رد: الأديب -عبدالحافظ بخيت متولي-في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرع
العالم الجليل الدكتور ناصر شافعى
كنت منتظرك سيدي وقلق من مداخلتك , لأن مداخلة العلماء وكبار المثقفين أمثالكم يخشى منها ويُعمل لها ألف حساب , وفى كل الأحوال فإن مداخلتك شرفتني كثيرا
* أما بخصوص غياب ما تسميه الإبداع التعليمي , فهذا راجع - فى تقديري إلى عدة أسباب منها :-
1- غياب المنهج الحقيقي الذى يشجع على الإبداع فقد كنت ياسيدي تدرس قديما في مقرر اللغة العربية كتاب " المنتخب من أدب العرب" والذي كان يضم موضوعات تشجع على الإبداع فلقد كان هذا الكتاب يضم نصوصا لكبار المبدعين من القدامى أو المحدثين وكانت هذه الموضوعات تُختار بعناية فائقة , أما مناهج اليوم فهي "سمك لبن تمر هندي" لا علاقة لها بالبيئة المحيطة ولا بالتغيرات العلمية والاجتماعية والتكنولوجية الحادثة فى هذا العصر واسمح لي أن أسوق إليك مثالين يبرهنان على هذا:-
* كان طلاب الصف الثالث من المرحلة الثانوية يدرسون في مقرر القراءة درسا عنوانه" تحديات سنة2000 " لتوفيق الحكيم يستشرف فيه التحديات التي يمكن أن تواجه المجتمع المصري فى سنة 2000 ظل الطلاب يدرسون هذا الدرس إلى سنة 2005
* في نفس المرر كان الطلاب يدرسون درسا عنوانه " الأعداد العربية" وكان هذا الدرس يشير إلى أن الأعداد العربية أصلها هندي ثم بقدرة قادر وبعد خمسة عشر عاما من تدريس تغير هذا الدرس إلى درس آخر عنوانه " الأرقام العربية " يخبرنا أن الأعداد العربية أصلها عربى .
* كتاب النحو المقرر على طلبة الصف الثالث الثانوي يحتوي على أربعة عشر خطأ لغويا ونحويا وما زال حتى الآن .
2- النظرة السائدة عند كثير من الطلاب بعد جدوى التعليم فى هذه الأيام.
3- اختلاف معلم اليوم من حيث تربيته علميا ومنهجيا فلم يعد قادرا على تذوق النصوص الأدبية حتى يرتفع بمستوى طلابه إلى التذوق بل مما يبكي يا سيدي أن كثيرا من معلمي اللغة العربية لا يحسن القراءة السليمة وأتحدى أن يكون هناك من المعلمين الجدد من يقوى على قراءة نصف قصيدة من الشعر الجاهلي قراءة صحيحة أو يفهم معناها .
أظن أن هذه العوامل مجتمعة أضف عليها سوء الإدارة والميديا والفضائيات فى مسخ العقول.
أشكر لك عظيم تفضلك وكثير كرمك
|