التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,844
عدد  مرات الظهور : 162,299,921

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 10 / 2009, 17 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

Gadid الرحلة رقم 001

مسرحية تقع أحداثها في زمن مستحيل ومكان غير مناسب لممارسة الحياة

يُسْمع صرير الباب العملاق لمحطة القطارات وهو ينفتح، في الباب هناك كلبٌ جائع. عاووووو! عواء الكلب كان مبحوحاً وطويلاً ومرعباً. وبالقرب منه يقبع رجل لم يعرف جسده الماء منذ سنة من الزمان أو يزيد. كانت درجات الحرارة في الخارج دون الصفر. طرقت الأرض بحذائي الثقيل فتطايرت شذرات الثلج في كلّ مكان، وطالت الرجل القابع خلف الباب العملاق بحثاً عن الدفء
المتسكّع: أمّك يا ابن الشرم..
حدجته بنظرات نارية وكنت على وشك تهشيم وجهه لو أكمل الشتيمة! أغلقت الباب العملاق فطغى صوت صريره المريع على صمت المكان. جررت حقيبتي وهي من النوع الصلب ماركة "سامسونايت" ولونها أحمر غامق.
جررررر. كان هذا صوت عجلات الحقيبة التي تدحرجت في بهو الصالة محدثة ضجيجاً لا يقوى على احتماله الكثيرون من الرجال. قبالتي كانت ساعة الحائط الكبيرة تحرّك عقاربها والتي بدت كأذرع الشياطين. تِك تَكْ ... تِك تَكْ ... تِكْ تَك ... تِكْ تَكْ.
كانت الساعة تتحرّك بنظام متقن وصوت عقاربها يدوّي في أذنيّ وكأنّها تعلن اقتراب يوم القيامة. توقّفت في منتصف بهو محطّة القطارات، تجمّدت في مكاني. كانت الإضاءة خفيفة للغاية. نظرت إلى اليمين فرأيت على إحدى المقاعد الطويلة امرأة وشاب يتهامسون بصوت يكاد لا يسمعونه هم أنفسهم. صوت الساعة الكبيرة المدلاة من الحائط أمامي تدقّ تِكْ تَكْ .. تِكْ تَكْ، وكانت تشير للساعة الثامنة مساءً. تركت الحقيبة في منتصف الصالة واقتربت من لائحة المعلومات السوداء. كانت الرحلة المنطلقة إلى هناك في تمام الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل تماما!. عدت لحقيبتي الحمراء ورفعت نظري إلى الطابق العلويّ، هناك كان يقف رجل أمنٍ ذو شوارب عريضة وقبّعة ذات لون غامق، كان يضع يديه خلف ظهره وسيجارة في فمه. بدا وكأنّ وجهه قد نحت من الصخر. الضوء الباهت أضفى عليه غموضاً غريباً وكان يراقبني بعينين واسعتين جريئتين ووقحتين. لم أعره أدنى انتباه وتحرّكت نحو إحدى المقاعد المنتشرة في البهو الكبير. بعد قليل سمعت صرير الباب الخارجي، أطلق الكلب لصوته العنان عاووووووووو. وما أن مضت لحظات حتّى هتف المتسوّل القابع في مدخل مبنى محطّة القطارات: أمّك يا ابن الشرمو.. سمعت بعد ذلك صوت ركلة من قدم استقرّت في صدر الرجل. صاح متأوّهاً ثمّ حلّ الصمت مجدّداً. دخل شاب يحمل على كتفه حقيبة صغيرة، اقترب من لائحة المعلومات السوداء ليتحقّق من موعد رحلته. اقترب رجل الأمن من حافة الطابق العلويّ ومدّ رأسه لرؤية الوافد الجديد وكان في تلك الأثناء يلاحقني بنظراته المتلاحقة. كان يشبه ستالين في جموده، حتى حركاته كانت مدروسة وشحيحة للغاية. يبدو بانّ الشاب اطمأن لاقتراب موعد رحلته، جلس على أحد الأرائك المعدنية، وكانت كذلك حتى تحرم المسافرين من النوم. نظر الشاب إلى الساعة وأغمض عينيه أثناء جلوسه على المقعد. عاد رجل الأمن إلى الخلف قليلاً فغابت تقاسيم وجهه في الظلّ ثانية وعادت نظراته مصوّبة نحوي. كان عليّ أن أشتري بطاقة سفر. نظرت إلى الشبابيك العريضة وكأنّها غرف وقرأت العنوان فوق إحداها "تذاكر". ذهبت ببطء إلى هناك ووقفت عند حافّة الشباك الصغير. كانت الموظّفة تتحدّث في تلك اللحظة بصوت خافت بالهاتف.
الموظّفة: اسمع .. أنا مشغولة حتى الساعة الثالثة صباحاً. حاول أن تطبخ للأولاد أي شيء .. بطاطس وقطّع الطماطم وهناك بعض الجبن. عزيزي .. أنا مناوبة الليلة كما تعلم، ولا يمكنني أن أترك مكان عملي، أنا مسؤولة عن شباك التذاكر ولا يمكنني أن أتحرّك من هنا! سيفصلونني لو فعلتها وأنت يا مجنون عاطل عن العمل.
خيري حمدان: سيدتي! أريد أن أشتري تذكرة. كان صوتي هادئاً ونبراتي تدلّ على التعب والنعاس. ولكنّها لم تسمعني نهائياً واستمرت تهمس في سماعة الهاتف.
الموظفة: لا تنتظرني يا مجنون .. نَم .. سأتأخّر. سأحاول أن أوقظك قبل أن أغفو .. أعدك بالرغم من أنني متعبة! آه يا لك من شقيّ.
خيري حمدان: أريد أن أشتري تذكرة لقطار الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل! ولكن لا حياة لمن تنادي. هذه المرأة مصرّة على إهمالي حتى النهاية واستمرت مناجاتها عبر الهاتف.
الموظفة: خذ بالك من جارتنا .. كثيرة غلبة فاهم! لا تدعها تدخل إلى البيت. عينها زائغة وقد تحاول معك كما حاولت مع غيرك!
خيري حمدان (صرخت بكل ما أوتيت من قوّة): أريـــــد تذكــــرة لقطار منتصــف الليـــــــل، هل هـــــــذا واضـــــــح؟
انتبه رجل الأمن في الأعلى لهدير صوتي واقترب على عجل من طرف الحاجز عند الطابق العلوي ونظر إليّ مندهشاً. أمّا المرأة فقد جفلت وسقطت سماعة الهاتف من يدها وانقلبت الملفات التي ضربتها بطرف يدها على الأرض وتناثرت. كانت غارقة في تلك المحادثة ولم تكن تتوقّع وجود مسافر ينتظر شراء تذكرة في تلك الساعة!
الموظّفة: قطار منتصف الليل؟ أنت ذاهب إلى هناك!
خيري حمدان: نعم .. قطار منتصف الليل. أنا ذاهب إلى هناك! هل لديك مانع؟
الموظّفة: ولكن .. لماذا؟ أنت ما تزال شابّاً!
خيري حمدان: هل امتلأ القطار يا سيدتي؟ أحتاج لتذكرة واحدة فقط.
الموظفة: على العكس من ذلك .. هناك الكثير من الأماكن الشاغرة. غريب! أنت ما تزال في عزّ الشباب. أكره قطار منتصف الليل.
كان جميع الحضور ينظرون إليّ بدهشة، أشعل رجل الأمن في الطابق العلويّ سيجارة وكانت دهشته قد تضاعفت. كان ينظر إلي ويهزّ رأسه متحسّراً. وفي تلك الأثناء سمعت صرير الباب الخارجي. صاح الكلب عاووووو. ارتطمت قطعة عظم بالقرب منه. عوعوعوعوعوعو. كان الكلب في منتهى الفرح.
المتسكّع: أعطني عظمة .. أرجوك. أنا كلب. عاو. يسمع ارتطام عظمة بالقرب من المتسكّع. ينقض عليها ويبدأ بنهش ما تبقّى عليها من اللحم.
يتبع

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2009, 58 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
هلا عكاري
شاعرة، ناشطة في اليونان وأوروبا في مجال حقوق المرأة والطفل وعضو مجلس إدارة المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة

 الصورة الرمزية هلا عكاري
 





هلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: syria

رد: الرحلة رقم 001

قصة شدتني بقوة.. وانتظر التتمة..
تقبل مروري وتحيتي..

هلا
توقيع هلا عكاري
 [align=center]ومما زادنــــــــــي تيــــــــهــــــــــــــا وفــــــــخرا وكـــــدت بأخمـــــــصي أطــــــــــأ الثريـــــــــــــــا
دخــــــــولي تحت قولـــــك يا عبــــــــــادي وان ارسلـــــت احمــــــد لي نـبـيــــــــــــــا[/align]
هلا عكاري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2009, 49 : 02 PM   رقم المشاركة : [3]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الرحلة رقم 001

ما السر في ملاحقة العيون للمسافر المثقل بهموم السفر إلى منطقة يلفها الغموض .. كثير من التعابير توغل في السواد ..
في انتظار اكتمال ملامح القصة ، تقبل إعجابي أخي خيري ، ومعايشتي لبطلة قصتك .. خيري .
دام تألقك .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2009, 19 : 04 PM   رقم المشاركة : [4]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رد: الرحلة رقم 001

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلا عكاري
قصة شدتني بقوة.. وانتظر التتمة..
تقبل مروري وتحيتي..

هلا

سأوافيكم بالقسم الثاني حال الانتهاء من كتابتها
شكرا لحضورك
محبتي
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2009, 23 : 04 PM   رقم المشاركة : [5]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

رد: الرحلة رقم 001

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
ما السر في ملاحقة العيون للمسافر المثقل بهموم السفر إلى منطقة يلفها الغموض .. كثير من التعابير توغل في السواد ..
في انتظار اكتمال ملامح القصة ، تقبل إعجابي أخي خيري ، ومعايشتي لبطلة قصتك .. خيري .
دام تألقك .

هي تجربة ذاتية ولهذا استخدمت اسمي في هذا النصّ. الأحداث تمت في مدينة شهدت تألقا قبل ما يزيد عن عشرين عاما وهي موجودة على الحدود البلغارية الرومانية وعلى نهر الدانوب. ولكنّها أصبحت مهجورة على الأقل ليلاً وفي هذا المكان حيث بسافر المواطنون من مكان إلى آخر المرحلة الانتقالية كانت قاتلة وأغرقت البلاد في فقر مدقع. طبعا للخيال دوره ولحضور الوطن المغيب أيضاً.شكرا لحضورك
محبتي
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرحمة.. المغفرة .. العتق من النار .. ما هي الرحمة وماذا تفهم منها؟ هدى نورالدين الخطيب قاعة الندوات والمحاضرات 5 27 / 06 / 2015 52 : 12 AM
الرحلة فاطمة العقاد الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 03 / 04 / 2014 59 : 01 PM
الرحلة فاطمة العقاد قصيدة النثر 6 18 / 02 / 2014 25 : 09 PM
الرحمة يا أمي فاطمة يوسف عبد الرحيم المسرحية 1 16 / 07 / 2013 13 : 04 PM
الرحمة ياسمين شملاوي القصة القصيرة جداً 23 02 / 10 / 2010 48 : 02 AM


الساعة الآن 15 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|