التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,845
عدد  مرات الظهور : 162,305,164

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > التاريخ والتأريخ والتوثيق > قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19 / 10 / 2009, 06 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (1)

الإرهاب صناعة صهيونية هي دراسة حديثة للكاتب و الباحث الفلسطيني أوس داوود يعقوب يحاول من خلالها استعراض أهم الحركات والجماعات والمنظمات الأصولية اليهودية والصهيونية الإرهابية في القرنين الماضيين: تأسيسها، ومظاهر أنشطتها، وأشكال حركتها، وأبرز رموزها ودعاتها. أحبائي في منتديات نور الأدب، سأحاول إن شاء الله، إدراج هذه الدراسة على أجزاء و أرجوا أن تجدوا فيها كل الفائدة. وكل الشكر و الإمتنان للباحث أوس داوود يعقوب.

الإرهاب صناعة صهيونية (1)


بقلم - أوس داوود يعقوب


أبرز الحركات والجماعات والمنظمات الأصولية اليهودية والصهيونية ودورها الإرهابي في القرنين الماضيين

[align=justify]تُعد سلسلة الانفجارات التي استهدفت حياة ثلاثة من رؤساء بلديات الضفة الغربية (بسام الشكعة [نابلس]، وكريم خلف [رام الله]، وإبراهيم الطويل [البيرة]) في 2 حزيران / يونيو 1980، وبعد ذلك بسنوات طويلة اغتيال الإرهابي إسحاق رابين رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني في 4 تشرين الثَّاني/ نوفمبر 1995، برصاصات أحد عناصر جماعة (آيال) الصهيونية المتطرفة، من أبرز الأحداث التي ركَّزت الانتباه على أهمية ظاهرة الحركات والجماعات والمنظمات الإرهابية الصهيونية. التي ُينسب إليها أيضاً الكثير من حوادث الإرهاب ، بدءاً من المجازر الجماعية، وتقتيل الأطفال، وسلسلة الاغتيالات الطويلة التي استهدفت قيادات وكوادر العمل الوطني الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه، والمحاولات المستمرة للاعتداء على المقدَّسات الدينية الإسلامية والمسيحية، والإضرار بممتلكات المواطنين الفلسطينيين، وقتل المدنيين العزل بأساليب عشوائية مثل الهجوم على الحافلات الفلسطينية إلى تسميم الطالبات الفلسطينيات وتدبير مخططات لإفقادهن القدرة على الإنجاب مستقبلاً، وغيرها من أعمال القمع والتنكيل.

وفي مقالنا هذا نحاول، قدر المستطاع، استعراض أهم الحركات والجماعات والمنظمات الأصولية اليهودية والصهيونية الإرهابية في القرنين الماضيين: تأسيسها، ومظاهر أنشطتها، وأشكال حركتها، وأبرز رموزها ودعاتها، مع ملاحظة أن بعض هذه الحركات والجماعات والمنظمات قد اندثرت مع انقضاء المهمة التي أنشئت من أجل تحقيقها، والبعض الثاني ينشط من وقت إلى آخر، أما البعض الآخر فلا زال يمارس نشاطاته بحماس ووضوح، ونظراً لطبيعة الدوافع التي تكمن خلف إنشاء هذه الحركات والجماعات والمنظمات فإن أغلبها مرشح لدور متعاظم في كل فترة تتصاعد فيها وتيرة المفاوضات الصهيونية الفلسطينية في التعامل مع أهم وأعقد ثلاثة مواضيع في سياق التسوية السياسية الراهنة، وهي قضية "المستوطنات" التي أقيمت غصباً فوق الأراضي المحتلة عام 1967، وكذلك قضيتا القدس وحق العودة، حيث يرى زعماء هذه الحركات والجماعات والمنظمات أنها قضايا محسومة لا نقاش فيها، باعتبارها، من وجهة نظرهم، من صلب (أرض إسرائيل الكاملة) التي وعد بها الرب (شعبه المختار).

ولا بد لنا من الإشارة هنا، إلى أن مضمون ومساحة التهديد الفعلي لهذه الحركات والجماعات والمنظمات أكبر كثيراً من حدود الاهتمام الذي حظيت به، أو الدراسات الموضوعية التي خضعت لها، وقد ساعدها كونها مجهولةَ الهوية، غائبةَ الملامح، غائمةَ الصورة كثيراً في تأخير اكتشاف معالم خطورتها، وقد كشفت تقارير صهيونية وأمريكية عديدة، أن هيئات عديدة في الحكومة والأحزاب السياسية والدينية والمؤسسات الصهيونية المختلفة داخل الكيان الصهيوني وخارجه متورطة في علاقات عميقة مع العديد من هذه الحركات والجماعات والمنظمات الإرهابية إلى حد المبادرة بتشكيل وإعلان بعضها من أساسه.
ولكن وقبل البدء في التعريف بهذه الحركات والجماعات والمنظمات اليهودية والصهيونية الإرهابية، رأينا من الضروري تقديم تعريف لكلمة (الإرهاب) لغة واصطلاحاً. نظراً لما يثيره المصطلح من جدل واسع في العصر الحديث، بعد أن صار الأكثر تداولاً في مجالات الإعلام والسياسة والعلاقات الدولية والثقافة وحوار الحضارات، فهو ذو جذر لغوي ينطوي على الخوف أو التخويف حيثما أريد توظيفه.
[/align]

[align=justify]* الإرهاب لغة واصطلاحاً :
- الإرهاب في اللغة:

خلت معاجم اللغة العربية القديمة من ذكر أصل لكلمة (الإرهاب)، وتضمنت الفعل رَهِبَ بمعنى خاف، كما يلي:
ورد الفعل رَهِبَ في لسان العرب {رَهِبَ الرجل يرهب رهبة ورُهباً ورَهَباً ورهباناً خاف}. (ابن منظور، لسان العرب).
أما في محيط المحيط فقد ورد الفعل رَهِبَ بالكسر، يرهب رهبةً ورهباً بالضم ورَهَباً بالتحريك أي خاف. والاسم الرّهب، والرهبي، والرهبوت، والرهبوتي ورجل رَهبوت يقال (رهبوت خير من رحموت) أي لأن تُرهب خير من أن تُرحم. والرهباء اسم من الرَهَب تقول: الرهباء من الله، والرغباء إليه، وفي حديث الدعاء (رغبة ورهبة إليك) الرغبة الخوف والفزع (البستاني، محيط المحيط، 1998 – 2006).
كما تضمنت بعض المعاجم الحديثة المعنى اللغوي لكلمة (الإرهاب)، فجاء في المنجد أن الإرهابي من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته. وكذلك الحال في المعجم الوسيط ورد أن الرهب هو الخوف والإرهابيون وصف يطلق على الذين ينتهجون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية.

وقد وردت كلمة رهب وما اشتق منها من تصريف اثني عشر موضعاً في القرآن الكريم... قال تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي﴾ (40 البقرة).
﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (82 المائدة).
﴿قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾ (116 الأعراف).
﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾ (154 الأعراف).
﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (31 التوبة).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (34 التوبة).
﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي﴾ (51 النحل).
﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾(90 الأنبياء).
﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ (32 القصص).
﴿ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (27 الحديد).
﴿لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ﴾ (13 الحشر).
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (60 الأنفال).

ومما تقدم من الذكر الحكيم يُلحظ أن القرآن الكريم لم يستعمل كلمة (الإرهاب) بهذه الصيغة، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من المادة اللغوية نفسها، بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع، وبعضها الآخر يدل على الرهبنة والتعبد.
إلا أن الآية (60) من سورة الأنفال المتعلقة بإعداد القوة لإرهاب العدو قد توحي بظلال، قد يخالها البعض ذات صلة بمفهوم الإرهاب المعاصر، إلا أن الكثير من الفقهاء وعلماء الدين يرون أن المتأمل يَلحظُ خلاف ذلك، فالإرهاب ذُكر في هذه الآية من قبيل الردع لمنع القتال وهو ما عرف في العصر الحديث بإستراتيجية التهيؤ بالقوة لحماية السلام، بالإضافة إلى أنه خطاب موجه إلى الدولة المسلمة وليس لأفراد أو لجماعات.
ومن الملاحظ أن مشتقات مادة (رهب) لم ترد كثيراً في الحديث النبوي الشريف. وعليه نستخلص أن (الإرهاب) يعني التخويف والإفزاع، وأن (الإرهابي) هو الذي يُحدثُ الخوف والفزع عند الآخرين.

ولا يختلف هذا المعنى عما تقرره اللغات الأخرى في هذا الصدد، فقد ورد في قاموس المورد أن كلمة (terror ) تعني: (رُعب، ذُعر، هَول، كل ما يوقع الرعب في النفوس، إرهاب، عهد إرهاب)، والاسم (terrorism) يعني: (إرهاب، ذعر ناشئ عن الإرهاب)، و(terrorist) تعني: (الإرهابي)، والفعل (terrorize) يعني: يُرهب، يُروِّع، يُكرهه (على أمرٍ) بالإرهاب.
و قد وردت كلمة (Terreur) في قاموس الأكاديمية الفرنسية المنشور عام 1694 بمعنى (رعب، خوف شديد اضطراب عنيف تحدثه في النفس صورة شر حاضر أو خطر قريب). ويقدم قاموس الأكاديمية الأمثلة التالية للإيضاح (يقال مثلاً: ألقى الرهبة بين الأعداء، نشر الرهبة في جميع الأمكنة التي يمر فيها، زرع الرهبة في كل مكان. كما يقال عند الكلام عن أمير كبير أو فاتح، إنه يملأ كل شيء برهبة اسمه، وذلك للإشارة إلى أن اسمه يزرع الرعب في كل مكان).
[/align]

[align=justify]أما التعريفات اللغوية لمفردة الإرهاب كما وردت في كتاب واقع الإرهاب في الوطن العربي للدكتور محمد فتحي:

1. (استخدام الرعب خصوصا لتحقيق أغراض سياسية )، قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية.
2. (الإرهاب هو مجموعة أعمال العنف التي ترتكبها مجموعة ثورية أو أسلوب عنف تستخدمه الحكومة)، القاموس الفرنسي لاروس.
3. (الإرهاب هو الاستخدام المنظم لوسائل استثنائية للعنف من أجل تحقيق هدف سياسي)، قاموس اللغة روبير.
[/align]

[align=justify]ويرى البعض أن أسباب الربط بين الإرهاب والغرض السياسي، كون الإرهاب يتمثل في أعمال العنف المتبادلة بين السلطة والمنظمات الثورية المناهضة لها.
أما في معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية فالإرهاب فيعني: (بث الرعب الذي يثير الخوف والفعل أي الطريقة التي تحاول بها جماعة منظمة أو حزب أن يحقق أهدافه عن طريق استخدام العنف، وتوجه الأعمال الإرهابية ضد الأشخاص سواء كانوا أفراداً أو ممثلين للسلطة ممن يعارضون أهداف هذه الجماعة).
وقد ردت كلمة (إرهاب) في القاموس السياسي بمعنى: (محاولة نشر الذعر والفزع لأغراض سياسية، والإرهاب هو وسيلة تستخدمها حكومة استبدادية لإرغام الشعب على الخضوع والاستسلام لها، ومثالها التقليدي هو قيام حكومة الإرهاب إبان الثورة الفرنسية عام 1789 لأغراض سياسية، والإرهاب وسيلة تتخذها دولة تفرض سيادتها على شعب من الشعوب لإشاعة روح الانهزامية والرضوخ لمطالبها التعسفية أو تستخدم الإرهاب جماعة لترويع المدنيين لتحقيق أطماعها حتى تفرض الأقلية حكمها على الأكثرية).
وقد كانت أول عملية وصفت بالإرهابية في العصور الحديثة هي محاولة اغتيال القائد الفرنسي نابليون بونابرت عام 1800م.
أما تعريفه دولياً لأول مرة فقد كان من طرف (عصبة الأمم المتحدة ) عام 1937: (الإرهاب عمل إجرامي يهدف بطبيعته إلى إثارة الرعب والخوف، موجه لأشخاص معينين أو مجموعة من الأشخاص أو للعموم).

* الإرهاب.. المصطلح السياسي:

اقترن المصطلح السياسي للإرهاب بالثورة الفرنسية وخاصة في الفترة (من 10/ 3/ 1793 عندما أعلن روبسبير بداية عهد الإرهاب أو الرهبة في فرنسا ومارسه على أرض الواقع ، حتى 27/ 9/ 1794). وقد عرفه قاموس وبستر (أسلوب للحكم أو لمعارضة الحكم من طريق التهديد). ويصف سيرجو بوسكيرو رئيس الحركة الملكية الايطالية، الثورة الفرنسية بأنها: (حركة معادية للشعب الفرنسي إبان قيامها إضافة إلى أنها أكبر مجزرة في التاريخ، وعلى الأقل في تاريخ الشعب الفرنسي حيث قتلت 300 ألف إنسان، وتعد الثورة الفرنسية منبع الإرهاب، إذ ولدت ظاهرة الإرهاب من هذه الثورة).
على أننا يجب أن نفرق بين ولادة ظاهرة الإرهاب واستخدامها كأسلوب للحكم، وبين استخدام هذه العبارة كمصطلح ذي مدلول سياسي، هو المتعارف عليه في الوقت الحاضر.
فالحالة الأولى قديمة قدم المجتمعات الإنسانية، وقد اختلفت صور الإرهاب باختلاف المراحل التاريخية التي مر بها. فمن إرهاب الأفراد إلى إرهاب الجماعات التي اتخذت من العنف وسيلة لإشاعة الخوف والفزع، حيث ظهرت حركات إرهابية خارجة عن القانون والنظام السائد في المجتمع، ثم إرهاب الدولة ودورها غير المباشر والمباشر فيه، كإنشاء فرق خاصة بالاغتيالات وممارسة شتى صنوف التعذيب.

وبناء على ما تقدم فإن ما يدور على أرضنا في فلسطين المحتلة من عدوان وقمع وتنكيل وتدمير شامل للمدن والقرى الفلسطينية (نحو 500 قرية وبلدة ومدينة)، ومجازر جماعية دموية بشعة مروعة لم ينج منها حتى الطفل الفلسطيني الرضيع، وترحيل وتشريد، واغتيالات، وأسر، ومصادرة أراضٍ، وعزل، وبناء حواجز، وعوازل كان آخرها بناء الجدار العنصري العازل، وتطهير جماعي ضد الشعب الفلسطيني، الذي تحول كل أفراده إلى ضحايا لإرهاب الدولة الصهيونية الرسمي، ولإرهاب "المستوطنين" والحركات والجماعات والمنظمات الأيديولوجية والسياسية المتطرفة على حدٍ سواء.

* جذور الإرهاب في فكر ونهج زعماء الصهيونية:

منذ عُقدًّ المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال عام 1897، وصاغ تيودور هرتزل مؤسِّس الحركة الصهيونية ( 1860- 1904 ) شعارات الحركة الصهيونية (نحن شعب)، و( فلسطين وطننا التاريخي الذي لا يُنسَى). ووضع خطة لتحقيق المشروع الصهيوني، وحوَّلها المؤتمر إلى برنامج سياسي، وقاد التحرك الصهيوني مع قوى الاستعمار الغربي وبخاصة في بريطانيا لتنفيذ هذا البرنامج. ووضعت الحركة الصهيونية نصب عينها بعد انعقاد مؤتمرها الأول القيام بمهام ثلاث هي: استعمار فلسطين، ومحاولة خلق شعب يهودي واحد متجانس، وإنشاء حركة تكون بمنزلة رأس الرمح في البرنامج الصهيوني الاستعماري.
وقد تضمَّن هذا البرنامج تشجيع الاستعمار الصهيوني في فلسطين، وتأسيس منظمة تربط يهود العالم عن طريق مؤسسات محلية أو دولية طبقاً لقانون كل دولة، وتقوية الشعور القومي اليهودي، والحصول على موافقة حكومية لبلوغ الأهداف الصهيونية، وصولاً إلى ( إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين يحميه القانون).
وفي نهايات القرن التاسع عشر تحوَّلت الصهيونية من فكرة إلى مشروع استيطاني استعماري على يد هرتزل الذي وُلدت معه الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة ، وتم تأسيس (المنظمة الصهيونية العالمية).
وقد لعب زعماء العدو الصهيوني بدءاً من (الجيل المؤسس) وصولاً إلى (الجيل الجديد) مروراً ب (جيل بناء الكيان) دوراً بارزاً في تأسيس وتكوين الحركات والجماعات والمنظمات الأصولية المتطرفة والإرهابية، ومن أبرز قادة الإرهاب هؤلاء مناحم بيجين (1913-1992 ( الذي تولَّى قيادة فرع منظمة "البيتار"، وعند وصوله إلى فلسطين عام 1942 وفي أواخر عام 1943 تولَّى قيادة منظمة "الإرجون" التي اشتهرت بمذابحها ضد المدنيين الفلسطينيين، وإخراجهم قسراً من فلسطين.

ويتفاخر أحد أبرز زعماء الإرهاب الصهيوني ديفيد بن جوريون (1886 – 1973) بسجله الإرهابي في هذه المنظمات قائلاً: ( كنا ننتظر مجيء الأسلحة ليلاً ونهاراً، ولم يكن لنا حديث إلا الأسلحة، وعندما جاءتنا الأسلحة، لم تسعنا الدنيا لفرط فرحتنا، كنا نلعب بالأسلحة كالأطفال ولم نعد نتركها أبداً... كنا نقرأ ونتكلم والبنادق في أيدينا أو على أكتافنا).
والعنف عند بن جوريون يكتسب بُعداً خاصاً ويصبح غاية في حد ذاته، بل وسيلة بعث حضاري إذ يقول: (بالدم والنار سقطت يهودا، وبالدم والنار ستقوم ثانية). وعبارة بن جوريون مبنية على تصور جديد للشخصية اليهودية على أنها شخصية محاربة منذ قديم الأزل: (إن موسى أعظم أنبيائنا هو أول قائد عسكري في تاريخ أمتنا).
وكمحاولة لتحقيق هذه الأحلام حينما جاءت الساعة، بذل بن جوريون قصارى وسعه لإنشاء القوة العسكرية الصهيونية، فقد كان من المنادين بفكرة اقتحام الحراسة (والعمل والزراعة والإنتاج) وأسس لذلك جماعة (الحارس) ثم منظمة (الهاجاناه)، وكان من بين المنادين بتسليح المواطنين اليهود.
وعند تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، قام بن جوريون بحل المنظمات العسكرية الصهيونية كافة، مثل (الإرجون والبالماخ)، وضمها إلى (الهاجاناه) وحوَّلها جميعاً فيما بعد إلى ما سمي ب(جيش الدفاع الصهيوني).

وأما الإرهابي إسحاق شامير (1915- ) الذي يعد من (الجيل الجديد)، فقد بدأ حياته العسكرية عضواً في منظمة ( البيتار) قبل أن يهاجر من بولندا إلى فلسطين، وفور وصوله إلى فلسطين التحق بمنظمة (الهاغاناه) ثم بمنظمتي (الإرجون وشتيرن) المسؤولتين عن مذبحتي دير ياسين وبئر سبع، ونسف فندق الملك داوود. وقد اعتقلته سلطات الانتداب البريطاني مرتين، الأولى عام 1941 وتمكن من الهرب، والثانية عام 1946 حيث أرسل إلى معسكر اعتقال في إريتريا، وبعد أربعة أشهر تمكن أيضاً من الهرب والسفر إلى فرنسا وظل فيها إلى أن عاد إلى فلسطين عام 1948. وبعدها عمل ضابطاً في جهاز الاستخبارات الصهيونية (الموساد) لمدة عشر سنوات(1955–1965).

كما أن اسم بلدوزر الإرهاب الصهيوني أرئيل شارون (1933- ) الذي يعد من (الجيل الجديد) أيضاً، لم يبرز إلا بعد عام 1948 كضابط في الوحدات الخاصة التي تعمل بإمرة الاستخبارات العسكرية الصهيونية للقيام بالأعمال الانتقامية ضد مخيمات اللاجئين والقرى الفلسطينية الحدودية حيث عهد بهذه الغارات إلى وحدة خاصة أُنشئت في آب / أغسطس 1952 وأطلق عليها اسم (الوحدة 101). وقد اختار شارون أفراد الوحدة بنفسه من مجرمين وأصحاب سوابق ولصوص وقتلة، فاتجه إلى قرية قبية التي تقع شمال القدس على بُعد كيلو مترين من حدود 1967، ثم طوقت قواته القرية وغمرتها بوابل من نيران المدفعية فدكت القرية دكاً على من فيها، ثم تقدم المشاة وأجهزوا على الباقين على قيد الحياة.
[/align]

[align=center](يتبع)[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع أسماء بوستة
 [frame="15 85"]
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إن لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي قابلا كل صورة :
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
إبن عربي
[/frame]
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 10 / 2009, 40 : 08 AM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (1)

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
دراسة مستفيضة قيّمة يا أستاذة أسماء والشكر موصول للباحث الأستاذ أوس يعقوب
سأقرأ الأجزاء الستة بعناية
الحقيقة يا أستاذة أسماء سعيدة جداً بك وبانتسابك لنور الأدب فكل ما تتفضلين بنشره غاية في الأهمية
تقبلي عميق تقديري واعتزازي
[/align]
[/cell][/table1][/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 10 / 2009, 43 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

رد: الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (1)

الأستاذة و الكاتبة العزيزة هدى نور الدين الخطيب

كل الشكر لك و لنور الأدب أسرتي الجديدة، أعتز و أتشرف جدا بانضمامي إليكم، بدوري أشكر الكاتب و الباحث الفلسطيني أوس داوود يعقوب على تعاونه و بإذن الله سيكون لنا وقفات مع العديد من البحوث القيمة له.
مجددا تقبلي شكري و فائق إحترامي.
توقيع أسماء بوستة
 [frame="15 85"]
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إن لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي قابلا كل صورة :
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
إبن عربي
[/frame]
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإرهاب الصهيوني، فلسطين، دراسات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (6) أسماء بوستة قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 22 / 10 / 2009 29 : 03 AM
الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (5) أسماء بوستة قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 22 / 10 / 2009 17 : 03 AM
الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (4) أسماء بوستة قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 20 / 10 / 2009 11 : 11 PM
الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (3) أسماء بوستة قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 20 / 10 / 2009 08 : 10 PM
الإرهاب صناعة صهيونية (دراسة من إعداد أوس داوود يعقوب) الجزء (2) أسماء بوستة قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 19 / 10 / 2009 27 : 02 AM


الساعة الآن 32 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|