[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مرحبا بك أستاذة ناهد

1- ما هي انطباعاتك عن الشعر المغربي ومن هم الشعراء المغاربة الذين تستهويك القرءة لهم؟
الشعر المغاربي في حالة صحية جيدة فهو متنوع و مفتوح على قضايا تثير اشتهاء الكتابة كما أنه يشكل روافد رائعة للأسئلة الوجدانية و الفلسفات الذاتية مما يجعله قادرا على التواصل مع الآخر.
أحب أن أقرأ لنفسي أولا و لبعض الشعراء الذين أجدهم مميزين< الشاعر ياسين عرعار..محجوب بلول..مي غول..سمية محنش...سعيد حرير..الزبير دردوخ..عبد الحليم مخالفة..نصر الدين حديد..نسيمة أبو صلاح..نجيب جحيش..ناصر لوحيشي.. و هي أسماء شعراء من الجزائر الحبيبة أتواصل مع نصوصهم كثيرا.


2- في الساحة الأدبية ظهور شعراء يكتبون تحت أسماء مستعارة هل هذا هروب من الواقع ؟ أو خوفاً من الفشل ؟

هؤلاء الشعراء أنظر إليهم بإيجابية في حالة ما إذا كانوا يوقعون نصوصهم بأسماء مستعارة لإغفال أسمائهم الحقيقة التي تكون ذائعة الصيت وهذا ليجنوا النقد الحقيقي البعيد عن المجاملات و التملق..أما كي يصنعوا ميزة فأعتقد أن النص وحده يصنع التميز لا الشخص ولا اسمه.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

الأستاذ المحترم عبد الحافظ بخيت متولي أهلا و سهلا بك و أرجو أن ترقى أجوبتي إلى ذائقتكم:

1- كيف يرى بغداد خارطة الشعر العربي الآن؟

حين أنظر إلى الساحة الشعرية لا أجد الكثير من الأسماء التي تستحق لقب شاعر فالأكيد أن الإعلام ينفخ بعض الوجوه الطفيلية من أجل أن تبرز أكثر لكن من خلال حضوري في بعض المهرجانات و احتكاكي بالمنتديات أقول أن هناك جيل رائع من الشعراء يتحدى كل المظاهر السلبية التي يسعى إلى تجسيدها المسؤولون عن الثقافة في الوطن العربي إرضاء لأصحاب النفوذ...و باختصار فخارطة الشعر العربي تبين لنا أننا أمام ظهور أصوات شعرية جديدة تغطي غياب البعض من عمالقة الشعر في القرن الماضي.

2- وكيف يرى دور النقد العربي في خدمة الإبداع؟

مع الأسف الشديد الساحة الأدبية تفتقد إلى نقاد حقيقيين يعنون بالأدب فالدور المنوط بالناقد شبه غائب في مجال الابداعي في الكتابة العربية و يبقى الاستثناء في بعض المهرجانات و الأيام الأدبية و بعض الدراسات التحليلية التي لا تكفي لمسايرة المنتوج الغزير و هنا لا بد من الإشارة أن خدمة الابداع في العبث أصبحت حكرا على وسائل الاعلام الرديئة و التحليلات المجاملة و أصبح عندنا ما يسمى الناقد المجامل كما أن هناك نقد شخصاني بعيد عن الموضوعية و نقد آني لا يستغرق الوقت الكافي للالمام بجوانب العمل الابداعي و أعتقد أن الدور النقدي ليس غائبا بل مغيبا عن قصد فالذين نراهم اليوم من طفيليين على الشعر كانوا وراء غياب أدوار مهمة للنقد تفضح ضحالتهم و خساستهم...و شكرا.

- هناك مقول تقول أننا لا نملك نقادا بل نملك مترجمين فما رأيك سيدى ؟

سؤالك هذا فيه شقين ففي الأغلب نحن لا نملك نقاد بأتم ما تعنيه الكلمة من فحص و تمحيص و دقة في التحليل للكتابة الأدبية وهذا ما جعل البعض يلصق صفة المترجم على من يغرق في المعايير الغربية من خلال تناوله للوظائف البنيوية و التفكيكية من خلال آراء غربية محضة لا تتوافق و النصوص العربية و هي الحقيقة التي يجب أن نقف عليها و نعترف بها فالشعر هو ما قالته العرب و ناقده لن يكون إلا ملما و قادرا على استخراج عصارة هذه اللغة الأم فالناقد يكون و اللغة المعنية في طريق التحليل على ساق واحدة بدون الأخذ بمعايير لغة أخرى.

3- هل تعتقد أنه يمكن قيام نظرية أدبية عربية الآن؟

لا أراهن على قيام نظرية أدبية عربية الآن و السبب أن الكثيرين حاولوا تنظير الأدب و وقعوا في فخ حب التميز و كبرياء الذات فقيام أي نظرية لا يكون إلا على أسس متينة و عبر منهجية سليمة تتوافق مع الواقع...أنا لست متشائما فالأرض خصبة و يمكن أن تستنبت تظريات أدبية لكن يجب توفير الظروف الملائمة و مناخ مناسب بعيد عن الطفيليين ودعاة الأدب و النقد و الكتابة فنحن نحتاج لوقت طويل للجلوس مع ذواتنا كلما أقبلنا على مشاريع أدبية مثل هذه.
( قلت في محفل عام منذ عدة أيام أن الأدب والفكر الثقافي في المغرب العربي أفضل منه في المشرق العربي ولي مبرراتى فلم يعجب البعض قولي )فما رأيك سيدي؟

أعتقد أنك أشرت إلى موضوع مهم جدا لكن لا أعرف ما هي مبرراتك التي جعلتك تبني عليها رأيك فدعني قبل أن أجيبك أن أحيي فيك الشجاعة الأدبية و الحقيقة أنني أقف إلى ما ذهبت إليه في طرحك المميز بناء على مجموعة من الآراء

*المغرب العربي له ارادة كبيرة في جيله الجديد من أجل كسر احتكار المشرق و اثبات الهوية الأدبية و لو على حساب الهوية اللغوية
*لا يمكن نكران أن الموقع الجغرافي وقرب المغرب العربي من أوربا الغربية جعله يتمسك أكثر بالروحانية أمام ماديات هذه الأخيرة فالتصوف أدبا أخرج من رماد الأدب الجاف نار ابداع جديدة.
*ان الأفكار الموجودة في المغرب العربي في حركية مستمرةو هي متجددة بحكم أن هناك مزيج هائل من الثقافات و القيم و القوميات ساهمت في تنوعها.
*إن عدم اعجاب البعض برأيك هو تحدي يضاف أمام هذه الطاقات الإبداعية في المغرب العربي لقول كلمتها شعرا ورواية و نقدا ودراسات أدبية فالارادة في بلاد المغرب تكبر يوما بعد يوم لخلق كيان أدبي حقيقي هناك.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]


أهلا و سهلا بالشاعر و العزيز على القلب الأستاذ طلعت سقيرق

سيكون جوابي عن أسئلتك يا أخي الفاضل مختصرا و أجد أن كل سؤال سيكون له جوابه المنفرد...
و على بركة الله نبدأ بالأول

- رغم الوعد بقرب صدور ديوان " قناديل منسية " أعتبر أن هناك تأخرا في الصدور .. برأيك هل هناك سبب يبرره تغير الزمن ؟؟..

أقول إن الشعر الحقيقي صعب أن ينشر بينما العبث نجد له مساحات شاسعة للنشر فالأدباء يقضون وقتهم لابداعاتهم وحين يريدون نشر العمل الأدبي يجدون أنفسهم أمام تجار وليس ناشرين. كما أن النشر على مستوى بعض المؤسسات الثقافية لا يحتاج أن يكون المنتوج الأدبي جيدا بل أصبح يستلزم ذلك وجود علاقات ومحاباة وهي أمور تفشت في كل القطاعات وبالتالي فالأديب أصبح يغتنم فرصة المناسبات ليركب هذه الموجة لعله يظفر بما لم يحققه من دور النشر والمؤسسات الثقافية إلا أن هذه المناسبات غالبا ما تكون في صالح من لا يستحق ولذا أرجو أن تكون هناك سياسة نشر واضحة مستقبلا بعيدا عن الطرق الملتوية.
بالنسبة لقناديل منسية أعتقد أنها منسية حاليا إلا عند بعض الأصدقاء الذين هم على اطلاع بتلك القصائد.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مع أخي طلعت سقيرق


- سأقف منك موقف المستغرب قليلا مع احترام رأيك الذي يخصك ولا دخل لي به ، كيف تقول إنك تستحضر كل نساء العالم عندما تكتب قصيدة الغزل .. أين دور الملهمة يا صديقي؟؟..هل تصر على أنها أوسع من مجر ملهمة ؟؟..


استحضار جميع نساء العالم لا يكون في قصيدة غزل فقط بل في كل شعر أو قصيد أو نثر فالمرأة حاضرة في كلماتي فأنا لا أنكر دور الملهمة لكنها هي بدورها تحيله إلى شخصيات الملكات فالمرأة هنا متعددة بتعدد الملامح و الرمزيات الموجودة في النص الشعري و بالتالي فوجود أكثر من أنثى في عوالم القصيدة هو اعطاء ملامح مختلفة للحبيبة أو الملهمة و إيجاد مثاليات راقية تناسبها.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مع أخي طلعت سقيرق

- فعلا أحب صديقي بغداد أن أقف أمام الدافع الأول للكتابة .. خاصة أنك تكتب بلغة قوية رائعة ..هل لذلك ، إضافة للموهبة الكبيرة ، دور في جعل شعرك سهلا ممتنعا ؟؟..


الدافع الأول للكتابة هو إرساء مجموعة من القيم الإنسانية العالية و أعتقد ان النزعة نحو الحرية و الجمال تسمح للشاعر أن يفتح ذاته على أفق من الابداع كما أن هناك شيء ضروري و هو أن يؤمن الشاعر بذاته الشاعرة و يضع فيها ثقته و آماله و طموحاته.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]
مع أخي طلعت سقيرق


- تذكرني بجرير فأنت فعلا تغرف من بحر .. ولا تنحت من صخر .. ما هي المحددات والدوافع والجزئيات التي شكلت ذلك ؟؟


جرير شاعر أحبه و أجده صاحب قامة شعرية طويلة جدا و ما تشبيهك لي به إلا من باب ذائقتك الراقية فأنت لا تجامل و لكي أتطرق مباشرة إلى المحددات و الدوافع و الجزئيات أقول أن الاشتغالات الشعرية عند بغداد كانت و لا زالت تأخذ بمبدأ الوصل و التواصل مع موروثنا الشعري الأصيل و تكفر بمبدا الفصل و الانقطاع عن كل ما هو جميل فالدافع الأكبر هو النهوض بشعرية حقيقية قوامها التجربة الفريدة و الاحساس العميق بأن الشعر هو الانسان فالأكيد أن من يبكي لأوجاع غيره و يفرح بابتهاج اخيه شاعر في صمت فالشعور السامي أورغانون الكلمة الشعرية التي تنتظر شاعرها لتحلق في سماوات الخيال.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مع أخي طلعت سقيرق

5- لغتك العربية قوية تملك زمام أمرها بل تقودها بدراية رائعة .. ليتك تحدثني عن تداخلك مع المفردة بشكل يعطيك هذه القوة التي تفرح فعلا ؟؟...


بغداد سايح عاشق الكلمة العربية يزرع الحروف في الشفاه ابتسامة مشرقة بالبوح الجميل وينسج من حرير المحبة ابداعا، فهو شاعر يثق باللفظ حين يخدم قضية الانسان ومن حسن حظه أن له من اسمه ولقبه نصيب، فقد نلتُ من اسمي بغداد أسئلة الذات الشهية المفتوحة على الحيرة والهوية وإثبات القيم الحضارية، أما من لقبي سايح فأنا سائح في بقاع المعاني وأسير في دروب الشعر رغم ظلام التهميش الدامس وفي يدي قنديل نوره الحبر والكلمات ... باختصار بغداد سايح هو الانسان الحر المتوهج شعرا تبعته عيون المفردات و طاردته المحابر.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مع أخي طلعت سقيرق

- كتاب الجزائر متميزون معتزون بإبداعهم ، هم يستحقون ذلك لأن أدبهم وإبداعهم قويان فعلا ، يفترض أن نجد حسب الظروف من استعمار وسواه غير ذلك .برأيك كيف قفز الإبداع الجزائري هذه القفزة ؟؟..


هي شهادة أعتز بها لكوني شاعرا جزائريا و للحقيقة أقول أن توفر عنصري الارادة و التحدي ساهما بشكل كبير في ايجاد مساحة أدبية جزائرية فالارادة في رؤية الضاد تتفتح في بساتين المغرب العربي ورودا جعلت الأدباء الجزائريين يسعون الى الاحتكاك الحقيقي بشعراء أثبتوا جدارتهم كما أنهم لامسوا التجارب الحقيقية لكبار الروائيين و المثقفين العرب كما ان الاستعمار أنجبت لغته كتابا جديرين بالمتابعة و فيما يخص التحدي فأجد أن هناك جيلا من الشباب المميز ابداعا يسعى الى كسر الاحتكار الأدبي و الفكري في المشرق و يسعى الى النهوض بأدب راقي و شعرية مميزة مبنية على التلاقح الجغرافي و التاريخي باعتبار الجزائر محطة مهمة لكثير من الثقافات الانسانية و تشكل أهم الروافد للآداب العالمية نظرا لانفتاحها الفريد من نوعه على الآخر.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مع أخي طلعت سقيرق

7- سأقف عند خاصية أجدها قوية عندك وهي المناكفة .أو لنقل المشاكسة .. في شعرك وكلامك .. هو طبع الشباب .لكن عندك مبالغة رغم أنك تملك حبا كبيرا رائعا .. فقط وبصراحة يا صديقي لماذا ؟؟..

أعجبني هذا السؤال كثيرا و أرجو أن يعجبك الجواب أكثر فببساطة بغداد سايح من النوع الذي يتمسك بأفكاره كما يتمسك الانسان بالحياة و التائه في الصحراء بقربة ماء لذا يجد البعض الحاحي و اصراري على صواب فكرتي عنادا فأنا لا أقبل أن تدحض أفكاري إلا بناء على براهين مقنعة و حجج سليمة منطقيا.

[/frame]

[بغداد سايح]

[frame="14 98"]

مع أخي طلعت سقيرق

8- تملك كل مواصفات شاعر الغزل التي تعطيه فرصة التميز ، الجمال ، الشعر العذب القوي ، الحضور البهي ، وأظن ولست استطيع الجزم حلاوة الإلقاء .. هل هذه الأشياء لها كبير التأثير في تميز شعرك ؟؟..


كل المواصفات التي أشرت إليها موجودة لدى الشاعر بغداد سايح بما في ذلك حلاوة الالقاء لكن الأجمل من كل هذا أن يقف شيء آخر وراء تميز الشاعر بغداد سايح وهو حضور المرأة العظيمة باعتبارها الوجه الثاني للقصيدة و هنا أترك مصطلح المرأة العظيمة مفتوحا على عدة احتمالات كما أنني دائما أجد أن أعظم شاعر قرأت له هو نفسه بغداد سايح وربما هذه الثقة بانعدام شاعر آخر أثناء مداعبة اللفظة لها أقوى تأثير.

[/frame]