطاطِسَ فالبطاطسُ بيتُها
صُــنـدوقُـهـا الـــبــدويُّ والأكْـــيــاسُ
نـحـنُ الـربـيعُ يـعـودُ بـالشجرِ الـذي
يـسـخو بـمـلْحَمةٍ فـتـسْكُتَ فــاسُ
تـطـأُ الـجِـمالَ بـعـوضتانِ وفــي فـمٍ
جـبَـلَ الـفـصاحةِ تـطـحنُ الأضـراسُ
بـالـماءِ يـحْـترِقُ الـجَـهولُ، ويـرتـدي
نـعْـلًا –إذا مـشـتِ الـسخافَةُ- راسُ
عـــارٍ مـــنَ الأمــجـادِ لابِــسُ خَـوْفِـهِ
والــواقــفــونَ بــجُـبْـنِـهـمْ جُــــــلّاسُ
وجْـــهُ الـعَـبـوسِ إذا تــراكـمَ حُــزْنُـهُ
بــالـكـفِّ لا بِــفــمِ الـمُـحِـبِّ يُــبـاسُ
سَـــعَــةً تــغـمّـدهُ الإطــــارُ بــصُــورةٍ
فــمــآتـمُ الــدنــيـا هـــنــا أعْـــــراسُ
وجْــــهٌ تــجِـفُّ بـــهِ الــمُـروءةُ كـلّـمـا
حـسَدَ الشموخَ على الأنوفِ يَباسُ
قـذفـتْهُ ذاكــرةُ الــرّدى مِــنْ نـهْـرِها
طــردتْـهُ مِـــنْ صـفـحـاتِها مـكْـنـاسُ
جـــاءَ الـجـزائـرَ واسـتـحـمَّ بـنَـفْـطِها
قــالـوا لـــهُ: يـــا فــحْـمُ إنَّــكَ مــاسُ
إنَّ الــجــزائِــرَ كـــالأشــاوِسِ مُـــــرّةٌ
لا.. لــيــسَ يــقْـبـلُ ذُلَّــهــا الأوْراسُ
صـفْـصافُها عـشِـقَ اخْـضِـرارَ وفـائها
فـــأحــبَّ أغــصــانَ الـمـشـاعـرِ آسُ
حـمـقى تـغـرُّهمُ ابـتسامةُ شـعْبِها
ويُـــذيــبُ غِـــــرًّا قـــدُّهــا الــمـيّـاسُ
أمٌّ سـتـصْفحُ عــنْ عـقـوقِ صِـغارِها
دارٌ سـتـشـمَخُ فـالـنـضالُ أســـاسُ
مـــا زالَ يـوقِـظُ عـطْـرَها شُـهـداؤها
ديــــدوشُ ثــــمّ زبــانــةُ.. الــحـوّاسُ
تــــزدادُ هـيْـبـتُـها لـتُـطـفـئَ حــاقـدًا
هـيـهـاتَ يـنـتـقِصُ الإبـــاءَ مِـسـاسُ
لــــولا امــتــزاجُ نــدائـهـا بـــدمٍ لــمـا
ســالـتْ بـأرصِـفـةِ الـصـدى أنْـفـاسُ
سـيشيخُ لـيلٌ حـينَ يُـقبِلُ صُـبْحُها
ســيُـمـزِّقُ الـلـيـلَ الـقـديـمَ أُنـــاسُ
سـتُنيرُ بـسْملةُ الـندى ويسيرُ في
لــحــنِ الـقـبـائِـلِ عــذْبِــهِ الــونّــاسُ
سَـتـسيلُ وديــانُ الـدموعِ شـجاعةً
ويــهُــدُّ إحــبـاطَ الـنـفـوسِ حَــمـاسُ
سـتـهُبُّ مِـنْ جُـمَعٍ مـساجدُ نـخوةٍ
وتـــهُــبُّ فــــي آحــادِهــا أجْــــراسُ
يــــا نـائـمـيـنَ مـخـضّـبينَ بـحُـلْـمِكمْ
مــثْــلَ الـجَـواثـيـمِ الأراذلُ جــاســوا
خِـيـطوا مـحـبّتَكُمْ هُـنالكَ وانْـسُجُوا
نُــــورًا كــمـا نــسَـجَ الــعُـلا إلْــيـاسُ
سِـيروا عـلى جسَدِ الخيانةِ نعلُكمْ
وجَـــــعٌ فـــمــا لـلـثـائـريـنَ مَــقــاسُ
الأرضُ أنــتـمْ حـيـثُ يُـشـرِقُ لـوْنُـها
بـــعــدَ الــضــبـابِ لأنــكــمْ أقــــواسُ
لأبــــي فِــــراسٍ مـــا يـطـيـرُ تــمـرُّدًا
مــــا كــــلُّ مُـعـتـنقٍ هـــواهُ فِـــراسُ
كُــونــوا جــــدارًا لا يُــهــادِنُ مِــعْــوَلاً
كــــيْ لا يُــحـطِّـمَ مـاضـيًـا إِفـــلاسُ
هـيَ رشـفةُ الأمـلِ البعيدِ تسلّقتْ
رُوحًـــــا فـــغــرَّدَ لـلـحـقـيقةِ كــــاسُ
الآنَ يـسـقُـطُ مِـــنْ سُــمُـوِّ غُـــرورِهِ
صـــنَــمٌ ويُــكْـسـرُ حــوْلَــهُ حُــــرّاسُ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|