كاريكتير للمبدع حامد نجيب- جريدة الاتحاد الإمارتية
هتاف عربي مهترئ
ستون عاماً ترخي ظلالها القاتمة علينا لتخنق ما تبقى من امل في حل لقضية مستعصية كل ما فيها واضح وضوح الشمس ولكن اصحاب القرار مصرون على العمى مع سبق الاصرار والترصد ،
سئمنا الهتافات العقيمة والتنديدات التى لا تسمن ولا تغني من جوع، لم يعد هناك مصداقية في اي قرار سياسي عربي خاصة اذا كان متعلقاً بالقضية الفلسطينية والتى تم سحب الهوية القومية العربية منها وجعلها قضية فلسطينية قطرية محصورة ومحاصرة في بقع متفرقة من الارض الفلسطينية المغتصبة
كان الخطاب العربي يزلزل الدنيا عندما تكون فلسطين هي محور الحديث ، وتدرج الخطاب العربي من النغمة العالية التى تقول ان فلسطين قضية عربية قومية الى ان وصل الى خطاب توفيقي بين طرفين احدهما فلسطيني والأخر اسرائيلي ، متناسين ان الفرق كبير وان هناك اصحاب حق وهناك مغتصبين ، هناك ارض عليها ناسها ومحتل يرغب في تفريغ هذه الارض وزرع ساكنين يتم استيرادهم من كل بقاع الارض
ومازل البعض يهتف بالروح بالدم نفديك يا فلسطين!!!!!!!!!!!
استعجب لهذا الهتاف المهترئ، فالروح مهزومة بالنكبات المتتالية ،
والدم تنقصه كريات الدم العربية، وصفائح الدم القومية
فكيف لهذه التوليفة العجيبة ان تدعم القضية الفلسطينية؟
نحن في زمن شديد التقلبات ، ملامحه ضبابية نسمع شيئاً ، ونشاهد افعالاً ليس لها علاقة بما نسمع ، على رأي المثل المصري " اسمع كلامك اصدقه ، اشوف افعالك استعجب " لفد فقدنا اي امل في تشكيل رؤية عربية قومية موحدة تدعم القضية وتواجه التحديات الراهنة والأخطار التى تحفنا من كل جانب.
نحن في زمن رسموا لنا فيه خرائط وهمية حدودها مرسومة حسب مقاييس الحلم الصهيوني، وطريق لا يمكن الوصول الى اخره، لأن بوصلتنا الفلسطينية لا تعرف الا طريق واحد وهو طريق العودة.
من المفارقات ان الرئيس الأمريكي بوش سيأتي للمنطقة للإحتفال بميلاد الدولة الصهيونية والتى هي بطبيعة الحال ميلاد النكبة الفلسطينية ، سيأتي بوش وفي نيته ان يقابل بعض الزعماء العرب،
واتسائل ببراءة هنا ، ما طبيعة الحديث الذي سيدور بينهم؟
شجب؟ ادانة ؟ استنكار؟
لا أظن اننا سنسمع حتى هذه الديباجة المملة ، ما نراه من لقاءات حميمية وابتسامات وضحكات مستبشرة على شاشات التلفزة تجعلني اشك بأن اي من المواضيع المصيرية لا يتم طرحها في الاجتماعات ،والسبب مهم..... لأنها ببساطة تعكر المزاج السياسي.
سلوى حماد