بين فكيّ كماشة التهويد و التهجير
أثنتي و ستون عاماً مضت، و العرب يتأرجحون بين تجاذبات المصالح الخاصة مع الولايات المتحدة و أوروبا و بين وهَمّ مفاوضات السلام الصهيوني المزعوم.
أثنتي و ستون سنة مرت، و ما زال الأحتلال الصهيوني يجثم على أنفاس أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل و في الخارج يُذيقهم صنوف الأضطهاد اشكالاً وألواناً .. يجثم فوق صدر الأمة العربية من محيطها الى خليجها يتراقص على تأجيج نيران النعرات الطائفية و وقد فتنة العصبية القبلية.
أثنتي و ستون عاماً، و ما زال الأحتلال الصهيوني ماضياً في كسرِ شوكةِ الفلسطيني و تبديدِ حقوقهِ المشروعة.. ما زال ماضياً في ترسيخ دعائم مخططاته في تهويد الأرض المقدسةِ و نهبِها.
ها هو الأن يُجدد العهد و الوعد بطرد سكان الأرض، ليعود بالقضية الى دوائر الوصاية و التبعية.
ها هو يُصدر أمره العسكري بأعتبار الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية و في القدس المحتلة من قطاع غزة أو غيرها، مُقيمين غير شرعيين، و متسللين.
لقد أصدر هذا الكيان السرطاني أمره المشؤوم مُتسلحاً بدعاوي واهية و زائفة كأنتهاء مدة التصاريح و الأقامة!!!.. و غير ذلك من الذرائع الكاذبة في سبيل إستكمال مخططاته الأستعمارية في إقصاء و تشتيت أبناء البلد في شكلٍ جديد من الترانسفير و التهجير لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
ما زال هذا العدو يضرب بعرض الحائط، بِلا كلل كل القوانين الدولية التي تنص على وحدة كافة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، في القدس المحتلة، و في قطاع غزة.. وحدة جغرافية و سياسية واحدة تنطبق عليها أتفاقات جنيف و لاهاي و القوانين الدولية و الأنسانية.. فلا يجوز لسلطة الأحتلال المس بوضعها أو تغيير طابعها الجغرافي و الديموغرافي، أو المس بسكانها و حقوقهم بالتنقل و السكن.
إن ما يقوم به هذا الأحتلال سيء الذكر ما هو إلا إنتهاكاً مُمنهجاً لحقوق الأنسان الفلسطيني.. بضوءٍ أخضرٍ من الأدارة الأمريكية، لتسهيل إنتهاك المقدسات و نثر المستوطنين و بناء المستوطنات.
ما كان ليحدث كل هذا من تهجيرٍ أو تهويدٍ أو أستيطانٍ أو قتلٍ و أعتقالٍ لو أن أبناء الشعب الفلسطيني و شعوبنا العربية وضعوا حداً لحالة الأنقسام و التردي التي تعصف بأمتنا العربية و الأسلامية، و لولا تنصل قادتنا المياميين من مسؤلياتهم و واجبتهم الوطنية و الأخلاقية.
الى متى ستبق أسرائيل ماضية في القضاء علينا و أفنائنا؟؟؟
الى متى سنبقى في سُباتنا.. في ظلمات الطائفية و فتنة العصبية القبلية، و الساطور الصهيوني يُقطّع أوصالنا إرباً إرباً؟؟
متى سنحشد الجهود الجادة من أجل المصالحة الوطنية؟
متى سنعيد وحدة صفنا المبعثر و كلمتنا؟؟.. التي بدونها سيُطبق الأحتلال فكه المفترس ليس على فلسطين وحدها بل على بقية الوطن العربي.