التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,818
عدد  مرات الظهور : 162,166,716

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > النقد
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11 / 04 / 2009, 25 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

حنان عواد وصورة الحب

في تسجيل صورة الحرية، أو محاولة الدخول إليها تعريفاً وكتابة، ترى الشاعرة الفلسطينية حنان عواد، المولودة في القدس عام 1951، أنّ الحرية يجب أن تكون أكثر من كلام، أكثر من عبارة تقال. من هنا جاءت العلاقة بين الرجل والمرأة فلسطينياً واضحة المعالم.. في مقال لها تقول الشاعرة: "إذا اعتقد البعض أن الحرية هي الخروج من دائرة وهم إلى دائرة أخرى والتعلّق بمفاهيم سطحية، فإنني أقول، تظل الحرية قيمة نضالية راقية جداً، وعميقة بلا حدود. والوصول إليها يستدعي التضحيات من أجلها.. إنها حرية الفكر، حرية الإرادة والتوجه نحو الفعل الجاد البناء.. هي الأيدي الفلسطينية المتوجهة نحو النور والانتصار.. لا نستغرب إذا وجدنا امرأة رائعة تقوم بدورها الإنساني والنضالي بشكل متميز. كما لا نستغرب إذا رأينا رجلاً عظيماً في دائرة الضوء، فكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة نقول أيضاً: إن وراء كل امرأة فلسطينية عظيمة، رجلاً فلسطينياً عظيماً.. يؤكد هذا الدور ويسانده"...
ومن فاصلة الحرية، ننتقل إلى التداخل مع فعل وعطاء الانتفاضة، حيث تقول الشاعرة في حوار معها مجلة بلسم عدد 180 حزيران 1990 واصفة الذات التي كانت وتأثير الانتفاضة عليها: "كثيراً ما أبحث عن نفسي فأجد نفسي في أبعاد كثيرة وأشياء كثيرة مع الكثير من الناس في لحظات عندما أخلو إلى نفسي أحاول أن ألملم شتات الذات التي أبحرت في قلب فلان، وانطلقت في ذاكرة فلان، وتماوجت على ملامح قلم فلان، أو عبرت إلى عوالم كثيرة، فألملمها بتلقائية في لحظات صغيرة ولكن ما أكاد أراها إلا وتنطلق ثانية مع سبق الإصرار والترصد لتذهب إلى الآخر، وتسبقني دائماً إلى حيث يكون هو، الإنسان، الوطن الفكرة الراقية والسامية.. لقد أخذتني الانتفاضة مني، وأعادت لي ذاتي من جديد وأعطتني الانتفاضة حنان، أعادت إليّ الروح المتأججة في زمن النصر، أعطتني حنان في زمنها الصاعد.."..
وحين تقترب حنان عواد من مسافة الحلم وانعكاس الصورة على الواقع، تبدأ من فاصلة الكتابة، فترى أن الكتابة هي المطلق: "الاستشراف، النبوءة للمستقبل المضيء. حتى تعكس الليل لا بد أن تصور النهار. بالنسبة لواقعنا الفلسطيني أنا أؤمن بالإنسان أؤمن بالثورة، أؤمن بالوعي، وأؤمن بأن الحلم هو الطريق لتحقيق هذه الأمور، فحين نفقد حلمنا وانتماءنا للأشياء، نفقد بالتالي طريقنا إلى الثورة وإلى الحب والعشق، ولذلك في موقعنا الفلسطيني، الحلم هو حقيقة" أنا "صورتُ في أكثر من موقع رحلة الزفاف الفلسطيني، العروس فلسطين، العريس هو البطل أو الفدائي، والفدائي لا يشكل الشخصية الفلسطينية كلها، فهناك الطفل الفلسطيني الذي يرفع شارة النصر، والشيخ الذي يمشي على عصاه ويلبس الكوفية الفلسطينية، التي تعطي ملامح التراث، ملامح الحياة الفلسطينية، والمرأة الفلسطينية التي تحكي اللغة الفلسطينية المنطوقة البسيطة، دعواتها، ملامح المسجد، ملامح الكنيسة.. طرقات الشباب على شوارع المدينة المقدسة، قواتنا الضاربة.. حلم واقع كل هذه التشكيلات في زمن الانتفاضة، في زمن الوعي، في زمن الثورة. حلم ممزوج بواقع وواقع الحلم الذي أؤمن به أحاول أن أحوله إلى واقع.."..
في الانتقال إلى الذات الشاعرة، نتعرف في "أشواق" حنان عواد على شاعرة تكتب الوطن بلغة الحب، ترسم الانتفاضة بألق لا ينطفئ تسافر طويلاً مع الكلمة المعبأة بكل تفاصيل الانتفاضة، وهي لذلك بنت السلاح: "أقاتل الإعصار من أجلك / أنا بنت الجراح الخضر / جئت الكون في ظلك / أعود عليك / في رايات ثورتنا"..
حنان لا ترسم الظل، لا تريد أن تعايش الظلال.. ولأن النهوض فعل انتفاضة، فعل ثورة وحجارة وأطفال يولدون أكبر من أعمارهم في فلسطين.. فقد كانت العودة إلى الذات والتصالح معها، عودة إلى تفاصيل الحلم الفلسطيني المرتبط ارتباطاً وثيقاً بتأسيس الواقع. هنا محاولة للتواصل مع كلّ أقانيم الذات. فالاشتعال الذي ترسمه الانتفاضة ألقاً رائعاً، لا يكون دون اشتعال وتوهج الذات الفلسطينية.. ألا تدعو شاعرتنا إذن إلى ضرورة التوحد مع الأمل والتفاؤل...؟؟..
تقول الشاعرة حنان عواد: " سأبني قارباً في الشمس / سأبحر نحو هذا العرس / سأنهي قصة في الأمس / أحلى ما يكون الأمس / وأحلم يوم عودتنا..".. إذ الشمس أكثر اقتراباً، أكثر اشتعالاً، أكثر جمالاً وفاعلية أيضاً. هنا فعل البناء المرتبط بالإبحار، يشكل حركة مقصودة في ألوانها وأبعادها.. الشاعرة لا تنظر إلى الشمس، ولا تقول بإشراقتها المستقبلية كما جرت العادة، بل انتقلت لتبحر في خضم الشمس إن صح التعبير.. الشاعرة تبني قاربها، تدفعه، ثم تذهب في أروع إبحار. الانتفاضة في هذه الحالة دخول في الشمس، وارتباط وثيق بها. ما عاد يكفي أن يقال: "ستشرق الشمس" أو "ستكون" بل لا بد من القبض على شعلة التفاؤل ليكون الإنسان الفلسطيني جزءاً منه.. وطبيعي أن تأتي صورة العرس على هذا الشكل الذي أوردته الشاعرة ثم يكون الحلم المتصل بالعودة..
حنان عواد تدفع القصيدة أكثر من مرة لترسم علاقة حب جديدة بين رجل وامرأة.. هنا لا نستطيع أن نأخذ الحالة برتابتها المعروفة. الحب يتشكل ليكون حباً فلسطينياً، حباً في زمن الانتفاضة، زمن الثورة والاشتعال. هناك خصوصية.. ملامح أنثى لا نراها في الوجه اللامع لمرآة.. زمن الأنثى المتداخل مع زمن الوطن.. زمن النهوض.. والذاكرة حين تستحضر صورها، لا تذهب بعيداً في رتابة الأشياء: " يعذبني دمي المغدور / يطاردني عذاب السجن / تطحنني عظام القبر / أنزف من شراييني / فلسطيني.. فلسطيني..".. وحين يأخذ مثل هذا الاستذكار أو التذكر حيّز التلافيف في الدماغ، يكون حب الأنثى حباً للرجل الوطن، أو الوطن الرجل.. من هنا، وعلى مسار هذه الصورة، هل نستطيع الدخول أكثر في تفاصيل هذا الحب.. تفاصيل الألوان الداخلة في تشكيل لوحة خصبة تقول بحب استثنائي عند الشاعرة..؟؟..
قد يكون تعبير الرجل الوطن، أو الوطن الرجل، هو التعبير الأقرب إلى طرح المعادلة بالشكل الصحيح، فالحب حالة إنسانية، حالة تقارب طبيعي بين اثنين، امرأة ورجل.. هنا وفي الالتفات إلى الخصوصية الفلسطينية، لا نلغي أي صورة من صور الحالة في توقدها وروعتها الإنسانية.. لكننا نضيف إليها حالة الارتباط بالخصوصية الفلسطينية، بالزمن الفلسطيني المعاش بكل أبعاده وفصوله.. الأنثى تحب رجلاً يشتعل عطاء للوطن، والرجل يحب أنثى تشتعل عطاء للوطن.. الحب في مثل هذه الحالة، وعلى هذا الشكل، يصبح حباً خاصاً ذا ملامح متميزة: "وليس سواك ملء العين / ملء اللون يعنيني / أحبك أيها الجسد الفدائي / الذي يمضي بلا كفن / أحبك راية تعلو / وترفع في ذرى وطني.."..
مثل هذا الإطار للحب، أو مثل هذا الخصب في اللون، يؤدي إلى نبض مشتعل دائماً بحب الوطن.. لا نستطيع أن نفصل بين وطن وإنسان، بين صورة أرض وصورة رجل وأنثى.. التداخل واضح.. الرجل الحبيب ينتمي إلى فلسطينيته، والمرأة الحبيبة تنتمي إلى فلسطينيتها، ليس في ذلك أي نوع من التضييق أو سواه.. فالحالة خاصة، واستتبعت بالضرورة وجود حب خاص "أحبك أيها الرجل الفلسطيني / تحمل راية تعلو على الرايات / أحبك أيها الأمل الفلسطيني / عمراً رائع اللحظات / أحبك آية من أعظم الآيات"..
في التأكيد على جوانب مثل هذه الصورة، وفي الارتداد إلى تفاصيلها، تجيب حنان عواد حين يأتي السؤال: "الرجل المنتقى هو الفارس، ولكنه ليس كل رجل.. الرجل بشكل عام أرى فيه صورة جميلة، استقيناها من حضارتنا، وعراقتنا العربية، الرجل الشهم، المفكر، المبدع، الذي لا يقبل الضيم، الذي يحمي المرأة يحترمها ويخترق معها جميع الحواجز والصعوبات إليها، ويعبر معها رحلة الإشراق" أما الرجل الفارس فهو "الذي يرفض الاحتلال، ويعشق الأرض، ويسير إليها متحدياً تفاصيل الأشياء.. لذلك أحترم بشدة ذلك الرجل الذي يمتد من عمق الفكر إلى عمق القلب إلى المركز الفاعل والمنفعل ذلك الذي ترتسم في ملامحه كل جماليات الوطن والأشياء. ليست الوسامة مقياس الرجولة فالرجولة موقف" / بلسم 180 /.
ترسم حنان عواد أفقاً رحباً لمعادلة جميلة يكون فيها الوطن هو الإنسان، والإنسان هو الوطن، ولا تلجأ في أي ملمح إلى إلغاء هذا اللون أو ذاك.. وحين تنظر إلى علاقة الرجل بالمرأة، فإنها تسجل حضور وعيها المتميز للعلاقة وخصوصيتها فلسطينياً ولأن شاعرتنا مصرّة على الحلم، الحلم الذي يصب في بناء الواقع، كانت القصيدة مفتاح تواصل مع طرفي المعادلة.. تقول في "إلى فارس لم يتوقف حلمه": وتغازل ذاك القلب / الخافق في الأعماق / خيوط خاكية، تتماوج فوق الجسر المشرع للموت / يعانقها ويفجرها / عشقاً ولهبْ / يا زهرة وطن الأحزان سيشرق هذا الجرح الذاهب في مملكة النفي / ويعود إليك أمان / يغزله من رمش الفجر المرسوم على أروقة الروح وعرس الأرض حنان"..
وبعد.. هي صورة شاعرة.. وصورة وطن.. صورة حب سجل حضور الشجر والماء وأرصفة الشوارع الواقفة في وجه ظلمة الليل..
نذكر في الختام أنَّ حنان عواد كانت قد حصلت في العام 1971 على دبلوم التربية من دار المعلمات في رام الله.. وفي العام 1974 حصلت على بكالوريوس في الأدب العربي من جامعة بيروت العربية.. وعلى بكالوريوس في الأدب العربي، وماجستير في العلوم الإنسانية من معهد الدراسات الآسيوية في القدس.. وعلى دبلوم الدراسات الإنسانية من جامعة ماكجيل بكندا.. وكانت رسالتها للدكتوراه في الجامعة المذكورة حول "صورة المرأة في أعمال غسان كنفاني".. وحنان عواد رئيسة فرع فلسطين في منظمة المرأة العالمية للسلام والحرية.. ومحاضرة في جامعة بير زيت.. وعضو مجلس أمناء المجلس العربي في القدس.. وعضو استشاري في مجلة "المواكب"..
لها في الشعر ديوان "اخترت الخطر" القدس 1981.. و"من دمي أكتب" عام 198. وفي الدراسات الأدبية "القضايا العربية في أدب غادة السمان" رسالة ماجستير بالإنكليزية صدرت عام 1983، وترجمت إلى العربية وصدرت عن دار الطليعة في بيروت عام 1989.. و"أثر النكبة في أدب سميرة عزام" و"المرأة في الشعر الفلسطيني"...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صوت وصورة رشيد الميموني الخاطـرة 0 18 / 12 / 2017 18 : 04 PM
لا يمكن أن ننال شرف الحب الإلهي إلا من خلال باب المعرفة عمر الريسوني القرآن الكريم 17 13 / 02 / 2017 53 : 06 PM
اهداء لروح الشهيد جبريل عواد كمال ابو حنيش صرخة قيد / نادي الأسير الفلسطيني 0 10 / 07 / 2016 23 : 01 AM
شكيب جهشان وصورة الوطن طلعت سقيرق النقد 0 11 / 04 / 2009 18 : 02 PM


الساعة الآن 00 : 11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|