رد: ما تناثر.. من أوراقي المبعثرة
الرائعة فريدة
كيف لهذه الوراق أن تبعثر هذا الجمال النصى المتوهج على مستوى البناء الشعرى للخطاب الدال على حالة من النزيف والفرح الممزوج بجرح الوطن الأكبر والذى يفارق بين حالة توهج الأنثى مصدر الشعور بالرجولة وحالة انهزام الوطن مصدر اهتزاز عميق للذات الشاعرة بفقدان الأمان والأمل من هنا يبرز لنا المبرر الفنى للعنوان " ما تناثر من أوراقى المبعثرة" فالبعثرة هنا تفضى الى التناثر بشكل طبيعى والبعثرة هنا أيضا هى بعثرة للذات غير المستقرة , ولذلك يتوالد العنوان دخل النص كاشفا عن درامية جميل للنص ويدفعها عبر توالى التراكيب السياقية للجمل الشعرية المنحوته بعناية فائقة الى التوهج والتشظى من خلال مسافات الخطاب الشعرى الذى اعتمد على التضفير الفنى لخطاب ضمير المتكلم وضمير المخاطب , هذا الخطاب صنع التماهى والتمازج فى أجزاء الصورة الفنية فخلق منها سبيكة ذهبية تسمى نص شعرى كهذا دال على مستوى فائق فى توظيف الجملة الشعرية ومستوى أكثر تفوقا فى خلق صورة شعرية ناطقة قادرة على الارتفاع بوجدان الملتقى الى حالة اللهب المشتعلة فى الذات
"فلا تصدقيني إذا رسمتك
بملامح أنثى مثقلة
بمواسم الفتنة والغواية
فقبلك قد رسمت
جرحًا..!
مرتعش النهايات، يستحم
بطهر الملائكة
والعاشقين..
ينفضُ عنه كل صباح
ذباب الموائد..ينتشي بــ ضحكِ
الصبايا ، وأصوات القصائد.."
هذا التضفير ايضا يصنع لذة التلقى فهو يملأ فراغات الخطاب بين الضميرين بحالة تدفق شعورى نابض بجرح الذات هنا فقط نشعر أننا ننصهر فى بوتقة وجدان هذه الذات وتجرنا الى عالمها الشعرى فنحلق فيه وهذه القصيدة تدفع الخطاب الشعرى الى البعد عن الخطابية الشعرية فى النصوص العربية الى نص فلسفى عميق ويرى شعراء " الترابادور الفرنسيين" أن امتزاج الألم بالغزل يخلق حالة من التوهج الروحى تنطبع على بياض الصفحة فى نص يتخذ من الانزياح الروحى مسدات تعبئ الجملة الشعرية فى غير تقريرية ولا خطابية وثقله بالفرح الممزوج بالحزن وفيه تطهير لروح المتلقى وهذا ما اراه فى هذا النص البديع
مرة أخرى فريدة أحييك على هذا الجمال الشعرى ايتها الشاعرة الجميلة
لك كل محبتى وتقديرى
..
|