طبقات الشعراء في القرن العشرين
[frame="15 98"]
[align=justify]
هناك إشكالية ما في النقد ، خاصة حين نقترب من عالم الشعراء إذا لم نعمم ونقول الكتاب وكل الفنانين والمبدعين في هذا العصر ، فهذه هي المرة الثانية التي أقترب فيها من محاولة تأليف كتاب " طبقات الشعراء في القرن العشرين " وأجد نفسي في مأزق ، حذرني منه كثيرون ولم أتعظ ظنا مني أنّ النقد يفترض أن يكون بناء غير مبال ٍ بهذا الرأي أو ذاك ما دام يسعى إلى الحقيقة .. قبل سنوات كتبت مقالا في صحيفة " تشرين" تحدثت فيه عن هذا وذكرت بعض الأسماء من الطبقة الأولى ، فما بقي أحد إلا وعتب عليّ لأنني لم أضع اسمه في هذه الطبقة ، ثم قمت في السنة الفائتة 2007 في تخصيص مدونة لهذا الموضوع ، تحدثت فيها عن أهمية المشروع وصعوبته وإصراري على المضيّ فيه وطلبت من الشعراء والقراء المشاركة من خلال الشبكة العنكبوتية المفتوحة ،ووضعت أسماء شعراء الطبقة الأولى على أن أكمل حتى الطبقة العاشرة ..وظللت أنتظر الفرج من الشعراء والقراء لأمضي قدما..لكن ما حذرني منه البعض حدث ؟؟..
امتلأ بريدي الالكتروني بما يشبه الشتائم ، إن لم اقل الشتائم ، لأنني لم أضع كل الشعراء الذين كتبوا لي في الطبقة الأولى .. وكان رأي الكثيرين أنّ الشعر لا يقيم بهذه الطريقة .. والشيء العجيب أنّ بعضهم سألني بشكل جاد : ولماذا تضع محمود درويش ، نزار قباني، أحمد شوقي ، مظفر النواب ، الأخطل الصغير ، ومن في وزنهم ، في هذه الطبقة ؟؟.. وكان السؤال الأغرب ماذا قدم هؤلاء ؟؟..
لو كنا نعيش في بلاد بعيدة عن منطقتنا كلها ، لكنا نجد بعض العذر في طرح سؤال كهذا .. أما أن نكون في البلاد العربية ونعي ونعرف أنّ هؤلاء وأمثالهم قدموا الكثير وطوروا القصيدة العربية وأغنوها ، فيبدو السؤال شائكا وغير منطقي .. والأعجب أن يسألني احدهم :" أوضعت فلانا لأنه فلسطيني ؟؟".. و" فلانا لأنك تعرفه ؟؟..".. وفعلا وقعت في حيرة ما بعدها حيرة .. ماذا سيكون موقفي حين أمضي إلى الطبقة الثانية فالثالثة .. وهكذا .. ؟؟.. لا بدّ عندها أن تشحذ السكاكين وتقوم الدنيا عليّ ولا تقعد ..
طبعا كنتُ أتمنى أن أكمل مشروعا كهذا ، لكن على ما يبدو فإن مثل هذه المشاريع لا تكتمل في العصر نفسه .. هناك حاجة لمسافة زمنية نقطعها ، يكون فيها كلٌ منـّا قد مضى عن وجه هذه البسيطة وما عاد هناك من يقول لماذا وكيف وما معنى !!.. فالكتابة الآنية عن أدباء معاصرين يجب أن تكون عادية لا أكثر ولا اقل ، وبعيدة تماما عن مسألة " الطبقات " هذه لأنها تشكل مأزقا صعبا لا يمكن تجاوزه .. خاصة حين يتعلق الأمر بالشعراء ، وكل واحد عندنا،وهذا أكيد ، يظنّ انه الشاعر الأول دون منازع .. فماذا يكون موقف شاعر كهذا حين تضعه نقديا في الطبقة العاشرة ، أي الأخيرة ؟؟.. ستكون بالتأكيد أسوأ نقاد العالم وأقلهم فهما بالنقد !!..
أعترف بأنني فشلت للمرة الثانية ، وأقول لمن نصحني لقد كنتم على حق ..!!.. وعليّ هنا أن أعذر نقادنا المعاصرين الذين تحولوا بقدرة قادر إلى مجرد نقاد يمدحون ويزيـّنون ويصفقون ويدبكون!!.. فالمبدعون في هذا العصر لا يتحملون الحقيقة أو جزءا منها .. وربما كان هذا في كل عصر .. وكأنّ على النقد أن يأتي دائما متأخرا جدا في الزمن ، حتى يكون نقدا منصفا لا يخشى غضب المبدعين الذي لا يرحم !!.. لأنهم لن يكونوا موجودين حين يكتب النقد عنهم بإنصاف !!..
[/align]
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|