[د. ناصر شافعي]

ما الحكمة من مشروعية الصيام ؟

الإجـــابــة
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
و على آله و صحبه و من والاه ... أما بعد :ــ

لا بد أولاً أن نعلم أن الله تعالى من أسمائه الحسنى ( الحكيم ) والحكيم مشتق من الحُكْم ومن الحِكْمة . فالله تعالى له الحكم وحده ، وأحكامه سبحانه في غاية الحكمة والكمال والإتقان .

ثانياً :أن الله تعالى لم يشرع حكماً من الأحكام إلا وله فيه حكم عظيمة ، قد نعلمها ، وقد لا تهتدي عقولنا إليها ، وقد نعلم بعضها ويخفى علينا الكثير منها .

ثالثاً : قد ذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضِه علينا في قوله سبحانه و تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة / 183 .
فالصيام وسيلة لتحقيق التقوى ، والتقوى هي فعل ما أمر الله تعالى به ، وترك ما نهى عنه .
فالصيام من أعظم الأسباب التي تعين العبد على القيام بأوامر الدين .
وقد ذكر العلماء رحمهم الله بعض الحكم من مشروعية الصيام ،وكلها من خصال التقوى ، ولكن لا بأس من ذكرها ، ليتنبه الصائم لها ، و يحرص على تحقيقها .

فمن حكم الصوم :

1- أَنَّ الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى شُكْرِ النِّعْم , فالصيام هُوَ كَفُّ النَّفْسِ عَنْ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ , وهذه مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ وَأَعْلاهَا , وَالامْتِنَاعُ عَنْهَا زَمَانًا مُعْتَبَرًا يُعَرِّفُ قَدْرَهَا , إذْ النِّعَمُ مَجْهُولَةٌ , فَإِذَا فُقِدَتْ عُرِفَتْ, فَيَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى قَضَاءِ حَقِّهَا بِالشُّكْرِ .

2- أَنَّ الصَّوْمَ وَسِيلَةٌ إلَى ترك المحرمات , لأَنَّهُ إذَا انْقَادَتْ النَفْسٌ لِلامْتِنَاعِ عَنْ الْحَلالِ طَمَعًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ تَعَالَى , وَخَوْفًا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ , فَأَوْلَى أَنْ تَنْقَادَ لِلامْتِنَاعِ عَنْ الْحَرَامِ , فَكَانَ الصَّوْمُ سَبَبًا لاتِّقَاءِ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى .

3- أَنَّ فِي الصَّوْمِ التغلب على الشَّهْوَةِ , لأَنَّ النَّفْسَ إذَا شَبِعَتْ تَمَنَّتْ الشَّهَوَاتِ , وَإِذَا جَاعَتْ امْتَنَعَتْ عَمَّا تَهْوَى , وَلِذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ : مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ; فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ , وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ , وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ , فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .

4- أَنَّ الصَّوْمَ مُوجِبٌ لِلرَّحْمَةِ وَالْعَطْفِ عَلَى الْمَسَاكِينِ , فَإِنَّ الصَّائِمَ إذَا ذَاقَ أَلَمَ الْجُوعِ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ , ذَكَرَ مَنْ هَذَا حَالُهُ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ , فَتُسَارِعُ إلَيْهِ الرِّقَّةُ عَلَيْهِ , وَالرَّحْمَةُ بِهِ , بِالإِحْسَانِ إلَيْهِ , فكان الصوم سبباً للعطف على المساكين .

5- فِي الصَّوْمِ قَهْرٌ لِلشَّيْطَانِ ، وإضعاف له , فتضعف وسوسته للإنسان ، فتقل منه المعاصي ، وذلك لأن ( الشَّيْطَان يَجْرِيَ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ

6- أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى ، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ، لعلمه باطلاع الله عليه .

7- وفي الصيام التزهيد في الدنيا وشهواتها ، والترغيب فيما عند الله تعالى .

8- تعويد المؤمن على الإكثار من الطاعات ،وذلك لأن الصائم في الغالب تكثر طاعته فيعتاد ذلك .

فهذه بعض الحكم من مشروعية الصيام ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لتحقيقها ويعيننا على حسن عبادته.
والله أعلم .

انظر : تفسير السعدي (ص 116) ،
حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/344) ،
الموسوعة الفقهية (28/9) .
المصدر : --
الإسلام سؤال وجواب

[عبداللطيف أحمد فؤاد]

تحياتى يا نجل مصر البار

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/11.gif');border:4px double silver;"][cell="filter:;"][align=justify]

is_icon_1\is_icon_3.

تحياتي حكيمنا الأديب دكتور ناصر
كل عام وأنتم جميعاً بألف خير بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله على كل المسلمين بالخير ومزيد من التقوى والهدى لنكون إلى الله اقرب، جعلنا الله وإياكم من عتقاء شهر رمضان ، غفر لنا وللمسلمين وفرج عن أمتنا كربها ورد كيد الأعداء ومن يتربصون بهذه الأمة في نحورهم وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والطاعات وأدخلنا جنته من باب الريّان
اللهم آمين.. اللهم آمين
أشكرك دكتور ناصر على هذه المقالة الهادفة، لا شكّ أن الله سبحانه لم يسنّ عبادة إلا لخيرنا في الدنيا والآخرة..
لخير أجسادنا وأرواحنا ولتهذيب هوى النفوس التي تركن إلى الراحة والمتع الحسية ولكن..
ولكن نحتاج مجاهدة النفس أضعاف مضاعفة لأن أهل الفساد وعبّاد الأموال يشنون حروباً مقنعة على هذا الشهر لتفريغه من معانيه الروحية وصرف الناس عن العبادة فيه وقيام الليل، خصوصاً وقد استهدفت الفضائيات التلفزيونية الشهر الكريم لتحوله إلى موسم تقديم المسلسلات وبرامج المسابقات واللقاءات والسهرات مع الغانيات والراقصات وكل ما يضعف أمامه الإنسان العادي ويشغله عن الطاعات وقيام الليل والتعمق بروحانية هذا الشهر الفضيل.

على مدى أربع سنوات من أوراق99 إلى نور الأدب أفتح في كل عام ملف " كل المسلسلات رمضانية.. لماذا؟! " للحوار حول هذه الكارثة التي حلت علينا بداية من الفضائيات وامتدت إلى مسمى "الخيم الرمضانية " التي وللأسف أخذ أصحاب الملاهي الليلية هذا من تراث قديم اشتهرت به بعض مدننا خلال الشهر الفضيل، كان على سبيل المثال ومنذ مئات السنين يقام في بيروت ما يعرف بالخيم الرمضانية التي كانت وظيفتها قبل هذا الاستهداف في السنوات الأخيرة إقامة موائد الرحمن للفقراء والمساكين يتبعها حلقات من الذكر وقراءة القرآن وتناوب يتبرع به بعض المشايخ لتفسير القرآن، الجانب الفني منه كان يقام في المقاهي غالباً وليس في الخيم أو ما كان يعرف بـ " الحكواتي " الذي يروي حكايا من التراث وقد يجتهد الحكواتي في الشهر الفضيل بسير عظماء الأمة والسلف الصالح والصالحين، وإذا بالكارثة تحل مع الفساد الذي انشر في السنوات الأخيرة ليأخذ أصحاب الملاهي الليلية نصيبهم المزعوم في الإفساد من الشهر الفضيل فيحولوا فكرة الخيم الرمضانية إلى ملاهي رضانية حتى الصباح من أغاني ورقص بثوب رمضاني حسبما يرونه.. إغواء للناس في هذا الشهر الفضيل (إلا من رحم ربي ) يعجز عن مثله حتى إبليس.. ماذا أبقوا من هذا الشهر؟! ما زلنا ننادي منذ سنوات وينادي كل المخلصين: " لماذا موسم تقديم أعمالكم هو هذا الشهر الفضيل تحديداً؟! "سأعود لفتح الملف بإذن الله هذا العام أيضاً، ونقول للناس: استقبلوا الشهر الفضيل أبإغلاق تلفزيوناتكم أولاً لأن معظم ما تشاهدونه يفسد الصيام بالإضافة لشغله الناس عن الطاعات وقيام الليل وختم القرآن الكريم، واطمئنوا إن كنم من محبي مشاهدة المسلسلات لن يفوتكم شيء، كله سيعاد مرة واثنين وثلاثة بعد العيد.

دكتور ناصر أطمع في هذا الملف لو سمحت أن تحدثنا كطبيب عن فوائد الصيام الصحية ولك أعمق آيات الشكر والتقدير على هذا الملف القيّم، جعله الله في ميزان حسناتك وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام

الكعبة المشرفة

[/align][/cell][/table1][/align]

[د. ناصر شافعي]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم على سالم تحياتى يا نجل مصر البار

الأخ العزيز سالم علي سالم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك على مشاركتك الكريمة .. بارك الله فيك .. و رمضان كريم علينا جميعاً أمة العرب و المسلمين .
د. ناصر شافعي

[د. ناصر شافعي]

الأستاذة القديرة .. و الأديبة المتألقة هدى نور الدين الخطيب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائماً أتشرف و أسعد بمشاركتك و أفكارك النيرة الرشيدة .. لاشك أن كارثة التليفزيون و ما تسعى إليه الفضائيات في رمضان لإبعاد البشر عن العبادة و التمتع بالجو الديني الروحاني الجميل لهذا الشهر الفضيل .. لاشك هو كارثة .. يكفي أن تختفي من خريطة البرامج التليفزيونية البرامج و التمثيليات الدينية الهادفة !! ..
أعكف الآن ( قبل الذهاب إلى أداء العمرة ) على كتابة عدة مقالات خاصة بالصحة العامة و صحة المرضى خلال الشهر الفضيل .. وأتمنى أن تكون على المستوى العلمي و العملي و الصحي المطلوب .
كل عام و أنتم بخير .. و رمضان كريم .
د. ناصر شافعي

[امال حسين]

شكر الله لك دكتور ناصر على هذا الموضوع القيم

احترامى