الجاحظ القبيح
الجاحظ صديقي التقي به دوماً من خلال كتبه الممتعة التي خلف منها ثلاث وخمسون فأكد بها أنه الأكثر عطاء والأكثر علما والأسلس أسلوباً والأخف روحاً
من هنا لا أبالغ إن كنت أنا أرى الجاحظ جميلاً على عكس ماذهب اليه شاعر موتور حاقد قال :
لويمسخ الخنزير مسخا ثانياً ماكان إلا دون قبح الجاحظ
حقا لقد كان الجاحظ يعاني من مرض فرط نشاط الغدة الدرقية حيث يزيد افراز هرمون الثايروكسين ( أو الدرقين ) مما يؤدي الى جحوظ العينين بسبب ترسب كمية من الدهون خلف مقلة العينين هذا بالإضافة الى أعراض اخرى منها الهزال والرعشة وشدة العرق والعصبية وشدة الحساسية فيبدو المصاب للجاهل قبيحا وربما كان مخيفا كماقال أحدهم :
الله نجاني ونجا البقرة من جاحظ العينين تحت الشجرة
والجاحظ المسكين لم يكفه مرض الغدة الدرقية في رقبته التي تدعى (جويتر )
بل لاحقه مرض اخر هو الفالج أو الشلل النصفي ، غير أنه لم يستسلم بل أعطى الأدب في فترة محنته أكثر مما أعطى في قوته وعنفوان شبابه ومن هنا لا أرى في الجاحظ مجرد رجل جميل المخبر وإنما هو شجاع معطاء كريم
رحم الله الجاحظ
منقول من كتاب : د.حسن فريد أبو غزالة