ماذا تعني أن تكون هناك هالة نورانية محيطة بكيان كائنة بشرية مميزة عن باقي مثيلاتها من البشر ...!
ماذا يعني الذكاء والحكمة والقدرة على الآدراك والفهم لتلك الكائنة في عالم غير محسوس ...!
ماذا يعني جمال الروح ودفئ القلب ... لقلب بعيون لا يراه البشر الا ببصيرتهم ...!
ماذا يعني الصمت وقت لا منطق من الكلام ... مع منطق الصراخ والعربدة بسياط القمع ...!
ماذا يعني الصبر بمرارته لآنسانة رقيقة حساسة ... وقدرتها على حمل مزاجية متقلبة شائكة ...!
انها انسانة من كوكب بعيد ... كانت فيه زهرة نجمية بضياء ونور يحمل السلام بلا كلام ... فقدت مدارها بين النجوم وهبطت على كوكب الارض ... وتنقلت بين أرجاء المعمورة ... عشقت سماء النجوم وأحبت البحر بما فيه من أسرار وكلام ودرر ...
أمواج الحياة بكل ما فيها من تناقضات ... قاومتها... ورفضتها ... تمردت على قيم ومفاهيم مفروضة ... أعلنت استقلال دولة ( القناعة ) هي مفتاح للصدق مع الذات ... رفعت علم واحد لا تراجع لا استسلام ... ووقفت بوجه عواصف الغربة والتشتت ... وقالت : سأحتوي عالم الظلم بحكمة وصمت ... لن أدخل بعد اليوم بجدل ( بيزنطي ) ليهدم أعصابي ... لن أتحول لكفن أبيض ملون باملااءت الغير ... سأحتفظ بحقي بقول لا ان لزم الامر بصوت عال جداااا ...
اعتبرها الجلاد ... متمردة ... مارقة ... خارجة عن قانون الجاذبية الارضية ... كبلها بقيود فولاذية بسلطته الذكورية ...
بحكمتها الكونية حولت القيود الى أكاليل من الياسمين ... كانت تحلق بسماء روحها ... على جناح قلبها بعالم أكبر من سعة الكون ... حولت دمعتها الى بسمة ... وبؤسها الى نافذة من الامل ... تكبر كل يوم ...
هي انسانة مميزة اليوم بروحها وقلبها ... ويقتات جسدها الفاني على نورانية شمعة لن تنطفئ أبداااا ...
ويبقى السؤال ... هل لنور تلك الشمعة مصدر ... أم نورها ذاتي المنبع ... وهل يمكن للقلب أن يحيا على بقايا همسة تائهة بخيط ذكريات وان غابت هي حاضرة ...
أمثال هذه الانسانة واحد في المليار ... ولكن هل تستطيع أن تحافظ على جذورها ...
لدي الثقة الكاملة أنها أقوى من قرف الحياة ... هي قاهرة للعواصف وأعاصير الظلام ... خطاها ثابتة ... قادرة ... حكيمة ...
لعلها خليط عجيب غريب ... ولكنها صادقة مع نفسها ... واضحة مع غيرها ... قد تكون الامل المفقود بعالم الوفاء المعدوم ...
ولكنها موجودة ... نعم هي موجودة ... رغم فناء الوجود .
