إخواني الكرام ,
دعونا نفتتح باباً من أبواب الشعر الأندلسي بما يسمى بالموشحات , لنغرف منه الحب والود في المعاني والألحان , فهيا بنا نتعرف على تعريف الموشح , ونعطي أمثلة شعرية وتطبيقية , لنسير على هداه ,
الموشح : هو نمط من الشعر الحديث الذي استحدثه شعراء العرب في الأندلس , في القرن التاسع الميلادي, , وسمي بالموشح نسبة إلى الوشاح التي تلبسه المرأة المرصع بالجواهر , وهو شعر غنائي جميل له قواعد خاصة , مما جعل النقاد يختلفون بآرائهم حول نمط التفاعيل , هل هو من الشعر أم هو من الأوزان الخاصة , وحسب رأيي , فأنا أقول:
إن الموشحات المبنية على تفاعيل عروضية , بأوزان عروضية , وبلغة عربية فصيحة , فلا شك بأنها إن لم تكن من الشعر العمودي بخيمة لها عمود واحد , فهو من الشعر البنائي المكون من عدة طوابق , كل طابق له قافية خاصة , به أسماط البيوت . وسلسلة الأقفال , وتعدد الأشطار الشعرية , لها بحر واحد , أو إن شئت قلنا لها وزن واحد بقواف متعددة . فإنه بهذا يقترب من الشعر الحر نوعاً ما . تتنوع به الأغراض الشعرية من غزل ومدح ورثاء وزهد , ووعظ وإرشاد , وغيرها .... وجميعها تقترب من أوزان بحر الرجز والهزج والرمل وبعض الأوزان الأخرى .وجميعها تتقابل فيها القوافي والروي وأطوال الأبيات . لها جميعاً جمالية الإيقاع وعذوبة اللحن , وخاصة زمن الرجل المشهور باسم ( زرياب) الموسيقي العربي المشهور آنذاك .والذي اشتهر بالغناء .....لتلبية الظواهر الاجتماعية السائدة هناك والتي سببت تنوع الأوزان بسبب اختلاط الشعب العربي بشعوب غير عربية ,
تطبيق على الموشحات , اخترنا لكم هذا الموشح المشهور
جادك الغيث إذ الغيث همى ...يا زمان الوصل بالأندلسِ
لم يكن وصْلُك إِلأ حُلُمًا ...في الكرى أو خُلسة المختَلِسِ
@
إذ يقود الدّهرُ أَشتاتَ المُنى...ينقلُ الخطوَ على ما يرسمُ
زُمَراً بين فرُادى وثُنًى...مثل ما يدعو الوفودَ الموْسمُ
والحيا قد جلَّل الرّوض سنا....فثغور الزّهرِ فيه تبسـمُ
@
وروى النُّعمانُ عن ماءِ السّما ...كيف يَروي مالِكٌ عن أنَسِ؟
فكساه الحُسن ثوبًا معلما ...يزدهي منه بأبهى مَلبسِ
@
في ليالٍ كتَمَتْ سرَّ الهوى ...بالدُّجى لولا شموس الغُرَر
مال نجمُ الكأس فيها وهوى...مستقيمَ السير سَعْدَ الأثرِ
وطَرٌ ما فيه من عيبٍ سوى ...أنّه مرّ كلمْح البصّــرِ
@
حين لذ الأُنس شيئًا أو كما ...هجم الصّبحُ هجوم الحرَسِ
غارت الشهْبُ بنا أو ربّما ...أثّرت فينا عيون النرجسِ
@
أَيّ شيْءٍ لا مرئٍ قد خلُصا ...فيكون الروّض قد مُكَّن فيهِ
تنهب الأَزهار فيه الفُرصا...أمنَت من مكره ما تتقيهِ
فإذا الماء تناجى والحصى...وخلا كلً خليلٍ بأخيه
@
تبصر الوردَ غيورًا بَرِما ...يكتسي من غيظه ما يكتسي
وتَرى الآس لبيبا فهِما ...يسرقُ السمْع بأذنيْ فَرَسِ
@
يا أُهيْل الحيّ من وادي الغضـا...وبقلبي سـكَن أَنتـم بـه
ضاق عن وجدي بكُم رحْبَ الفضا...لا أبالي شـرقـه من غربهِ
فأعيدوا عَهدَ أنسٍ قد مضـى... تُعتـقوا عـانيكمُ من كـرْبه
@
واتقوا الله وأَحيوا مغرمَا ...يتلاشى نفسا في نَفَسِ
حبَس القلب عليكم كَرما ...أفترضون عفاءَ الحبسِ؟
@
وبقلبي منـكمو مقتـربُ...بأحاديث المنى وهو بعيـد
قمرٌ أطلع منه المـغرب...شَقْوة المُغرى به وهو سعيد
قد تساوى محسنٌ أَو مذنبُ...في هواه بين وعْدٍ ووعيد
@
ساحر المقلة معسول اللّمى ...جال في النّفس مجالَ النفَسِ
سـدّدَ السّهمَ وسمّى ورمى ...في فـؤَادي نهبـة المفتـرسِ
@@@@@@@@@@@@@
هل بإمكانكم كتابة موشحاً مركباً على قافيتين فقط ؟
هيا بنا , وأشكركم ....... على نشاطكم . وعلى تشجيعكم ,
.
والموشحات أنماط متعددة , وإليكم هذا الموشح لنتعرف على مطلعه وأقفاله وأسماطه , ونسير على منواله في مساجلتنا القادمة ,
موشح " أيُّها الساقي إليك المُشتكى" لابن زُهْر الإشبيلي ، وقد قام على خمسة أدوار :
أيُّها الساقي إليك المشتكى ** قد دعوناك وإن لم تسمعِ ( مطلع )
ونديمٍ هِمْتُ في غُرَّتِهِ( سمط )
وشربْتُ الراحَ من راحتِهِ ( سمط )
كلّما استيقظ من غفوتِهِ ( سمط )
جذب الزق إليه واتّكا ** وسقاني أربعا في أربعِ( قفل )
غصنُ بانٍ مال من حيث استوى ( سمط )
باتَ من يهواه من فَرط الجوى ( سمط )
خافقَ الأحشاءِ موهونَ القوى ( سمط )
كلّما فكّر في البَيْنِ بكى ** ويحه ! يبكي لِمَا لم يقعِ ( قفل )
ما لعيني عَشِيَتْ بالنظرِ ( سمط )
أنْكرَتْ بَعدَك ضوءَ القمرِ ( سمط )
وإذا ما شِئْتَ فاسمع خبري ( سمط )
عشيَتْ عيناي من طولِ البُكاء ** وبكى بعضي على بعضي معي ( قفل )
ليس لي صبرٌ ولا لي جلدٌ ( سمط )
يا لَقومي عذلوا واجتهدوا ( سمط)
أنكروا شكوايَ ممّا أجدُ( سمط )
مثلُ حالي حقُّه أن يشتكى ** كمدَ اليأسِ وذُلَّ الطمعِ( قفل )
كبدي حرى ودمعي يكفُ ( سمط )
يعرفُ الذنبَ ولا يعترفُ ( سمط )
أيُّها المعرضُ عمّا أصفُ ( سمط )
قد نما حبُّك عندي وزكا ** لا تقل في الحبِّ إنّي مُدّعي ( خرجة )
نبدأ بحول الله , مساجلتنا الأولى من نوعها , في الموشحات , لنتعلم من بعضنا البعض ,
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
مساجلة الموشحة الأولى
الشاعر (غالب الغول)
@@@@@@@@@
أقبل الشهر الذي فيه الهدى ...رمضان الخير سعدٌ قد دَنا ............... مطلع الموشح
كان في قلبي ربيعاً مزهرا ........... سمط
كان في نفسي ضياء مقمرا .............سمط
كان عند الله نوراً للــــورى ................سمط
يا حبيب الله لا تخشَ الردى ... أنت في الروح سناء من سنا ............. قفل الموشح
توأمَ الروح بروحي قد هَدى....وجعلتَ الشعر رمزاً للمنى
أنت والإبداع شيء واحد
وأنا للودّ دومـــــــــــــــــــــاً ساهدُ
أنت نبض في فؤادي شاهدُ
في حياتي كنت خِلّا أمجدا ......... تمنح الروح صفاءً وهَنا
الشاعر (غالب الغول)
@@@@@@@@@
أقبل الشهر الذي فيه الهدى ...رمضان الخير سعداً قد دَنا
كان في قلبي ربيعاً مزهرا
كان في نفسي ضياء مقمرا
كان عند الله نوراً للــــورى
يا حبيب الله لا تخشَ الردى ... أنت في الروح سناء من سنا
@@@@@@@
الشاعر محمد الصالح الجزائري
توأمَ الروح بروحي قد هَدى....وجعلتَ الشعر رمزاً للمنى
أنت والإبداع شيء واحد
وأنا للودّ دومـــــــــــــــــــــاً ساهدُ
أنت نبض في فؤادي شاهدُ
في حياتي كنت خِلّا أمجدا ......... تمنح الروح صفاءً وهَنا
@@@@@@@@@
السلام على الأحبة الكرام .. تحية محبة واحترام .. وشكرا للأديب اللوذعي الأستاذ غالب الغول الذي عوّدنا دائما أن يفتح لنا آفاق الشعر وألوان الأدب .. لكم مني أجمل التحايا .. واسجل هنا اعجابي بهذا الأداء الرائع المبدع ..
-----------------------
جاء شهر الله ميمونا بدا = زاد أجر المتّقي ما قد جنى
في نهار الصوم ذنبٌ يُغفرُ
فــي لياليه ثــوابٌ يكثــــرُ
ثم في أخراه عتقٌ يُنشــــرُ
واكتسى ثوب التُقى حتى ارتدى = من حريرٍ ذاك في يوم الهنا
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعفر ملا عبد المندلاوي
السلام على الأحبة الكرام .. تحية محبة واحترام .. وشكرا للأديب اللوذعي الأستاذ غالب الغول الذي عوّدنا دائما أن يفتح لنا آفاق الشعر وألوان الأدب .. لكم مني أجمل التحايا .. واسجل هنا اعجابي بهذا الأداء الرائع المبدع ..
-----------------------
جاء شهر الله ميموناً بدا = زاد أجر المتّقي ما قد جنى
في نهار الصوم ذنبٌ يُغفرُ
فــي لياليه ثــوابٌ يكثــــرُ
ثم في أخراه عتقٌ يُنشــــرُ
واكتسى ثوب التُقى حتى ارتدى = من حريرٍ ذاك في يوم الهنا
لقد طل البدر بنوره ينشد شعراً وينثر عطراً فيسعدنا وينعش قلوبنا بأشعارة العذبة وموسيقاه بألحانها الرنانة , فأهلاً وسهلاً بك أخي وصديقي جعفر , تحياتي وباقات الورد .