[frame="15 80"]
القصيدة 65
--------------
كنغمةِ البحر أو أعمق
بأصابـع العينيـن أكـتـبُ للنـسـا
ء ..لوردتيـن تقبّـلان يـد الأمَــلْ
تتفتّحـانِ رسالـةً حـمْـراء تــقْ
رؤهـا مسافـاتُ الطُفولـة بالقُـبـلْ
و لزهرتـيـنِ تعشّـشـان حكـايـةً
في تربـة القلـقِ المعتّـق كالخجـلْ
و تضمّخـان أخـي بأنـداءِ العـرو
بةِ فـي تجاعيـد الزمـان إذا أكـلْ
و لنجمتيـنِ تغـردان علـى غصـو
نِ الموتِ حين الخوف في جسد أفـلْ
يمتـدّ ضوءهمـا ظـلالا تـزرع ال
حدقاتِ في وجه الحصى لترى الجبـلْ
و لنحلتيـنِ تُعانـقـان زنـابـق ال
شهداء..تختـرقـان جــدران الأزلْ
يأتي الرحيقُ إليهما طفلاً بغير خطـى
و تأتـي الأمُّ مـنْ دمِـهـا عَـسَـلْ
لحمامتيـنِ بوشوشـاتِ الغـار تـنْ
طلقانِ أحلامـاً فتُسكـب فـي المقـلْ
لتصيـرَ دمعـاً عنكَبوتـيَّ الـهـويّ
ة ينسجُ الغـد فـوق أهـداب الوجـلْ
لفراشتيـنِ تطـاردان ِاللـيـل بــوْ
حاً يُسقطُ الظلماتِ مـن كفّـيْ هُبـلْ
فتُكسّـر َالأحقـاد أجنـحـةُ الأنُــو
ثةِ كلّمـا أكلـتْ أبـاً أرض الخَبَـلْ
بأصابـع العينيـن أكـتـبُ للعـيـو
نِ..تصبّني شعراً وتشربنـي صـورْ
و تـدقُّ أجـراس الدمـاء فتستـفـي
ق رموشها في كفّ عاشقهـا حجـرْ
بعيونهـنّ أرانــب الـدمـع الــج
ريء تفرّ منْ ظمإٍ إلى وطن الجـزرْ
حيـث الحيـاءُ سحابـة ورديــة ٌ
و الموتُ بالنظـرات تُسقطنـا مطـرْ
عينـانِ تغتسـلان بالعشـق الـمـذا
بِ كزقزقات النور فـي خـد القمـرْ
تتدفقـانِ شـعـاعَ أغنـيـةٍ فـيـنْ
بُت َعازفُ المجدِ البعيـد بـلا وتـرْ
عينـان تفترسـان صمـتَ الذكريـا
تِ و تنزفـانِ بوجـه أمّتِنـا عِـبـرْ
منْ بؤبؤينِ يصارعـانِ ذيـول لـي
لٍ تمضيـانٍ إلـى شوارعـنـا دررْ
عينـان سنبلتـانِ قمحهمـا جــرو
حُ الأرضِ نجمعها و يعجُنُهـا القـدرْ
تتـوضـآنِ بدهـشـةِ الدم..تكتـبـا
نِ الريح بسملة ًعلـى ورق الشجـرْ
عينانِ في كـفّ البكـاءِ وفـي جيـو
بِ الذكريات تفتشـانِ عـنِ البصـرْ
قـدْ تبْصـرانِ الحـقّ فـوق جـوادهِ
أو تُبصرانِ الفجرَ في رحـمِ الحُفـرْ
بأصابـع العينيـن تكتُبنـي انحـنـا
ءاتُ الحقيقة خلف أسـوار الصُـدفْ
حـرفـاً نـقـيّ الأرضِ أوسخـهـا
يقيء على جدار البوح أزمنة القـرفْ
حرفاً يخـزّنُ فـي عروقـه ظلمـة ً
فتسيـلَ أنغـامُ الصبـاحِ إذا نـزَفْ
حرفاً إذا ألقـوهُ فـي جـبّ الوغـى
ألقـى قميـصَ محبّـةٍ كفّـاً لِـكَـفْ
حرفـاً إذا العتبـاتُ قــدّتْ أمنـيـا
ته ألبستـه السنبـلاتُ سنـا الشغـفْ
حرفـاً بغـزةَ لا يعانـقُ صفـحـة ً
إلا تفتّـحَ بسمـة ً فــوق الجِـيـفْ
فنسـاءُ غـزّةَ يغتسـلـنَ بدمـعـه
نّ يصرنَ في عنق الثرى درر الشرفْ
يخرُجن مـن شفـة الهـلال مدينـة ً
بيضاءَ تملؤهـا المواجـع ُ بالخـزفْ
و يلِجن بيـت الشعـر أوردة ً تـص
بُّ لحـن أسـى بنايـاتِ الأســفْ
يخطِفن من نبضاتـه قلـب الصغـي
ر ..يعِدنـهُ مثـل اللآلـئ للصَـدفْ
إنْ لـمْ يعُـدْ متوهّجـاً مـنْ يـمّـه
بعصا النبـوّة ِ أو بنـار أو صُحُـفْ
يحْملـنَ فـي أرحامهـنّ غمـامـة ً
و ضياء زيتونٍ و شمسـا..لا نُطَـفْ
[/frame]