الحلم
[align=justify]الحلم
لم تسأليني عن الحلم ..
ألأنك خمنت ما سأرويه لك أم أنك التزمت الصمت ليستفزني كي أحكي لك وقائعه ؟
تخيلي مسافة تفصلنا .. هي ليست بالبعيدة ولا بالقريبة .. كل واحد منا في جبل وبيننا أخدود .. تجتاحني رغبة الوصول إليك بأي ثمن .. والثمن باهظ لمن ينظر إلى أسفل فيرى نيرانا مشتعلة .. لكنه بالنسبة لي لم يكن يعني شيئا .. ما دامت نار الفراق والبعد عنك تحرقني كل يوم آلاف المرات .
الوصول إليك يعني الانصهار في تلك النار والاحتراق الأبدي وبالتالي لن يتم هذا الوصول .. ومع ذلك انطلقت .. لا أدري كيف .. أحيانا تخيلت نفسي جسرا بين ذاك الجبلين .. وتارة وجدت نفسي نسرا ينطلق إليك عبر اللهب لتحترق ريشاته ليسقط عند قدميك ورائحة الشواء تنبعث منه .
لم تسأليني ولكني أرويه لك بدون وعي مني .. كنت هناك تشيرين إلي وأشير إليك .. لا أكاد أميز قوامك بين الشهب المتطايرة من النار الفاصلة بيننا .. كنت أعرف انك تصيحين ليصل نداءك إلي .. وكنت أناديك فيتردد صدى صوتي عبر الأخدود ليمتزج بصوت اللهب المرعب ..
أحسست انك تنشدين الأمان وأنا ارغب فيه مثلك .. وكان لا بد أن نلتقي كي نشعر معا بأننا وصلنا بر هذا الأمان المنشود ..
الغريب في الحلم أننا كنا نفعل كل ذلك ونبتسم وكأن ما يتلظى من تحتنا لا يعني لنا شيئا .. أو كأننا كنا على يقين من أن تلك النار ستكون بردا وسلاما في ما لو ارتمى أحدنا نحو الآخر واحتضنته ألسنة اللهب .
كانت بيدي باقة ورد الأوركيدي .. وكنت أرمي إليك الوردة تلو الوردة .. وفي كل رمية كانت النار تخبو واللهب يخفت .. فكان لا بد أن نلتقي أخيرا ..
والتقينا .[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|