المشكلة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي الكرام احببت ان اطرح معاناتي التي دامت لاربع سنواتمنذ اخر سنه لي في الجامعه
وحتى الان اربع سنوات اينالسبيل لراحه اين السبيل لسعاده عندما تغمرنا الاحزان وتلف بكل تفاصيل حياتناكيف
لنا ان نتخلص منها كيف لنا نشق طريقنا للمستقبلبثقه بامل بقوه ونحن مكسورون ..فأنا بإختصار اشعر بيأس من الحياه
لما الاشياء التي نحبها ونريده لا تتم لنا فانا احببت رجلا من كلقلبي وهو كذلك ولكن الاقدار ابت ان تجمع بيننا ..
تخرجت من الجامعه والى الان لم اجد فرصة للعمل وشغل وقت فراغي عنالافكار السوداويه اشعر ان قلبي مكسور
من ناحيهوعقلي متوقف من ناحيه لماذا نكسر ونحن في اول خطواتنا للحياه لماذا نتعذب حتىاني
كرهت الاكل والشرب البكاء والانين رفاقي لا اعلمماذا افعل
رأي
إن حسن الظن بالله – عز وجل – من تمام الرضى بقدر الله، فما أصاب الإنسان من قدر الله لزمه الرضى به، والتسليم له، في جميع أحواله وأقواله.
فالكثير من الناس – إلا من رحم الله – يقع في حياته بالحزن والألم واليأس والقنوط من رحمة الله بكلامه، أو أفعاله؛ فتجده يستبعد النفع، والظن الحسن بالله تعالى، فيقول: دعوت فلم يستجب لي، وفعلت الأسباب فلم يقدَّر الله الخير لي، إلى غير ذلك من الأقوال والأفعال التي توقع العبد في اليأس والقنوط من رحمة الله، لماذا فلان افضل مني !! لماذا فلانة تزوجت وأعطاها الله وأنا لا ! هل هي أجمل مني الخ
فالواجب حسن الظن بالله، والرضى بقدر الله، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله، أن الله عند ظن عبده به، قال صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي..." الحديثعفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ].
يقول ابن القيم – يرحمه الله – عند هذا الحديث: =يعني ما كان في ظنه فإني فاعله به،
فإن أكثر الأشخاص يعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله، ولسان حاله يقول: ظلمني ربي، ومنعني ما أستحقه، ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره،
يقول ربنا – جلا وعلا -: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [سورة الشرح: 5، 6]، يقول السعدي – يرحمه الله – عند هاتين الآيتين: "بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب، لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}[سورة الطلاق: 7].
يقول الألوسي – يرحمه الله – عند قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} [سورة فصلت: 49].
"أي فهو يؤس قنوط من فضل الله تعالى ورحمته.. ؛ فإن القنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر،
ابنتي الحبيبة نجاة
أيتها الإنسانة المثقفة والتي كان بإصرارها وإرادتها القوية وإيمانها بالله ثم بإرادتها الجبارة أنها أنهت المرحلة الثانوية ثم الجامعية
ابنتي لا أصدق أن إنسانة مثلك تعاني من كل هذا الإحباط والقنوط والألم
أراك تتخبطين وأنت أكبر من ذلك !!!! أراك تعانين وتتألمين !!! بشهادتك الجامعية وإيمانك بالله يجب أن تترفعين عن كل ذلك
هاأنت الآن تتخرجين من الجامعة بمعنى حياتك بدأت الآن وكيف يكون ذلك ابنتي ؟؟ الآن انتهت مرحلة من مراحل الشقاء والأحزان واليأس كما وصفتيه والعناء من الدراسة والإلتزام ولكن سيأتي الوقت لتذكرين هذه الأيام وربما تتألمين وقتها لمجرد قراءة الأوتغراف الذي بقي من أحلى مراحل العمر مرحلة الدراسة
الشهادة الجامعية وما أدراك ما الشهادة الجامعية ستجدي نتائجها عندما تجلسين إن شاء الله مع أولاد المستقبل ( أولادك ) بثقة وأمل لنجاحهم وأنت تعملين جاهدة على متابعتهم دراسياً دون وضع مُدَرِّسْ خصوصي ,
عندما تجلسين في مجتمع وتجدين نفسك تتحدثين في موضوع ولك الخبرة فيه وغيرك لا يفقه شيئاً , عندما تعملين في وظيفة تجدين نفسك فيها , هذه معاناة الشهادة الجامعية ما أحلاها من معاناة .. حينئذٍ ستعود بك الذاكرة لما قلتيه سابقاً ( كيف نشق طريقنا للمستقبل بثقة وأمل ونحن مكسورون )
ابنتي حالة اليأس التي أنت فيها مؤقتة وستزول قريباً إن شاء الله ففقدان المتعة في الحياة تعود لأمور كثيرة منها :
ضغوط الدراسة , عدم توافر أماكن الترفيه , علاقات فاشلة في الحب والزواج , أو الخوف من تكوين أسرة أو عدم الإستعداد لبناء أسرة بسبب الضغوط الإقتصادية أحياناً , عدم تفهم الأهل , البعد عن الله , عدم الإيمان بالقضاء والقدر ... نتيجة كل ذلك يأس وإحباط ينتاب الإنسان .
حبيبتي انتهت الضغوط بالنسبة للدراسة فدعي كل هذه الأفكار والإنكسار الذي قلتِ عنه وركزي في صقل ثقافتك ومعرفتك وتوسيع دائرة معارفك بالناس الثقة من الأصدقاء حولك وادعمي نفسك بالقراءة والإطلاع والتثقيف وهناك وسائل التكنولوجيا إذا كانت متاحة لك اقضي بعض وقتك بالإنشغال بها , وبما يرضي رب العالمين , وشاركي في الحوارات التي تدور من حولك كوني عنصراً فعالاً وسط صديقاتك وعائلتك والوسط الإجتماعي واخرجي إلى منتزهات للترفيه عن نفسك وزودي نفسك بمهارات وخبرات حياتية تؤهلاك للتعامل مع كافة أمور حياتك بثقة بنفسك هذه الثقة موجودة داخلك ولكنك لا تظهريها لأنك لا تثقين بنفسك وتخلصي من حالة الإستسلام التي أنت عليها وقودي بنفسك طريقك نحو حياة أفضل .
بالنسبة للوظيفة الآن برأي يجب أن تفتشي عنها بعد أن تخرجت ولا تعتقدي أنك بين يوم وليلة ستأتيك الوظيفة إلا عندما يكتب الله سبحانه وتعالى , ليس معنى ذلك أن تجلسي في البيت تنتظرين من يطرق بابك للوظيفة وإذا قمتِ بتقديم أوراقك ( ملفك الخاص ) ( السيفي ) إلى أي جهة لا تنتظري أن يردوا عليك فحاولي مرة وثانية وثالثة بدون يأس بدون الم اتصلي ولاحقيهم واسأليهم عن قبولك . الآن نحن على وشك انتهاء العام الدراسي إذهبي ابنتي من الآن وقدمي أوراقك إلى المدارس للعام الدراسي القادم إن شاء الله , إذا كنتِ ترغبين العمل كمدرسة , شركات كثيرة تطلب موظفات للعمل لديها ... أقرأ ذلك في الصحف اليومية .
الغريب أنك تعيشين في بلدك وفرص العمل متاحة لك فلماذا كل هذا اليأس
أرسلي لي على بريدي الخاص أين تعيشين بالضبط في المملكة العربية السعودية وأعدك بإذن الله أن أجد لك عمل يليق بشهادتك أينما كنتِ لتبدئي حياتك من جديد بأمل وتفاؤل
أما عن الزواج هناك مقولة أن الفتاة إذا بلغت سن الثلاثين فاتها القطار ولم يعد أحد يطرق بابها !!!! هذه مقولة مغلوطة جداً ويجعل الفتاة تعيش في قلق وتخبط عقلي
كل فتاة تحيا في هذه الحياة وترغب ربما بالزواج وأن تعيش مع شريك حياتها , وهذه طبيعة غريزية إنسانية وهو من أحد أركان التوازن النفسي والإستقرار والتفوق والنجاح .
هناك أسطورة قديمة تقول أن الرجل يعيش حياته وهو يبحث عن المرأة التي خرجت من ضلعه هو , وعندما يلتقي بها فإنه ينجذب إليها وحدها ومن ناحيتها فإنها تقبل عليه وتكون قصة الحب التي تكتمل فيها الأضلاع
ابنتي نجاة الزواج الناجح أو اختيار شريك الحياة لأنه مصيري يجب أن يكون أولاً بالاتفاق والموافقة بين الطرفين وهذا هو قمة الحب ومن جهة أخرى يجب أن يكون مبنياً على العقل ودراسة الشخص الآخر من جميع النواحي بعيداً عن النواحي العاطفية فالوالدين لهما الدور الهام في السؤال عن الرجل الذي سيرتبط بابنتهم لهذا يجب أن تؤمني بالقضاء والقدر وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ومن ترك شيئاً لله عوضه عنه خيراً .
مع أنك لم توضحي السبب في عدم ارتباطك بهذا الشخص وأنت تعرفين ابنتي كما قلت أن الزواج قرار مصيري وليس ليوم او شهر أو سنة يترتب عليه جل سنوات عمرك لذلك عندما قمت بعلاقة معه هل كانت هذه العلاقة متأنية مدروسة بشكل جيد أو هل قمت باستشارة أحد أكبر منك عنده الخبرة أو هل عملت استخارة , فالإستخارة ضروري في مثل هذه العلاقة فإن كان خيراً يسرها الله لك وإن كان شراً أبعدها الله عنك
لكن آمني بالقضاء والقدر. فأنت مازلت صغيرة بعمرالورود والعمر الطويل أمامك إن شاء الله وسيعوضك الله خيراً منه , لماذا العجلة حبيبتي عيشي حياتك وافرحي فيها كم سنة بعد تخرجك من الجامعة بعد أن يكتب الله لك الوظيفة وكوني سيدة نفسك !! صدقيني أحلى مرحلة بحياة الإنسان عندما ينتهي من دراسته ويكون سيد نفسه هكذا كنت أنا ولا أخفي عليك ذلك , بعد أن أنهيت دراستي كنتُ أرفض كل مَنْ يتقدم لخطبتي , كنت أبرر لأهلي بقولي أريد أن أعيش حياتي فترة وأشعر باستقلالية بوظيفتي وكيف أحصل على الراتب آخر كل شهر حتى كتب الله من عالي سماه النصيب الذي جعلني أصمت وأوافق على الزواج هكذا أريدك ابنتي
ابنتي نجاة هل تعلمين بوجود ابنتين عندي والإثنتين تخرجتا من الجامعة الكبيرة تبلغ من العمر ثلاثين سنة والثانية عمرها سبعة وعشرون عاماً وإلى الآن لم يأت نصيبهما ومع ذلك تعيش كل منهما حياة جميلة ومستقرة كل واحدة في وظيفتها وترفضان الزواج بقولهما إذا لم يأت الزوج المناسب الذي يستاهلنا !! لا نريد الزواج ونحن هكذا مرتاحين وحياتنا كلها فرح وسرور وسعادة . لذلك حبيبتي لا تيأسي من رحمة الله فإن رحمة الله واسعة فأنت تعبت اربع سنوات لتحصلين على الشهادة الجامعية فهذا هدف سامي في الحياة ولديك الطموح مادمت تريدين العمل
واذكري دائماً الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون في حياتهم وإن أروع هندسة في الحياة أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس ولاتقنطي من رحمة الله وتقربي منه فهو لا ينساكِ
فسيري إلى الأمام وفقك الله ورعاك في حفظه
أتمنى أن أكون ابنتي قد أعطيت ولو شيئاً بسيطاً حلاً لمشكلتك وتصالحي مع نفسك
دمت بخير
أرجو من الأخوة المشاركات في إعطاء الرأي