فخـذ مقـالـةَ مـن للـشعـر مرتـقبُ
الـشـعر..ليس كـمـا ظـنّـوه أمـسيةً
يـأتـيك مـن كـلِّ صوبٍ شـاعرٌ عجبُ
هـذا يـقيء قـريضًا فـوق مـن حـضروا
لا طـعـم فـيـه ولا عـطـرٌ ولا طـربُ
وذاك يـحـكـي سـوالـيـفًـا مقـززةً
تـرى الحضور مـن الإعجاب قـد هـربوا
وتـلـك تـلقـي عـلى الجمهور مـوعظةً
تكـاد مـن لـبسها أثــداؤهـا تـثـبُ
وشاعـرٌُ عـند وقـت الظهـر مـلمـحـهُ
حول الـمـدارس فـي سـيّـارة طـلـبُ
وشـاعـرٌ ظــنَّ أنَّ الـشـعـر قـافـيةً
تـرى الـقصيدةَ فـيها الفكر مـضـطـربُ
والـنحـو مـنْـحنِـيٌ والـصرفُ مـنصرفٌ
والـطـرحُ مستـهلكٌ والـفـنُّ مـغـتـربُ
والـوزنُ مـنكسـرٌ والـسحـرُ مـنـعـدمٌ
والـشـعـرُ مـن شـدّة الـتخبيصِ منعطـبُ
والـصـوتُ بـعبـعةٌ والـسّـردُ جـعـجعةٌ
مـثـل الـرضيعِ طـوال الـليلِ يـنـتـحبُ
الـشـعرُ..لـيس كـمـا ظـنـّوه ثـرثـرةً
ولا قصـائـدَ نــثـرٍ أيـّـهـا الــعـربُ
الشـعـرُ..حــالــة إلـهـام يُـسـطّـرهُ
حـسٌ لـذيـذٌ مـن الأعـمـاقِ يـنـسكبُ
ودرّةٌ مـن حـضـيض الـفـكـرِ تـخرجها
وجـمـرةٌ خـلـف بــاب الرّوح تحتجـبُ
وشـمـعـةٌ مـن لـهـيـب الـحبرِ تشعلها
وعَـبـرةٌ بـغـطـاء الـسحـر تـنـتـقبُ
لا بـارك الـلّـه فـي شـعـرٍ تــؤلـفـهُ
لا بـيـت فـيه كـمـا الـبـركان يلتهـبُ
عـذراً صـديـقـي إذا لـمـلـمـتُ أمتعتي
يـكـاد رأسـي مـن الـتقـزيـز يـنـقلبُ
ولـلّـه بعد نـهـيـق الحـمْـرِِ فـي أذنـي
نـويـتُ مـن سـاحـة الآدابِ انـسـحبُ