غطت في نوم عميق في فراشها الوثير الدافىء جدا ً رغم برودة الطقس بالخارج إلا إنها كانت تشعر بدفء رهيب يلفها . فقد رأته قد أقبل يحمل إليها ..كعادته .. باقة جميلة من الأزهار ويداعب أنفها الصغير بحنان كي تستيقظ من غفوتها .
أفاقت مترنحة بعض الشيء وتناولت من يده الأزهار .. قبلتها وحضنتها ثم سألته على الفور: لماذا تأخرت الليلة .. وأيضا لم تأتِ على موعد الغذاء ؟!
نظر إليها مندهشا ًوقال : أنا لم أتأخر الليلة ..
أنا على موعدي .. لكنك غفوت مبكرة ً .. يبدو أن الأطفال قد أتعبوك هذا اليوم كعادتهم حين يتشاقون .. ثم إنني يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع لا آتيك على موعد الغداء ..
وإن كنت لا تريدينني على العشاء هذه الليلة فلا ضير .. أنسحب ..ههههههه .
نهضت من فراشها مسرعة ووضعت الأزهار في آنية الورد ثم نادت عليه بعد قليل : هيا ، المائدة أصبحت جاهزة .. وهذا قالب الكيك بالجبن الذي تعشقه ربما تعشقه أكثر مني .
جلسا إلى المائدة يتناولان طعام العشاء .. قام هو بسكب الطعام في صحنها وهي ترفض بتدلل على أساس أنها لن تكثر من الطعام اليوم خوفا ً على رشاقتها الآخذة بالتدهور هذه الأيام وهو يطمئنها بل ويؤكد لها بأنها ما زالت في نظره جميلة الجميلات ورشيقة الرشيقات ودلوعة الدلوعات !
ثم تناولا قالب الكيك وبدآ في التهامه باستمتاع شديد قام على إثره بتقبيل يدها وشكرها لأنها الوحيدة في هذا العالم التي تتقن فن صنع قالب الكيك بالجبن .
صعدا إلى غرفة النوم لأخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم طويل وما أن دخلا الفراش حتى سُمع دوي الرعد بالخارج فاستفاقت من نومها مذعورة فقد قطع التيار وهي بالكاد ترى أي شيء لكنها تسمع صوتا ًخافتا ً يأتي من السرير المجاور .. صوت تعرفه جيدا ً.. هذا الشخير الناعم .. نعم .. هو شخيره ..
إذا ً ما كان كان مجرد منام .. كلّه بالمنام .
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 10 / 03 / 2010 الساعة 52 : 10 PM.
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: كلّه بالمنام
كل ما بدأت به القصة يوحي بالجمال والحميمية لولا أن النهاية جاءت لتضع حدا لتلك السهرة الرومانسية .. ورغم أن كل ذلك كان حلما فإنه كان حلما أقرب للحقيقة لما حواه من مداعبات وتراشق بكلمات عشق وحب لكن تلميحا .
توحي الكلمات وهي توغل نحو النهاية بلذة شبقية وهما يصعدان إلى غرفة النوم ويندسا في الفراش .. ويكون صوت الرعد إيذانا بنهاية الحلم .
كلمات عشق دافئة جعلت الحلم قاب قوسين أوأدنى من الواقع
لله ذرك يا ميساء .. ودمت مبدعة