التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,861
عدد  مرات الظهور : 162,368,704

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > الخاطـرة
الخاطـرة فيض الخاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 03 / 2010, 36 : 06 AM   رقم المشاركة : [1]
رامي وسوف
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية رامي وسوف
 





رامي وسوف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية - مصياف

عزلة

عزلة




تهاجر الأيام خوفاً من مسافات المستقبل البعيد وتبتعد بها كل لحظات الحلم التي أطالت نوافذها على من عرف الأمس بكل الحروف التي غابت وانزوت مع انقلاب آخر حرف للذاكرة وتبقى الأنشودة ترمي بنفسها سريعا من كل اللحظات الممتدة من عمق الذات إلى خشبة المسرح التي التقت كل الحروف والأنام وبكل التفاصيل العابرة والمقصودة والتي خُطط لها لما هو آت , وماذا بعد أن تهاجر الأيام التي لم تخلو يوما من عبق الابتسامات السريعة على تفرد خاص للحزن كان يومها أشد اشتياقاً للنفس التي ماعرفت الاطمئنان ولا زارتها نفحات قدسية تختلي بها خلف تلك الزاوية التي عرفنا فيها نهاية الإنسان وخوفه الذي يمتد معه من البدايات الأولى لفجره الطويل.
هي عزلة تختلط بالزمن الذي لم يترك البراءة ينبوع الرحمة الدائمة لذالك الإنسان الذي فاضت حواسه عن ابتعاده الأخير إلى ما أبعد من سماء الحروف التي اختزلت كل تاريخه ببقعة طويلة من الجوع الأبدي لوحدة امتدت من تاريخ الميلاد إلى البقايا البقايا من عربون المرايا والأنام التي ابتعدت كثيراً حقا حين اقتربت المسافات رائحة الحلم.
اليوم تراكمت أمام الروح ثنايا خاصة من فراغات احتضرت في الماضي واليوم اشتدت في لعبة خطيرة من كلمات اختارت القرب على نسيج ذاكرة معذبة يرتدي فيها الإنسان كما أنا تلك الأرض التي عرفت فينا اليقين لمجرد كانت الذكرى عربون محبة نقدمها للآخرين على عبث الفهم وعبث أشياء كثيرة لم تعرف كيف يُبنى المستقبل بها حين تكون سيدة ذات الإنسان في مرمى الوقت تعدو ولا من مجيب ولا من قادم قريب يحتوي رغباتنا المتوحشة التي لم تعرف حتى الآن اختزال الإنسان لمعاني الحرية في نبضة أرسلها الله إلينا وحتى هذه اللحظة هي بغيب من عاشوا وماتوا ولم تتقد لهم شمعة, واليوم يطول العبث بالذكريات حتى تمسي مجرد أقاصٍ دامية وعاجزة كل العجز عن ارتباطها بالنفس العاجزة أيضاً لأنها أكملت ارتباطها بالمصير القادم من عبث الأيام ومن غياهب الإنسان القادمة من تيار اختارته كل لحظات العزلة المتراكمة من ثوان وخلايا وأشياء مثل الحلم على أعتاب النهاية .
كان اليوم ككل الأيام يبوح بالخجل ... الذكرى تكلفه انقلاب أكبر على الوقت وحين جاءني الحنين تفجرت بتلك الرحلة القادمة سريعاً على مرآة ذاكرتي وعريها الذي سرد تاريخاً يحوي ماعرفته من لحظات ربما كانت غائبة عني وربما أنا ابتعدت فيها موجزاً خضم مسافاتي لعمق الليل ودفء الشتاء الذي أشعر به دائماً حين أنزوي إلى خلوةٍ أغيب فيها في عالم الرحيل حتى حدود الوقت الغائب عني وأجد فيه كل مسافاتي المهملة وكل الثنايا والغربة الصماء حين تجد بجوف أصمٍ أيضاً أنا الإنسان الباقي في زاوية ٍ غطائها الفجر وكل العجز المستقبلي في دوران المكان , أبحث عن خلايا جسدي المقعدة فأضيع في بوح النسيان و أتفجر برحلة طويلة ما اعتادت عليها ذاكرتي ولا عرفتها ساحات النسيان يوماً ولا ضمها إله في كتاب, وحين أستجدي من زاوية هذا المكان بقعة ضوء أستظل بها قربي الكبير من نفسي إلى جسدي يتكسر بقربي كل غيهب لبرزخ ٍ مجهول طال انتظاره على أصابع الماضي وطالت به عبثات المكان واحتواء أغنية لسيد ما, أحاول ذاكرة المكان بها فيغدو ذلك العدو المتربص حيناً والمنتصر كل الأحيان , واليوم أدرك أكثر معنى الابتعاد عن المرايا ومعنى الخوف الذي يمتثل كمارد يذيب لوعة الإنسان ويذيب اللحظات السامية التي أجد فيها أن الحرف للحرف انطلاقةٌ ممزوجة بمعاني الصبر وتفرد خاص يوقع النفس بكل مزايا الحرمان و التعابير الذكية حتى أعود ككائن انغرس بعيداً خلف الضوء والظل وأعجبه المكان وصار انتشاره في الدم أسرع من انتشار الحرمان وبؤرة الإنسان.
صار الغروب يلامسني كثيراً مستنيراً بمستنقع العزلة التي راودتني واختلطت كما الماضي بتفكير لم يزل بعيداً ظل فيه القادم يحوي عصور الانهيار في جدلية خطتها أصابعي يوم اقترفت اللحظة درعاً و وساماً أرى فيه كل العجز في الاختلاط مع الذاكرة , أمتد به حيث لا أدري معنى النسيان ومعنى الارتباط الحي بواقع أنا اختبرته طويلاً في حياةٍ لم تعد كما الماضي خفيفة حين صارت فيها الأنام بعيدة حقاً كل البعد عن الوصية القائمة على حفظ الذات والحلم بعيداً خلف الذاكرة, ربما اليوم صار الطريق مفتوحاً أكثر إلى العزلة وصارت التكاليف قليلة إلى حيث نستطيع الانتماء يوم لا انتماء يتقن فينا فن الغربة ويوم لا صبر يوحد فينا تلك القلوب المحنطة.





رامي وسوف

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
رامي وسوف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على مائدة السحور وأ. عصمت شما Arouba Shankan مجلس التعارف 51 18 / 06 / 2017 27 : 02 PM
عزلة الكائن شكري بوترعة قصيدة النثر 5 02 / 04 / 2012 19 : 11 AM
عقول عربية .. غسلت بـ ماء التقليد امال حسين القضايا الوطنية الملحّة 3 14 / 08 / 2010 42 : 09 AM
تهنئة لأخي محمد عصمت شما رشيد الميموني تهنئة، تعزية، معايدات 4 10 / 10 / 2009 54 : 01 AM
ترحيب بالأستاذة أماني عصمت شما ناهد شما الترحيب بالأعضاء الجدد 20 24 / 09 / 2009 49 : 12 AM


الساعة الآن 42 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|