الذكاء يغلب الحيلة و الدهاء.. ( من الأدب الساخر )
قصة الحاكم و الوزير
د. ناصر شافعي
كان لأحد الحكام العرب وزيراً ، إرتكب هذا الوزير يوماً خطأً بسيطاً ، لا يستحق العقاب .. لكن الحاكم أراد أن يتخلص منه بحيلة ودهاء الحكام ، فدفع إليه بصندوق فيه ورقتان ، وقال له :
- إذهب إلى القاضي لينظر في أمرك ..
وأعطى الحاكم لخادمه صندوقاً ، وأمر الخادم أن يحمل الصندوق ويتوجه به إلى القاضي بصحبة الوزير ..
ثم أكمل حديثه للوزير قائلاً :
- إن في هذا الصندوق ورقة كُتب عليها " يُعدم " .. و أخرى كُتب عليها " عفونا عنك " ..
وعليك أن تسحب واحدة منهما ليحكم لك القاضي بما فيها .. فإن كانت الأولى فأنت " تُعدم " .. وإذا كانت الثانية فإننا قد " عفونا عنك " .
غير أن الحاكم كان في الواقع قد كتب على الورقتين " يُعدم " ، دون أن يعلم بذلك أحد .. لكي يضمن التخلص من الوزير على أى حال .
وكان الوزير من الذكاء ، فأدرك الحيلة ببصيرته الثاقبة ، فماذا فعل ؟
عندما مثل الوزير أمام القاضي ..
قال القاضى للوزير : سوف تسحب ورقة من الورقتين .. وسينفذ فيك ما كتب عليها .
سأل الوزير القاضي : سيفعل بي ما في الورقة التي سوف أسحبها ؟!
أجاب القاضي في حزم و ثقة وتأكيد : نعم .. بكل تأكيد .. هذه أوامر الحاكم !
بسرعة فائقة سحب الوزير إحدى الورقتين .. وبسرعة أكبر مزقها ، قبل أن يفتحها و يقرأها ..ثم إلتفت إلى القاضي وقال له :
- اقرأ سيدي ما في الورقة التي معك .. فالمفروض أنها عكس الورقة التي سحبتها ! ..
فقرأها القاضي فإذا فيها كلمة " يُعدم " .. فحكم القاضي بالعفو عن الوزير (على اعتبار أن الورقة التي سحبها الوزير ومزقها ، كان قد كُتب عليها " عفونا عنك " ) .
تحياتي . د. ناصر شافعي