أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
احتفال
من عادتي وأنا أتصفح لائحة تلامذتي أن اركز على تواريخ أعياد ميلادهم .. وأفاجئهم في نهاية الحصة بالإشارة إلى من يصادف عيد ميلاده ذلك اليوم . فننشد "عيد ميلاد سعيد" .. يحمر وجه المحتفى به وألمح في عينيه الرضى و الامتنان ..
في إحدى الحصص ، تقدم إلي أحد التلاميذ متسائلا :
- متى تحتفل بعيد ميلادك ، أستاذ ؟
أجبته مازحا :
-عيد ميلادي هو كل يوم أقضيه معكم ..
لكني لمحت في عيون الآخرين لهفة لمعرفة ذلك التاريخ الذي يتشوقون لمعرفته .. وأنا حريص على إخفائه لأنني أعلم ما سوف يتبع ذلك من تكلف في إحضار الهدايا و انتقاء كل واحد منهم هدية أفضل من الأخرى .. وهذا ما أتجنبه حتى لا أحملهم مالا طاقة لهم به ..
في نهاية حصة الأسبوع الأخير من أكتوبر ، وبينما أنا أسرد عليهم ما ورد في المذكرات من تعليمات تخص الاحتفال ببعض المناسبات ومنها تخليد عيد المدرس، رفع أحدهم أصبعه قائلا :
-لماذا لم نحتفل بهذا العيد وقد مرعليه أكثر من أسبوعين ؟
-ومن أدراك بهذا ؟
-أبي مدرس وهو يتحدث عنه كثيرا .
دق الجرس . فنهض التلاميذ يستعدون للخروج .. تقدم التلميذ المذكور وبيده وردة .. أخذتها منه وشكرته معلنا أمام الجميع :
-هذه أغلى هدية تلقيتها في حياتي .
لم أشعر في الغد إلا و مكتبي يعج بالورود حتى طغت على كتبي وأوراق التحضير ..
[frame="2 90"]
أخي الغالي رشيد الميموني
أجمل تحية وسلام
أحييك.. ونعم المربي والقدوة الحسنة..
أجد فيك نفسي.. فتحت لي صفحات من ذكرياتي كاد يطويها الزمن..
نشأت علاقة بيني وبين طلابي لازالت مستمرة حتى الآن رغم مضي أكثر من 35 سنة
واثق من أن ماتزرعة الآن ستحصد نتائجه قريبا
بناء الاجيال هو بناء الاوطان..
بوركت ووفقت
وجزاك الله كل خير
لك مودتي وحبي واحترامي وتقديري
اخوك مازن شما
[/frame]
أرأيت أستاذ رشيد يظل الإنسان مهما كان سنه أو منصبه يفرح بمفاجأة حلوة و هدية , يهديني تلاميذي أحيانا شياء أستمتع بها كثيرا و أبتسم كلما رأيتها كباقة ورد أو أكسسوار أنثوي أو علبة شكولاتة..
تحياتي لك و موسم دراسي موفق أتمناه لك
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: احتفال
أخي الغالي مازن
ما ذكرته في ردك أنت أهل له .. فمتعة التدريس ليست في تسلم الراتب الشهري أو اكتساب السمعة و الصيت وإنما هو في ما تحسه من خفقات القلوب الصغيرة وهي غالبا ما ترنو إليك في امتنان صامت و تلهج بالشكر دون أن تنطق به ..
حياك الله أخي و دمت بكل الحب .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: احتفال
حقا أختي نصيرة .. تكون للهدايا العفوية نكهة خاصة .. وبالأخص ما يأتي بتلقائية و بساطة دون تكلف .. حتى تلك الابتسامة التي تنفرج عنها شفاه الصغار وهم يغادرون الفصل الدراسي صائحين الواحد تلو الآخر :"Au revoir Monsieur" يكون لها وقع خاص .. وغالبا ما يأتي أحدهم يصافحني فأشد على يديه .. وهنا يبدأ التزاحم حتى لا يفوت أحدهم الفرصة .. وهذا غالبا ما يحدث عشية العطل .. أو غذاتها ..
دام لك التوفيق أختي و شكرا لك على عواطفك النبيلة .