سلسلة 10
ذكريات
أذكر ذات يوم عندما قلت لي تعالي نتبارى ، ضحكت في سري ، كنت لا أعرفك في حينها .
اليوم بعد أن قطعنا هذه المسافات أقول لك لا أستطيع أن أباريك فأنت الفائز دوما ً وبدون منازع .
الآن بعد أن أصبحت أخبارك شحيحة للغاية وبعد أن عاد القلق يسكن جنباتي وبعد أن همست لي ذات
مساء : يا سندريلا هل تذكرين ؟ عندها فقط أدركت أنني لم أدلف عالم الذكريات بعد
ما حاجتي لها وأنت بالقرب مني !
ومن أين لي بوقت للذكريات وأنت تحتل كل وقتي وتسكن كل مشاعري ؟ وما قيمتها وأنت وكل خلية فيك
وكل مسامة من مسامات روحك لي ومعي ؟
اليوم أنت لي بالتأكيد ولكنك لست معي ، تفصلنا ربما مسافات ، ربما جدر ، ربما أوهام .. فكان لا بد لي أن ادلف عالم الذكريات وأختبىء فيه .
ما أحوجني أن أتدثر بتلك الذكريات علها تدفء خلايا روحي من هذا البرد القارص الذي خلفه بعادك ، ما أحوجني لعناقها بعد أن فقدت حضن ذراعيك ، ما أحوجني أن أسكن فيها بعد أن غابت عني أهدابك وغاب عني سحر العين والرمش والكفين .
لا لست عاطفية هذا اليوم لكن صبري نفذ وأنا التي لا تمل الإنتظار ولا تسأم البعد أعلن انني مللت صبري ومللت بعدي ومللت هروبي ومللت جبروتي واستعبادي وتسلطي ومللت أن أبقى كليوباترا وليلى تناديني وشهرزاد تهمس في أذني كفى بحق الله كفى .
هذه الأحرف لك وحدك أخبئها لك هنا في غرفة الذكريات ، أنت لن تقرأها كعادتي حين أخفي عنك كل ضعفي
ولكن إن كانت الأقدار معك فلترسلها لك أو تحضرك إليها أما أنا فصعب أن أتخلى عن عرش كليوباترا وصولجان من ورق لأهرب باتجاهك وأحطم كل الأسوار وأرتمي بين ذراعيك وأقول نعم كفى .