[صقر أبوعيدة]

جواب الحمير

صقر أبوعيدة

من أسعد الناسِ

في هذه الدنيا

قال الحمارُ أنا

لا شأن لي بالناسِ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

خيٌر من الوسواسِ

والكرهِ للناسِ

والضربِ في الرأسِ

قامت حروبٌ أو سلامُ

نسخوا قروداً من كلابِ

أو أمِّ نسناسِ

خيرٌ من الأخبار والقرطاسِ

جارٌ يعادي جارهُ

أو أطلق العينين للجارةْ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

خير من التبصيصِ

والعضِّ في الناسِ

بالت جنودٌ في المساجدْ

أو في الكناسِ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

لا دخل لي بالناسِ

كبشٌ يراضي نعجةً

أم خاصمَ الأكباشَ

لا دخل لي بالنطح والأتياسِ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

خيرٌ من الغُرمِ

والطعنِ في الناسِ

جاء الرئيس الأزرقُ

الأشقرُ

الأصفرُ

ضُربتْ شعوبٌ بالنعالِ

أم دِيسَ وجهٌ بالمداسِ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

باضت دجاجاتٌ لشالومْ

أو هاج ديكٌ في عراق

لا همّ لي إلا عليقي

أرعاهُ في رأسي

زارت وزيرات

أو طارت

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

شعب يعاني من شعوبٍ

أم هذهِ من حزبهم تقاسي

حزب على أحزابِ

بعضٌ دعا قرباً لفنحاصْ

أو آخر اختار الْـمَرِقّاصْ

وغيرهم ساق الخوازيق

للأرض والطيرِ

أو لانتكاس

مالي وللناسِ

كلٌ سعَى يعلو الكراسي

قامت دُويلاتٌ ونامتْ

والكل مبطوحٌ كأكياسِ

من ينتخبْ

قد ينتكبْ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

جاءوا بخصيةٍ رقصتْ

أم لبَّسوها نصف إلباسِ

عُبدتْ جواميسُ

أم أُهْدرت في قرية المكناسِ

لا شأن لي بالشاهدِ

أو بالقياسِ

دينيةً كانتْ

أو مال بُورْصةٍ طارتْ

كل على طولٍ ومقياسِ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

صلَّوا لوجهةٍ، ترى

أم وجهوا للقدس أو قُدّاسِ

شيخ يؤم الناسَ

أو كان بو نواسِ

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

أنا السعيد في حياتي

فاز النِتنْ

أم كان فاسي

لاشأن لي بالحكمِ

أو بالكراسي

أرى الغِنى نهيقاً

واللعبَ في التمرغِ

لا موت يقلقني

أو عيشة أقاسي

إني لمن أسعد خلق الله قاطبةً

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

لا زوجة تسعى إلى الغم

أو لي عشيقةٌ

تكوي الفؤاد والجيبَ

لا صحب لي حتى حمارْ

أرضى بقسمتي

إن جاءني بغلٌ على أفراسِ

وقتي ملاكي

نومي وإحساسي

والرفسُ لي والحافرُ

لا خوفَ من ضربٍ على ظهري

أو جاء كلبٌ لافتراسي

والمتعةُ العلفْ

والبردعةْ

أو شربةٌ قلّتْ عن الكاسِ

غابت شموسٌ أم

طالت أماسي

مٍخْلاةُ تِبْنِي في عُنُقي

لا دخل لي بالساعة

يوم الحساب ليس لي

مثل الأناسِ

لا أنطق القولَ

(ياليتني كنتُ الترابا)

السعدُ يسعى للحميرْ

هذا زمان الحَمْرنةْ

والبَغْلنةْ

والتَّيْسَنةْ

السَّعْدُ أَنَّي

لا أنتمي للأنْسَنةْ