أما من أردوغان وشافيز يمثلان العرب؟

وقف أردوغان وقالها صراحة وعنوة ضاربا بالعبارات الملتوية و المقنعة عرض الحائط مسترجعا أمجاد التاريخ التركي ومفتخرا به كما يفتخر بها كل الأتراك أينما كانوا ويتمسكون بوطنيتهم حتى إن كانوا من أبناء الجيل الثاني أو الثالث المقيم خارج بلاده.
قال أنه إن تعاطف مع أحد الأطراف فسيتعاطف مع أهالي غزة و لم يقف وسط الميزان و يتركه متأرجحا و يظل مبهما ليقرأ خطابه بلغتين كما فعل أغلب زعماء وساسة هذا العالم المنافق.
وذكر بمنصبه :'أنا رئيس وزراء تركيا' وهو محق من حقه أن يكون بينه و بين الشخص العادي فرق هو يمثل الملايين من شعبه و لا يحتقرهم، لا يستخف بهم، لا يعتبرهم كلابا ينبحون في الشوارع وهم يتظاهرون بما يفوق المليون شخص في إسطنبول.
قد يرى البعض أن لموقف تركيا العصي أهدافا سياسية و استراتيجية ولا عيب في ذلك فلكل دولة مصالح سياسية و أهداف تبغي تحقيقها لكن الشجاعة تكمن في رفع الصوت عاليا بتجريم إسرائيل و تحديها واختيار تيار مخالف لتيار القوى العظمى وحتى الثأر ولو جزئيا من هذا الرأي'الحرـ الديمقراطي ـ الإنساني 'في الغرب الذي إتهم تركيا مرارا بالتطهير العرقي في أرمينيا و جعل ذلك حجة وسببا لإعاقتها من دخول السوق الأوروبية المشتركة و لن يفوتني هنا أن أسخر من الذين يدعون كتابة حقوق الإنسان واحترام وجوده ويتحدثو ن عن تاريخهم النظيف المشرق فمجازر فرنسا في الجزائر وحدها كفيلة بأن تسكت كل المدعين و المتهمين لغيرهم بالتطهير العرقي و الإبادة؛في مدينة سطيف وحدها وابتداء امن يوم 8ماي 1945شن المحتلون الفرنسيون حملات تدمير وقتل وتشريد برا وجوا بحرا وقتلوا مايناهر 50000شخص أو يزيد من المدنيين الأبرياء.
ولازالت مناطق في جنوب الجزائر تعاني من النسب العالية للإشعاع و لتدمير الطبيعة نتيجة لنتائج التجارب النووية الفرنسية هناك و التي كان ضحيتها و فأرها المواطن الجزائري و أرضه .
إسرائيل تخرق في إعتداء اتها على غزة مواد القانون الدولي لحقوق الإنسان و إتفاقية جنيف تباعا ولا يتخذ ضدها أي إجراء و يدور الساسة كالثيران في حلبة مغلقة و هي تواصل الإستهتار بالمواثيق التي من السهل أن تحاسب عليها دول في إفريقيا أو غيرها من دول العالم المستضعف و المسحوق .
تقول أولى القواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني :
يتعين على أطراف النزاع في كل الأوقات التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين بهدف الحفاظ على السكان المدنيين وعلى الممتلكات المدنية. ولا يجوز أن يتعرض السكان المدنيون للهجوم لا جماعة ولا أفراداً.
يجب أن توجه الهجمات ضد الأهداف العسكرية دون غيرها. وللأشخاص الذين لا يشاركون أو لم يعد بإمكانهم المشاركة في العمليات العدائية الحق في أن تحترم حياتهم وسلامتهم البدنية والعقلية. ويجب أن يحمى هؤلاء الأشخاص ويعاملوا في جميع الأحوال معاملة إنسانية وبدون أي تمييز مجحف.
يحظر قتل أو جرح عدو يستسلم أو يصبح عاجزاً عن المشاركة في القتال
ليس لأطراف النزاع أو أفراد قواتها المسلحة حق مطلق في اختيار طرق وأساليب الحرب. ويحظر استخدام الأسلحة أو أساليب الحرب التي من شأنها إحداث خسائر لا مبرر لها أو معاناة مفرطة
يجب أن يجمع الجرحى والمرضى وتقدم لهم العناية من جانب طرف النزاع الذي يخضعون لسلطته. وينبغي الحفاظ على أفراد الخدمات الطبية وعلى المؤسسات الطبية ووسائل النقل الطبي والمعدات الطبية.
فأين إسرائيل من هذا؟ و أين هي من إتفاقية جنيف؟ و أين هي من روح السلام و الخير ليصفها ساركوزي بالدولة العظيمة و الديمقراطية التي لا يجب أن تسيء لسمعتها ويحمل غيرها جزء ا كبيرا من مسؤولية مايحدث.
عصبة دولية من المتآمرين سقطت أقنعتهم وأظهروا كيف أن سياسة الكيل بمكيالين لا تراعي لا حقوق الإنسان ولا شعارات العالم الحر.
حين أعلن أردوغان عن موقفه صراحة أمام شعبه وشعوب و ساسة العالم فقد وقف وقفة شجاعة مهما كانت مصالحه و حين طرد شافيز السفير الإسرائيلي فإنه أيضا وقف وقفة شجاعة لأنهما إختارا أن يضم صوتهما لصوت الضمير وأصوات شعوبهم و لأنهما لم يسيرا في سرب الصامتين أو المتقاعسين أو المتآمرين ولم يأبها له.
أردوغان ذكر بجديه سليمان القانوني و محمد الفاتح و تمنى كل العرب لو أن أحدا من قادتهم يذكرهم بجدهم المعتصم و خليفتهم عمر بن الخطاب و طرد هيجو شافيز السفير الإسرائيلي و أظن الكثير من المسلمين تساءلوا أما من شافيز ينبت في أرضنا.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|