[خيري حمدان]

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/16.gif');border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center]-1-

تستمر الرحلة، عبثًا نحاول أن نضع العصي بين العجلات المتسارعة. نحن حاولنا رسم الطريق نحو المستقبل بملل، ولم تكن لدينا رغبة في وضع العلامات الفارقة عند المنعطفات. نسينا بأنّ الفاصلة تتيح لنا الفرصة والمجال لنتنفّس قليلاً قبل أن نحرق الشتاء الطويل بألسنة النار واللهب الصاعد من صدورنا!

توقفت الحافلة ولم ندرك الأسباب التي أدت إلى موت المحرّك، هل فقدنا مصادر الوقود وبحاره تتدفق تحت أقدامنا؟ أم بتنَ نخشى رؤية الغد لأنه سيحرمنا لا محالة من غوغائيتنا وسلطتنا وذكورتنا!

-2-

فاجأنا التاريخ ونحن نسرق بقايا الحضارة، فسارع في طيّ الصفحة ورفع في وجهنا إنذارًا، لكنّا بقينا نضحك من التاريخ وضعفه. أدركنا بعد فوات الأوان بأنّ التاريخ يحسن دائمًا الضحك عند النهاية!

الأرقام أعلاه عربية، ونحن نكتب بالأرقام الهندية. لهذا نشهق ونموت حسرة حين نكتشف بأنّ بطلي الفيلم اللذان كادا أن يقتل أحدهما الآخر توأمين! فهم الأتراك نقاط ضعفنا، فانهمرت الدراما التركية لتسرقنا من واقعنا، وتجعل نساءنا يرفعن قصورًٍا من الأوهام، عندها أدرك الرجل الشرقيّ بأنّ الزنابق تحاول أن تتمرّد في حظيرة المنزل وغرف النوم فقصف أعناقها!

-3-

ليلى مضت نحو المطبخ وحضّرت أشهى أنواع الطعام. كانت تعرف بأنّه يعلم! وكانت تتوقع باقة من الورد وعناقًٍا وقبلة. كانت تظنّ بأنّها أنثى كاملة وجميلة بالرغم من الأطفال الخمسة الذين أنجبتهن خلال فترة زمنية قصيرة. كانت ترتاح لبضعة أشهر فقط ما بين الحمل والآخر. حين عاد واضطجع مطالبًا بالنرجيلة، أدركت بأن مرور بضعة سنوات على زواجهما لم تكن تعني له شيئًا. أدركت عندها بأنّها بقرة.

نظرت ليلى إليه طويلاً، كان قد مضى على عشرتهما عقودٌ طويلة. وها هو الآن يقبع بين يديها مكبّلا وقد أخذ الشلل النصفي ابتسامته وحبوره ومرحه وعنفوانه. كان على وشك أن يبلّل سرواله لولا حضورها وجهودها وقدرتها على تضميد جراح روحه الغائرة. يومًا ما كان يشعر بأنّ هناك بقرة مطيعة تعيش في بيته. تطبخ تغسل تنجب ونادرًا ما تشتكي. طلب منها أن تقترب إليه كثيرًا وبالكاد همس في أذنها "سامحيني أو اقتليني!" عندها أدركت بأنّها امرأة، بالرغم من أنّها فقدت رونقها وتهدّل جسدها. عندها أدركت بأنّها إنسان.

-4-

حين أخبرت زميلة أوروبية بأن الكلمات المرادفة للأسد تفوق الثلاثين. قالت لي "أنتم شعوبٌ ثرثارة!" لم تكن تقصد الإهانة واعتذرت، لكنّي أدركت بأنّ منطقها سليم. من يهتمّ الآن بعلم الكلام واللسانيات؟ ومن يحتاج لجميع هذه المترادفات لحيوانٍ وضع في أقفاص حديقة الحيوانات وفقد هيبته وحضوره وبات يتملّق حرّاسه من أجل قطعة كبيرة من اللحم؟

قالت لي اهتموا مجدّدًا بالعلوم، هناك ما يمكن أن يغيّر مستويات حيوات شعوب بأكملها ألا وهو التقدّم والعلم والحضارة. صمتّ عندها ولم أخبرها بأن معدّلات الأميّة في العالم العربي بلغت سبعون مليونًا ويزيد! إذا افترضنا بأن مجموع المتحدّثين بالعربية 350 مليون مواطنًا، فهذا يعني بأنّ معدّل الأمّيّة 20%. يا إلهي! هل هذا ممكن وقد تخطّينا عتبات الألفية الثالثة؟ نعم .. هذا ممكن. نحن شعوبٌ لا تحسن القراءة. ثمانون عربيًا يقرأون كتابًا واحدًا، وأوروبيًا واحدًا يقرأ ثمانين كتابًا. وأتساءل بصوت مرتفع "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"!

-5-

تحامل على نفسه وذهب إلى محل للزهور. قال للبائعة بأنّه يريد ثلاث زنابق حيّة. ثلاث حيوات بتربتها وبهائها. ثلاث زنابق تعيد الضحكة المجلجلة إلى تقاطيع وجهها. قال للبائعة وقد شعر بأنّها قريبة إلى قلبه فهي في عمر بناته والورود التي تبيعها تشفع اندفاع القلب وبوحه وجرأته. قال لها بأنّ زنبقة روحه ورفيقة الصبا قد ذبلت! قال لها بأنّه لم يحسن سقايتها والاعتناء بها، وإذا رحلت على حين غفلة سينكسر القلب ويبلى الضمير. قدّمت له أجمل الزنابق في محلها وقالت هامسة "حاول ألا تكسر أعناقها!"
[/align][/cell][/table1][/align]

[ميساء البشيتي]

استاذي الغالي خيري حمدان

من أين أبدأ التعليق ..

كل فقرة تناولت هما من همومنا اليومية الطازجة التي لم ينته تاريخ صلاحيتها بعد

جميعها هموم طازجة تفوح منها رائحة الحزن والقهر والظلم والاستبداد

كل حرف في هذه الخاطرة يشكل قصة لوحده لا يمكن تجاوزها أو تخطيها

حروفك كالمجهر .. تسلط الضوء على كل نفس نتنفسه .. مع أننا نعيش هذا القصص

لكننا ربما لا نشعر اننا أبطال هذه القصص والمسرحيات .. الكل مأخوذ بالنظر إلى غيره

دون أن ينظر في المرآة ويجد أن حجم التغيير الذي اعتراه لا تظهره أية مرآة مهما كبرت

ومع هذا نحن بارعون في نقد الآخر ولا نرى أننا كتلة تناقضات رهيبة لا يوجد داخلها أو حولها أي توازن

نص رائع جدا .. قوي جدا .. لا أعلم حجم الهم الذي تحمله على أكتافك لكن نص كهذا بالتأكيد وليد

هم كبير .. أقصد الهم العام وليس الهم الشخصي فنحن نسينا همومنا الشخصية في حضرة الهم العام .

شكرا لك استاذي وأدام الله عليك نعمة العطاء والإبداع .

[بتول الشيخ]

أغيب وتعيدني كلماتك الجميلة

نصوصك مميزة .. صدقني أغيب عنها رغما عني

كل عام وأنت بخير بمناسبة جميع الأعياد

[خيري حمدان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي استاذي الغالي خيري حمدان من أين أبدأ التعليق .. كل فقرة تناولت هما من همومنا اليومية الطازجة التي لم ينته تاريخ صلاحيتها بعد جميعها هموم طازجة تفوح منها رائحة الحزن والقهر والظلم والاستبداد كل حرف في هذه الخاطرة يشكل قصة لوحده لا يمكن تجاوزها أو تخطيها حروفك كالمجهر .. تسلط الضوء على كل نفس نتنفسه .. مع أننا نعيش هذا القصص لكننا ربما لا نشعر اننا أبطال هذه القصص والمسرحيات .. الكل مأخوذ بالنظر إلى غيره دون أن ينظر في المرآة ويجد أن حجم التغيير الذي اعتراه لا تظهره أية مرآة مهما كبرت ومع هذا نحن بارعون في نقد الآخر ولا نرى أننا كتلة تناقضات رهيبة لا يوجد داخلها أو حولها أي توازن نص رائع جدا .. قوي جدا .. لا أعلم حجم الهم الذي تحمله على أكتافك لكن نص كهذا بالتأكيد وليد هم كبير .. أقصد الهم العام وليس الهم الشخصي فنحن نسينا همومنا الشخصية في حضرة الهم العام . شكرا لك استاذي وأدام الله عليك نعمة العطاء والإبداع .

الأديبة الغالية ميساء
الكتابة هي رحلة نحو الذات ومحاولة لمقاومة شيطان المشاعر إذا جاز التعبير. هناك الكثير من التراكمات التي تحاصر شخصية الفرد وأحيانًا يتمكن الكاتب من إيجاد المعادلة لإخراج هذه المشاعر وكتابتها على أوراق الحياة، ونحن جميعا نسعى لبناء مجتمع متطور يتكامل أفراده ويسعون للتوصل للسعادة أو على الأقل التماهي مع المجتمع
طبعا تعليقك وإضافتك تتيح دائمًا المجال لمواضيع مكثفة جديدة ولنا عودة باذن الله
كل الود والمحبة

[خيري حمدان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بتول الشيخ أغيب وتعيدني كلماتك الجميلة نصوصك مميزة .. صدقني أغيب عنها رغما عني كل عام وأنت بخير بمناسبة جميع الأعياد

الأديبة العزيزة بتول الشيخ
أشكرك على حضورك وأتمنى لك أعيادا سعيدة ودائمة الحبور
أقدر مشاغلك
محبتي

[حاتم الأيوبي]

يا صديقي نحن نظلم المرأة جدا ونضطهدها

مفهومنا للذكورة ضيق جدا

الله يكون بعون النساء علينا

أخي خيري شلال من الإبداع انت

دمت بخير يا صديقي

وعيد سعيد

[خيري حمدان]

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/20.gif');border:6px double black;"][cell="filter:;"][align=center]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم الأيوبي يا صديقي نحن نظلم المرأة جدا ونضطهدها مفهومنا للذكورة ضيق جدا الله يكون بعون النساء علينا أخي خيري شلال من الإبداع انت دمت بخير يا صديقي وعيد سعيد

الأديب العزيز حاتم الأيوبي
لا بد من العمل على تحرير المرأة، وهذه خطية في رقبتها فهي نصف المجتمع وتهميشها سيؤدي لتعطيل المجتمع. نحن لسنا مجتمعة ميتة ولا بد من أن نعمل على مقارعة العادات البالية ليكون للمرأة نصيبها الكامل في بناء المجتمع الفاعل
أشكرك على حضورك وعلى كلمات الأنيقة
تقبل محبتي
خالص الودّ[/align][/cell][/table1][/align]