رواية " أم سعد " للأديب الشهيد غسان كنفاني
رواية [grade="ff0000 000000 32cd32 ff0000 000000"]أم سعد[/grade]
الكاتب: غسان كنفاني
سنة 1969
الأهداء: إلى أم سعد ، الشعب والمدرسة.
المقدمة
أم سعد امرأة حقيقية ، اعرفها جيداً، وما زلت أراها دائماً، و أحادثها و أتعلم منها، وتربطني بها قرابة ما، ومع ذلك لم يكن هذا بالضبط ، ما جعلها مدرسة يومية ، فالقرابة التي تربطني بها واهية إذا ما قيست بالقرابة التي تربطها إلى تلك الطبقة الباسلة ، المسحوقة والفقيرة والمرمية في مخيمات البؤس ، والتي عشت فيها ومعها ، ولست أدري كم عشت لها.
"إننا نتعلم من الجماهير، ونعلمها" ومع ذلك فأنه يبدو لي يقيناً أننا لم نتخرج بعد من مدارس الجماهير، المعلم الحقيقي الدائم، والذي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب.
لقد علمتني أم سعد كثيراً ، وأكاد أقول أن كل حرف جاء في السطور التالية إنما هو مقتنص من بين شفتيها اللتين ظلتا فلسطينيتين رغم كل شيء، ومن كفيها الصلبتين الصلبتين اللتين ظلتا، رغم كل شيء، تنتظران السلاح عشرين سنة.
ومع ذلك فأم سعد ليست امرأة واحدة، ولولا أنها ظلت جسداً وعقلاً وكدحاً، في قلب الجماهير وفي محور همومها وجزءاً لا ينسلخ عن يومياتها، لما كان بوسعها أن تكون ما هي، ولذلك فقد كان صوتها دائماً بالنسبة لي هو صوت تلك الطبقة الفلسطينية التي دفعت غالياً ثمن الهزيمة.
والتي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة ، وتدفع ، وتظل تدفع أكثر من الجميع.
غسان كنفاني
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|