كان المساء
زجاجة خمر لزجة
ووجهها الخزفي
ينصهر كالشمع
همس دافيء
:
إغفر لي حزني
فلم يؤذني أحد هكذا
هشمتني الالفاظ
والذنوب القديمة فوق صدري
انتزعت كل شيء
القوة
الحب
الجسد وقد القي به
في مدينة لا تدخلها الشمس
كل شيء كان يعدني بتحقيق أحلامي
لكن الطريق
كان منحدرا صخريا
***
في الركن الاخر
تناثرت
الوجوه الزئبقية
لا شيء يحس السقوط
تلاحق الأفئدة الحجرية
أشباح النمل
والانسان على الأرصفة
تتوهج في الضوء الأحمر
آهات الجحيم
كساحرة
تتقلب في قليل من الضوء
والصدأ
الرعب يأخذ بخناقي
يتعالى صوت
مترع بهذيان محرق:
سأغني لك
كي لا تبكي
أغنية
عن أمسية الفراق
تتآكل الاشياء
ترتجف السكينة
تصدأ
وخلسة عند الفجر
تنتهي اللعبة!
أحمل حلمي الرمادي
وثرثرة الحجر النائم في الدروب
وصرخات عالية
من عظام مجتمعة
وشيب
وأسير
حيث لاحاجة لي بشيء
لأطرق أبوابا صدئة
فالعشاق الغرباء
بوح تحاصره الطلاسم
وأقنعة للغموض
وصور للدفء
متكسرة... !!!