عادة لا أكتب رسائل إلى الأحبة
ودائما ً أحتفظ بمشاعري نحوهم في القلب ولا أبوح لهم بها أبدا ً ولكنه اليوم عيد مولدنا وقليل من البوح لا يضرُّ .
كنت في صغري مولعة جدا ً بالأديبة مي زيادة وكنت أحلم أن يكون لدي صالون أدبي يتردد عليه الشعراء والأدباء والكتاب ... كانت هذه الفكرة تغيب وتحضر في بالي ولكنها كانت لا تخرج من إطار الأحلام .
كنت في مدونتي المتواضعة أحاول تحقيق هذه الفكرة ما أمكن ... كان الأمر بالغ الصعوبة مهما بذلت من جهد فالموضوع الذي في بالي أكبر بكثير ...
من أول يوم إنضممت فيه لمنتدى نور الأدب شعرت في الحلم بدأ يتجسد أمامي ، هذا الصرح الأدبي الشامخ مكان لإلتقاء شرائح كبيرة ومتعددة من الشعراء والأدباء والكتاب والروائيين ومن هنا لمعت الفكرة برأسي وبدأت تحركاتي في المنتدى ... وأذكر أني في حينها لم أكن أهدأ ولا أكنّ ولا اتعب ولا أمل من التجوال في أروقة هذا المنتدى الحبيب .
أول ركن دلفت إليه كان أوراق الأساتذة هدى الخطيب وطلعت سقيرق ... قرأت كثيرا ً ، تأثرت كثيرا ً وأحيانا ً بكيت ... وهذا زادني إصرارا ً على إكمال مشواري هنا وتحقيق حلمي ... كنت أتابع استاذ مازن وأقرأ ما يكتبه بصمت بالغ ودون أن أترك أي أثر يدل على أنني كنت هنا فجُلّ همي كان أن أبقى في تلك الأجواء دون ان أعكر صفوها وهدوءها بتعليق بسيط أو ساذج أو فقير لن يغني الموضوع في شيء
طبعا ً وأنا اعترف الآن أني مولعة بالشعر لذلك يجدني الجميع أحجز ركنا ً في زاوية الشعر مع أني من أهل الخاطرة ... أقرأ بشغف شديد وأستمتع وأنسى نفسي في كثير من الأحيان هناك وأستيقظ على رنين جرس الخاطرة يستدعيني على عجل لأن هناك خواطر جديدة عليّ أن أقوم بإستقبالها والترحيب بها وقد كنت ألتقي بأقلام في الخاطرة تستحق أن أنحني لها إعجابا ً وإكبارا ً وكنت لا أضن على مبدعيها بعبارات الأعجاب والإطراء التي كانت تخرج مني بعفوية وتلقائية بالغة حيث أنني في الأدب لا أتكلف أبدا ً وأحارب كل من يحاول أن يحول الأدب إلى سوق تجاري وساحة للعرض والطلب .
لا أخفيكم أني أحب الأدب الساخر وأعشقه وأهرب إليه دائما ً وأجد نفسي فيه وهو الوحيد الذي أحتاجه في هذه الأيام واعتبره دوائي وزادي .
أعترف أني مقصرة مع أهم جزء في حياتي ... الجزء الذي إحتل كل حياتي وأخذني من أمور كثيرة ومن أناس عدة والذي كنت أهب له كل حياتي وكل ذرة من أنفاسي وهو فلسطين وما يخصها في هذا الصرح الشامخ وما يعرف بالموسوعة الفلسطينية .. لا أعلم سبب التقصير ؟ لكني في كل يوم أشعر بهذا التقصير وأني لست ميساء تلك العاشقة حد الموت لفلسطين وكل ما يدور في فلكها ولكن في هذه الحياة لا نستطيع أن نحضن كل ما نحب مرة واحدة لا بد من التناوب في بعض الأحيان لكن هذا لا يعني أن فلسطين لم تعد عشقي ومرادي وحلمي وأملي المنتظر .
ولأن هذا المنتدى بالدرجة الأولى كان منتداي فكان لا بد أن أخلد لمساحة صغيرة من البوح ولا أكتمكم في البداية كنت أريدها لنفسي ... كنت أرغب بمخاطبة ذاتي ولكن هنا في بيتي نور الأدب ولأني أحببتكم جدا ً وجدت أن بوحي لن يكون له طعم بدونكم فأستدعيتكم على فنجان قهوة ولأنكم كنتم تحملون لي نفس الحب الذي أحمله لكم بين جوانحي التقينا بسهولة وبحنا بكل شيء وأصبحت هذه المساحة بوجودكم فيها الركن الدافيء الذي نهرب إليه عندما نشعر بالألم .. بالتعب .. بالحزن .. بالحب .. بالفرح .. بكل المشاعر الجميلة الني جمعتنا من أول يوم ولهذا اليوم والتي أتمنى أن تجمعنا طول العمر .
أحبتي هل أطلت عليكم ؟ أتمنى أن تكون كلماتي وجدت أثر طيب في نفوسكم كما تعودت أن تفر من قلبي لتستقر في قلوبكم ... شكرا ً لكم أحبتي ومعا ً يدا ً بيد وقلبا ً على قلب حتى يبقى نور الأدب شمعة لا تنطفىء .
[/align][/cell][/table1][/align]