من ينقذ قلبي ؟
د. ناصر شافعي
في يوم ما .. عصفت بقلبي رياح فجائية ..
إعصار .. طوفان ..هى موجات تدميرية ..
أم هى حرب اسطورية !
قوتها فاقت تحمل الإنسان ..
تضرب كل أوتار القلب .. بقوة جنونية
نطقت بصوت خافت : من ينقذ قلبي ؟
أحسسست بالإعصار يأتي بلا إستئذان
يحطم الجدران ..
ويضحك , ويضحك , ضحكات هستيرية
أيسخر من الحدث ؟
أم من القدرات القلبية ؟
إنفصل القلب عن العقل ..
وغابت الروح عن الجسد ..
رقص القلب على دقات هستيرية ..
وصرخت في إستجداء : من ينقذ قلبي ؟
هول الحدث .. فعل مدمر ..
تفجرت كل ينابيع الشر ..
وإنطلقت كل طاقات النار ..
ما أضعف المخلوقات البشرية !
نبضات القلب المرسومة .. تحولت إلى كتابات سومارية
مجرد مدونة ورقية ..
يطالعها الأطباء في تعجب !
خطوط ..صاعدة , هابطة ..
أرقام متغيرة .. متفاوتة ..
كأنها لوغاريتمات حسابية ..
من ينقذ قلبي ؟
لابد من صدمة كهربية ..
تداخلت الكلمات .. تضاربت الأفعال ..
تفاعلات نثرية ..وأيادي عنيفة قوية تعبث في قطعة طينية ..
الكل يصرخ ..
وأنا الصامت الوحيد ..
الراغب في الكلام , بغير قدرة ..
من ينقذ قلبي ؟
وكان السكون ..
سفر طويل من الهدوء ..
غاب الزمان والمكان ..
نام العقل في أمان ..
إنتهت المآثر البطولية ..
والتخيلات الأسطورية ..
تاهت الأحلام .
مرة أخرى .. تحرك القلب ..وتفاعل العقل ..
عادت الذكريات الطفولية
الأحداث .. الأشخاص .. الكلمات ..الأفعال
القدرة .. الألم و الأمل ..
تتابعت الموسيقى السيمفونية
لتعزفت سوناتا المولد الجديد .
وتُكتب على الأوراق .. نثرية شعرية .
ترى .. من أنقذ قلبي ؟
د. ناصر شافعي . القاهرة . 2009