مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: قصيدة النثر / ملف للإثراء/
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. رجاء بنحيدا
بادئ ذي بدء ، هناك تساؤلات عدة تطرح نفسها في طريق النقاش ومن ضمنها : لماذا سمي بالشعر المنثور أو النثري ؟! ما سر هذا التزاوج غير المشروط ؟!
ما سر هذه العلاقة الحميمية والمتناقضة؟!
سنتوقف أولا عند كلمة "نثر" حتى نستجلي حقلها اللغوي الدلالي والإصطلاحي ، لنتحدث بعذ ذلك عن البدايات الفعلية لهذا النوع من القصيدة وأهم تعريفاتها عند روادها وأنصارها .
1-النثر لغة:
يقول صاحب اللسان: «النثر نَثرُكَ الشيءَ بيدك ترمي به متفرقا مثل نثر الجوز واللوز والسکر وکذلك نثر الحبّ إذا بُذر». فالمعنى اللغوي يعني الشيء المبعثر (المتفرق) الذي لايقوم علی أساس في تفرقه وبعثرته، أي: لا يقوم علی أساس من حيث الکيف والکم والاتساع.
2-النثر اصطلاحاً:
هو الکلام الذي ليس فيه الوزن ويعتمد علی الحقائق. بتعبير آخر: النثر هو کلام المقفي بالأسجاع.
النَّثْرُ : الكلامُ الجيِّدُ النَّثْرُ يرْسَل بلا وزنٍ ولا قافية
النَّثر الشِّعريّ : ( آداب ) نوع من الكتابة المُرسلَة يتميّز ببراعة السَّبك ويستخدم المحسِّنات اللَّفظيّة والمجازات والأوزان الإيقاعيّة والشَّائعة في الشِّعر أحيانًا.
3- البدايات الفعلية لقصيدة النثر وأهم روادها
ترجع بدايات قصيدة النثر إلى جماعة مجلة شعر التي أسست في بيروت 1957م بريادة كل من يوسف الخال، وخليل حاوي، ونذير العظمة، وأدونيس، ثم انضم إليها: شوقي أبو شقرا وأنسي الحاج، ودعمها من خارجها جبرا إبراهيم جبرا و سلمى الجيوسي.
4-تعريف قصيدة النثر عند الرواد والشعراء المحدثين :
إن قصيدة النثر أو -شعر الإنكسار- لأ ّن القصيدة كسرت كل شئ، وخرجت عن كل معايير الكتابة الشعرية القديمةوطرائق شعر التفعيلة وأوغلت في الانزياح والتمرد والخرق والفوضى على كل الأصعدة والنواحى الموضوعية والفنية والتشكيلية.
يصف أدونيس القصيدة الجديدة بأنها: »تأسيس نوع جديد من التعبير ،بحيث تصبح القصيدة مثلا كتابة ليست وزنا بالضرورة وليست لا وزنا بالضرورة .
تصبح إيقاعا وزنيا نثريا أو نثريا وزنيا يمكن أن تمتزج فيها الأنواع كلها"
إن قصيدة النثر ليس فرجا بين الشعر والنثر كما يعتقد البعض ، قصيدة النثر باختصار هي نثر غايته الشعر .
ووأجمل تعريف لقصيدة النثر هو تعريف محمود درويش حين حديثه عن محمد الماغوط (صحيفة "الحياة"، 23/ 5/ 2006):
"هو فضيحة شِعرنا. فعندما كانت الريادة الشِّعريّة العربيّة تخوض معركتها حول الوزن، وتقطّعه إلى وحدات ايقاعيّة تقليديّة المرجعيّة، وتبحث عن موقعٍ جديدٍ لقيلولة القافية: في آخر السطر أم في أوّله… في منتصف المقطع أم في مقعدٍ على الرصيف، وتستنجد بالأساطير وتحار بين التصوير والتعبير، كان محمّد الماغوط يعثر على الشِّعر في مكانٍ آخر. كان يتشظّى ويجمع الشظايا بأصابع محترقة، ويسوق الأضداد إلى لقاءات متوتّرة. كان يُدرك العالم بحواسّه، ويُصغي إلى حواسّه وهي تُملي على لغته عفويّتها المحنّكة فتقول المدهش والمفاجئ. كانت حسّيّته المرهفة هي دليله إلى معرفة الشِّعر… هذا الحدث الغامض الذي لا نعرف كيف يحدث ومتى. انقضَّ على المشهد الشِّعريّ بحياء عذراء وقوّة طاغية، بلا نظريّة وبلا وزن وقافية. جاء بنَصّ ساخن ومختلف لا يسمّيه نثرًا ولا شِعرًا، فشَهَق الجميع: هذا شِعر. لأن قوّة الشِّعريّة فيه وغرائبيّة الصور المشعّة فيه، وعناق الخاصّ والعامّ فيه، وفرادة الهامشيّ فيه، وخلوّه من تقاليد النَّظْم المتأصّلة فينا، قد أرغمنا على إعادة النظر في مفهوم الشِّعر الذي لا يستقرّ على حال، لأن جِدَّة الإبداع تدفع النظريّة الى الشك بيقينها الجامد."
يتضح من خلال هذه التعريفات أن قصيدة النثر تشترك مع الشعر في الصور الخيالية ، والإيقاع الموسيقي حينا ، وتختلف عنه في أنظمة الوزن ، والقافية ، والوحدات . وقيل : هو الكتابة التي لاتتقيد بوزن أوقافية ؛ وإنما تعتمد الإيقاع الداخلي ، والكلمة الموحية ، والصورة الشعرية . وغالبا ماتكون الجمل قصيرة ، محكمة البناء ، مكثفة الخيال .
وهنا يكمن الإشكال الحقيقي والجوهري ، ما المقصود بالإيقاع الداخلي ، وبالموسيقى في قصيدة النثر ؟!
ما المقصود بالتكثيف الخيالي داخل قصيدة النثر ؟!
وهل حقا أن الإيقاع الداخلي هو الذي يميز قصيدة النثر عن باقي الأنواع الأخرى ؟!
وهل يمكن الحديث عن الموسيقى بدون وزن وقافية ؟!
إشكالات عديدة ومتعددة قيل حولها الكثير وكتبت حولها أطروحات ومقالات ، ولكن يبقى للحديث بقية .
شكرا الغالية الأستاذة رجاء وننتظر إن أمكن الإجابة عن أسئلتك الأخيرة
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: قصيدة النثر / ملف للإثراء/
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
شكرا للجميع...
شكرا لك أختي الغالية الأستاذة الأديبة هدى...
شكرا لك ولدي الغالي الأستاذ علاء..
شكرا لك الأستاذة د. رجاء..
أنتظر البقية..
من محاسن الصدف أني اليوم كنت أستمع لشيء على اليوتيوب له علاقة بقصيدة النثر... لعلي أعود لسماعه حتى أدونه لكم هنا نقلا ( ابتسامة)... انتظروني فقد اعود وقد..
أستاذ محمد الصالح نحتاج فعلا أن نستفيد منك في هذا المجال لعلي أصير شويعرة قصيدة النثر مثلا ( ابتسامة عريضة طويلة)
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: قصيدة النثر / ملف للإثراء/
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
من محاسن الصدف أني اليوم كنت أستمع لشيء على اليوتيوب له علاقة بقصيدة النثر... لعلي أعود لسماعه حتى أدونه لكم هنا نقلا ( ابتسامة)... انتظروني فقد اعود وقد..
أستاذ محمد الصالح نحتاج فعلا أن نستفيد منك في هذا المجال لعلي أصير شويعرة قصيدة النثر مثلا ( ابتسامة عريضة طويلة)
إذن حصلت " وقد " الأولى ولو بعد ما يناهز الشهرين..
ما سأسجله لكم هنا هو جزء من حوار أجرته الإعلامية كوثر البشراوي عام 1993على قناة mbc مع الشاعر نزار قباني رحمة الله عليه؛ وقد حاولت أن أترك الكلام على ما هو عليه إلا بعض الألفاظ التي جاءت بالعامية السورية تدخلت فيها وبدلتها فصحى
الشعر الحر قام وما زال يقام حوله نقاش حاد.
الشعر الحر بين قابل ورافض هو موضوع ينظر إليه البعض بأنه هو الطفل العاق الذي أعلن عصيانه ضد آبائه وأجداده، وهو بالنسبة للبعض؛ لا يمت بأية صلة للشعر العربي الفصيح، فما هو رأي الشاعر نزار قباني في هذا الموضوع؟
الشعر الحر كلمة أو تعبير أسيء فهمه كثيرا وكل فسره كما يريد.
في البدايات عندما ظهر مجموعة من الشعراء العراقيين بسنوات الأربعين واستعملوا اصطلاح الشعر الحر كانوا يقصدون بذلك تغيير النوتة الموسيقية للقصيدة العربية، فكما نعرف جميعا أن للعرب ستة عشر بيتا في الشعر العربي وقد كان ممنوعا أن تتجرأ على تفعيلة واحدة، فقال هؤلاء الشباب:
" الشعر العربي لا يجوز أن يظل بهذه الحالة الحجرية وأن تبقى القصيدة عبارة عن قلعة من الحجر أو الإسمنت المسلح، لا يمكن أن نغير هندستها، هؤلاء فكروا في تغيير النوتة الموسيقية وتوزيع التفعيلات في الشعر العربي، ولهم حق في ذلك، وهذا شيء معروف حتى في أوروبا حيث في كل فترة يعاد توزيع سمفونيات بيتهوفن...
لكن؛ اسمح لي هنا أستاذ نزار؛ فهنا لم يقع تغيير في توزيع النوتة ولكن السلم الموسيقي نفسه تغيرونه على مستوى الشعر. الشعر الحر كان بعيدا كل البعد عن القافية والروي..
أنا أواصل بالحديث معك.. البداية كانت جيدة بهذا الشكل، أنا أفهمه، وأنا معه، وأنا كتبت قصائد من هذا النوع، يعني لعبت بالتفعيلة.
ما هي التفعيلة؟
التفعيلة هي: النواة الموسيقية.
أنا أريد أن أطور هذه التفعيلة، أغير مكانها بحيث تصير عندي إيقاعات جديدة، يعني أنا مثلا لو استعملت موسيقى الشعر العربي أو الستة عشر بحرا ، وخلطت بينها ونوعت سأصل إلى ترتيبات أو معادلات موسيقية، أوروبا لم تصل لها لأن هناك شيء اسمه "Pied" يعني النواة الأساس.إذن كل شيء متشابه، بينما نحن لدينا بحر الوافر، بحر البسيط، بحر الطويل، بحر الرجز ... يعني هذا يمكن اللعب فيه، هذه ناحية أما الناحية الثانية فقد حاول الشعراء العراقيون تغيير هندسة القصيدة العربية من قلعة من قلاع في العصور الوسطى إلى " شاليه" يطل على البحر، وهذا أيضا وارد فلا أحد بزماننا يسكن قلعة من قلاع القرون الوسطى ويحيطها بالماء ويجعل لها برجا من فوق..
لكن معذرة؛ فالمقارنة بين القلعة التاريخية والشعر غير جائزة، هناك اختلاف أستاذ نزار، فالشعر حي واصل مع الإنسانية نفسها
أنا أحكي عن الشكل الخارجي؛ فالمعلقة مثلا كانت قلعة.كانت 100بيت، لذلك فالشعر العربي الحديث يحاول ان يخفف من غلواء ومن دكتاتورية الشكل الخارجي، وفي البدايات كانت نازك الملائكة وبدر شاكر السياب والبياتي.. ومجموعة من الشعراء كلهم حاولوا أن يغيروا النوتة الموسيقية، ونجحوا في ذلك. أما الآن فقصيدة النثر ( القصيدة الحرة) استلمها غير الأكفاء وغير الموهوبين.
تصوري؛ يقول لك:
قصيدة نثر أو قصيدة حرة .. أنا قادر ..
انت قلت الآن هي قصيدة نثر
واصلين لقصيدة النثر؛ استعملت الحرية استعمالا خاطئا، لأنني أعتقد أن الشعر هو بالأساس نظام، يجب أن يكون على أسس[...] الآن القصيدة الحرة لا لغة لها لأن أصحابها لا يجيدون اللغة العربية، لا يجيدون العروض الذي هو فن الشعر.. يعني أنا لا أستطيع أن أقبل قصيدة ليس لها أسس شعرية، ولك أن تغير بهذه الأسس ( أعطني ثوبا ألبسه لكن لا تتركني في عراء)
طيب؛ وضح لي، ما هي أسس القصيدة العربية؟!
ليست هناك أسس، أنا قلت لك كيف كانت القصيدة العربية الحرة معتمَدة كما بينوها الذين بدأوا فيها.. وضحوها توضيحا منطقيا جدا، أما الآن فقد استعملت كلمة الحرية استعمالا خاطئا عشوائيا فيه نوع من الفلتان الأمني/ الشعري
[...]