اللغز
من هي التي.. حينما لا تستدعيها.. حينما لا تناديها ،وترفض لقاءها، وثرثرتها خلف أذنيك،وصورها الباهتة خلف عينيك..تأتي تتنازع مع كل ما يحجبها عنك.. تهتاج ..تصرخ ..تحطّم كلّ باب، وكلّ نافذة،وكلّ جدار..
تتملّق جوارحك إلى جوارحك ، ويداهن قلبك عقلك، ويقبّل إلحاحه يدك ، وقدمك..ويستطيب كبرياؤه.. في مسعاه للنيل منها.. المذلة.. لكي تسدّ النوافذ عليها ..وتقيم الجدران لديها.. كي تفصلكما الدقائق ،والساعات الثقيلة..
عن أسباب التلاقي ..فتظل بعيدةخائفة تتردد خطواتها وهي تقترب نحوك .. ..
وتظل أنت شائحا عنها بوجه كذوب .. يروم النسيان ..كما يروم الغريب المتعب وطن زائف.. يدنيه من راحة مصطنعة.. ليظهر من نفسه إلى نفسه.. ما لا قدرة له عليه..
لولا علموه في القفار.. كيف يصطنع الورود.. التي لا عطر لها..لولا علموه في سواد الحزن .. أن يحيك ثوبا أبيض.. يستر به جلده النائح .. وابتسامة بيضاء يغرق فيها دمعه المالح..
لولا علموه.. أن الليل الطويل الأدهم.. يحتال عليه بالنوم الأغط.. وأن العمر الأعجف..يأكل أيامه السمان..
لولا علموه أن القلب.. إذا مسه طائف من الحب.. عند النجم الرامح..استعاذ.. وركض مستغيثا بالأعزل..وإذا حضرت تعتدل في جلستك.
إن كنت منثنيا..وتنهض من صحوتك وتنفلت من نومك.. كالماء حين تروم الأصابعالاستمساك به.. وتتسرب من أحلامك كالعطر.. حين تتخاصم ذراته في الهواء..ثم تتلاشى.. تأتي كزلزال يضرب مقعدك .. تأتي كوحش ..يربك أقدام النوم ..في درب مسيرها ..ويزرع الأرق فوق وسائدك البيضاء ..
تأتي كغيم كئيب لا يحمل الغيث.. لا يصيب الأرض منه سوى الاغتمام..
والنفس بالكدر..كبواخر نزت الجريان على رمال ساخنة تأتي.. فتصيب رأسك بالشروخ.. والغليان وتبحث ..في جيوب الوقت عن عقارب.. تلسع الدقائق.. فتعدو مسرعة.. نحو .. بيداء النسيان تحملها..وترحل.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|