كم تمنيتَ السفر أيها الطفل العابث بالحلم
أيها المتمرّد على الأحزان والآلام ..
يابسمةَ الفجر الضحوك ..
وصخب َ الحياة ..
ياعمراً نديّاَ بالأمل ..
لكَ العشب ُ اخضرّ .. وأزهر
لكَ الدرب ُ اتسعَ .. وعجّل
وسبقتكَ الأمنيات
عبر مسافات الغياب
سافرتَ دون زادٍ أو متاع ..
سافرتَ دون أن تتفوّه َ بكلمة وداع ..
تركتَ وجه أم ٍ غارق ٍ بالدموع ..
وثغراً يتبسّم لك َ رغم الجراح ..
وقلباً يتمتمُ صحواً ونوماً بالدعوات ..
تركتَ أباً أنهكه ُ الغياب ..
نازفاً بجراح ٍ هل لها براء ؟!..
تركت َ دمعة ً حيرى بحضنِ الرجاء ..
ومكاناً خالياً من الابتسام ..
ماالعمرُ بعدك َ إلا حرفاً في كتاب انتظار ..