رد: أوان الانتفاضة الكبرى وتغيير المصير
الأخت الأديبة هدى الخطيب،
الأخوة الأفاضل ممن سبقوني في التعليق،
في الحياة وقفات مفصلية لا تحتمل الإستفتاء، كالذي يحدث في غزة هي معركة بقاء إما نكون او لا نكون ، هكذا علق أحد المرابطين في غزة،
ان نقوم بإنتفاضة اخرى هذا موضوع لا يحتمل الإستفتاء ، ما نراه من تأمر وتكالب الأمم علينا لا يترك لنا خيارات ،نعم علينا ان ننتفض على خوفنا وحبنا للحياة ، وأن نحرق سفننا كما فعل طارق بن زياد فلن نخسر اكثر مما خسرنا.
غزة سبقتنا جميعاً الى انتفاضة أدبت الكيان العبري وجعلته يحشد كل ألته العسكرية البرية والجوية والبحرية وواجهته مكشوفة الصدر بعد ان خذلها الجميع ،
سكان غزة انتفضوا على الخوف وحب الذات ، انتفضوا على حاجاتهم كبشر ليثبتوا للجميع بأن الموت بشرف افضل بكثير من حياة مهينة تحت نعال الحاجة.
سكان غزة انتفضوا على الذل الذي يعشش في نفوس الكثيرين منا ، وقدموا لنا درساً في تصنيف البشر.
السؤال الأن ، ما هو السبيل لإنتفاضة تعيد الى الأمة كرامتها وهويتها المفقودة؟ وهل الشعوب في حالتها هذه قادرة على تغيير المواقف؟
أقول لك سيدتي بأن هذه الانتفاضة هي حلم الجماهير الغاضبة التى خرجت عن بكرة ابيها لتعلن سخطها على الأنظمة المتخاذلة التى سمحت لمهزلة الحرب ان تحدث لشعب المفترض فيه انه شعب عربي اسلامي. ولكن في ظل ما نراه من قمع وبطش من قوى الأمن الحارسة للأنظمة الرسمية لا أرى بصيص من أمل،
عندما تجوع الشعوب يصبح حلمها رغيف الخبز وتنكسر فيها الإرادة ، وهذا هو حال الشعوب العربية، ولكن في غزة انقلبت الأية ، فالجوع ولد عند الناس حالة من العناد جعلتهم يواجهون الموت بشجاعة وأيمان بأنه ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان.
أشعر بمرارة العجز الذي نعاني منه كلنا، مازلنا نملك الحبر والأوراق لنكتب مشاعرنا الى مشاء الله ، ولكننا لا نملك الإرادة لأن ندير ظهرنا لمباهج الدنيا ونضحي بأرواحنا وكل ما نملك من أجل قضيتنا العادلة.
قمت بمحادثة مجموعة من المعارف في غزة وشعرت بقوتهم وإيمانهم ومعنوياتهم العالية التى جعلتني اتضائل خجلاً أمام هذا الصمود لأكتفي بأن اكون نقطة في اخر السطر.
مودتي،
سلوى حماد
|