| 
				
				أنت معي
			 
 يوم السبت الفائت،كان يوما مميزا..سرقنا الوقت ونحن نتحدث.وشعرت ساعتئذ الاّ وجود إلاَ معها.** **             **  **
 كان وحيدا في مكان بعيد,والدنيا على وشك الموات:
 زحفت الشمس نحو المغيب,وكانت تنزف باستمرار وتصر على الرحيل.
 :_الى أين وصلت؟!
 والتفت بذعر..كانت الشمس ماتزال تنزف.
 :_ألم تسمعني؟
 :_.. .. ..
 :_قلت لك الى أين وصلت؟
 التفت ثانية ،فلم يجد أحدا ,وتملكه الذعر بصورة أبشع.
 :_لماذا لاتجيب؟
 كانت الشمس قد توارت تماما ،وتركت على خط الأفق خيطا مدمى.وبصوت هامس،خائف ،قال:_ من أنت؟
 :_ألم ترني ..أنا هنا.
 نظر لما حوله ,فوجد السكون وظلمة المكان.لكن الصوت قريب,وأليف.
 :_أنا هنا..فوق.
 رفع رأسه نحو السماء البعيدة.لمعت نجمة فخالها تبتسم.وبارتباك أشار اليها.
 :_أنا لا أنزل.. أنت اصعد.
 مازال مستغربا .
 :_ أصعد؟! كيف؟!
 ولوَح بيدين يائستين.
 :_ حاول.
 :_ أنا عاجز..ومنذ زمن!
 :_أعرف ذلك.
 :_ كيف؟!
 :_ أعرف أنك تتصور ذلك..لكنك تنسى أن اشراقات الفجر منك!
 هز رأسه.ولأول مرة يسمع صوت نفسه..وتتالت عليه الصور والأفكار .وعاود الصوت يقول:
 :_ لو لم تك كذلك لما ناديتك.
 :_ لكنني لم أجد نفسي بعد..(وبصوت كالهمس)ولاأشعر بالطمأنينة !
 وأغمض عينيه.
 :_ لا تغمض عينيك .ألا تكفي ظلمة المكان ؟!
 فتح عينيه.
 :_ افتحهما بقوة ..وبعمق.
 :_... ...
 وشعر أن روحه تستحم بماء الثلج والمطر ,وأنه ليس وحيدا ،وأن لنفسه صدى,وأن لأعماقه حضنا دافئا.وقال بحرية:أنا سعيد.
 :_ ستكون سعيدا أكثر عندما تكون قربي..فمن يديك يهطل المطر،ومن عينيك تتكون الزنابق،والفجر منك.
 :_أنت الأمل.
 :_ بل أنا منك ..تعال اليَ.
 وارتفع.سما.حلق بعيدا بعيدا.وعندما وصل اليها كانت نجمتان تلمعان في السماء البعيدة.
 وكان البدر ينظرالى الدنيا بهدوء.
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |