التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,830
عدد  مرات الظهور : 162,251,280

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > الرسم.والفن.التشكيلي.والكاريكاتير والخطوط > الرسم و الفن التشكيلي و الكاريكاتير
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28 / 02 / 2008, 04 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
فتحي صالح
فنان وناقد تشكيلي وصحفي

 الصورة الرمزية فتحي صالح
 




فتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond repute

فن المعتقل في تجربة الفنان - زهــدي العــدوي - التحدي و المواجهة

فن المعتقل في تجربة الفنان زهــدي العــدوي التحدي و المواجهة
فتحي صالح

كنت أتأمل رسومات المعتقل التي نشرتها وسائل الإعلام الفلسطينية لتزين جدران المخيمات ، هذه الأعمال المرسومة بألوان الشمع و المذيلة باسم الفنان و الموسومة بعبارة " معتقل عسقلان " كانت تشدنا بعنف و تحلق بنا في فضاء الوطن و تقربنا إلى ساحته ، و كانت تثير فينا انفعالات الإعجاب و الدهشة و الإجلال و التقدير الكبير لأولئك الذين يحولون قماءة الاحتلال إلى تحد يتلون بإرادتهم القوية ، و يصطبغ بعمق وعيهم ، و كنا نتساءل كيف يستطيع أولئك القابعون تحت ظروف الاعتقال أن يبدعوا أعمالاً بهذه الروعة من الألوان التي تمتلئ حياة و حيوية بتقنيات بسيطة !!و كيف تخترق القضبان لتصل إلينا !!؟؟ و اسئلة كثيرة كانت تدور في البال حينها . و شاءت الظروف أن ألتقي بالفنانين زهدي العدوي و محمد الركوعي بعد تحررهما عام 1985 ، و هنا أفرد الحديث لإضاءة تجربة الفنان زهدي العدوي الذي تحدث إلي في أكثر من لقاء . و أرى أنه من المفيد أن أوجز سيرته الفنية قبل الاعتقال لتوضيح أثر المعتقل بأعماله فيما بعد .
فهو من مواليد مخيم النصيرات في غزة عام " 1952 " التي هاجر أهله من اللد إليها بعد عام " 1948 " ، و يبدو زهدي العدوي الطفل مولعاً بالرسم يتنقل هنا و هناك حاملاً بكفه الصغيرة طباشير يخط بها على جدران المخيم رسوماته الأولى التي سرعان ما كشفت عن طاقة هائلة تتفجر إلى الحد الذي مكنه من رسم البورتريه لشخصيات فنية و هو ما يزال في التاسعة من عمره ، و أياً كان مستواها فقد لفتت إليه الأنظار و جعلته محط إعجاب و دهشة من المحيطين به ، الأمر الذي جعل مدرسيه يكلفونه بالكثير من الرسومات التوضيحية لدروسهم ، بالإضافة إلى تكليف الإدارة له برسم لوحات توجيهية و دعائية كبيرة على جدران المدرسة .
في المرحلة الإعدادية يبدأ التميز أكثر ، و التشجيع من قبل المدرسين و المحيطين يمنحه دافعاً أكبر لمواصلة العمل ، فكان يغتنم خلواته ليرسم الطبيعة ، أو يرسم مقلداً الفنانين .
و في عام " 1967 " يغتصب الاحتلال الصهيوني قطاع غزة ، و ينخرط زهدي العدوي في العمل الوطني عام " 1969 " و هو طالب في المرحلة الثانوية ، حيث وصل في دراسته إلى التوجيهي " الثالث الثانوي " ، ثم انتقل إلى مركز التدريب المهني الـ " VTC " قبل أن ينهي التوجيهي .
إلا أنه في 8/4/1970 ، و هنا تبدأ قصة مرحلة من النضال صاغته ثقافياً و فنياً و وطنياً ، فقد استطاع أن يحصل على التوجيهي ثلاث مرات و هي أعلى مرحلة دراسية سمح لهم بها .
أما على صعيد العمل الفني فهي قصة طويلة تحمل المغامرة و المخاطرة ، فقد حصل المعتقلون بعد إضرابهم عن الطعام على بعض حقوقهم و منها الدفاتر و الأقلام ..
و هنا لم يستخدم زهدي دفاتره بغرض الكتابة ، لكنه بدأ ينمي هوايته في الرسم ، فقام بدراسات سريعة " كروكيات " لزملائه استراقاً ، و استفاد من مميزاتهم الشكلية و التعبيرية فحصل على قوة تشريحية للأشخاص ، و عندما بدأ يرسم صورهم الشخصية كانت تدريباً مهماً وظفه فيما بعد في بناء اللوحة الفنية ..
و لأن الدفاتر تسلم إلى إدارة المعتقل فقد لفتت إليه الأنظار و جلبت له المضايقات ، لأن العدو يدرك خطورة هذه الممارسات عليه ، خاصة عندما تصبح هذه الأعمال متداولة بين المعتقلين ، وتغدو محرضاً قوياً و وسيلة للسخرية كما هو الحال عندما تناول بلوحة أشبه بالكاريكاتورية غدارة السجن و ضغوطها الوحشية بشخص مدير السجن الذي صوره بذنب طويل متشعب والمناضلون يمسكون به و يقومون بقصه ..
لم تنه القصة هنا بل تبدأ بإرادة أقوى و تحد أشد ، لقد أوجد الفنانون طريقة لتهريب ألوان الباستيل لداخل السجن الذي سيشهد منذ الآن ولادة فن المعتقل و تطوره يوماً بعد يوم .. و قد اتخذوا من أغطية الوسائد بعد أن قسموها إلى " محارم " مسرحاً لأفكارهم و انفعالاتهم في جو من المغامرة حيث كان المعتقلون يوفرون لهم الجو الأنسب و يقومون بالتغطية عليهم حتى لا تكتشف الأعمال و تصادر و يزج بالفنانين في الزنازين ، و حين تنتهي الأعمال تخبأ بطرق ذكية إلى حين تهريبها ببراعة و جرأة لتصل إلى الجهات المسؤولة خارج المعتقل ، فتقام لهم المعارض في المناسبات الوطنية كما حدث في جامعة بيرزيت ، و جامعة النجاح ، و الجامعة الإسلامية في غزة حيث شكلت هذه المعارض ملاحم وطنية لا توصف .. و أقيمت لهم معارض في لبنان ، و كذلك في المركز الثقافي السوفييتي بدمشق قبل تحررهم بعشرين يوماً في 1/5/1985 للفنانين زهدي العدوي و محمد الركوعي تحت عنوان " رسوم المعتقلين وراء القضبان " .
لقد أثارت هذه الرسوم جنون المخابرات الصهيونية و إدارة المعتقل حين عجزت المداهمات المستمرة و التفتيش المكثف عن ضبط هذه الأعمال و منع تهريبها الأمر الذي حدا بأحد ضباط الأمن الصهيوني أن يهدد زهدي العدوي معبراً عن عجزه و غيظه قائلاً : ( .. أنا لو أستطيع الآن لقطعت أصابعك .. لقد رأيت أعمالك في الخارج .. ) .
و إذا وقفنا قليلاً مع أعمال الفنان زهدي العدوي التي رسمها داخل المعتقل نجدها تتسم بعدة سمات تميزها عن أية تجارب أخرى ، فهي مدرسة بحد ذاتها ولدت تحت ظروف قاهرة بإرادة قوية دون تأثر بالمدارس الأخرى .
لقد نمت و نضجت خلف القضبان حين أخذ النضال شكلاً آخر في المواجهة ، يلاحها الإيمان الراسخ بالحق و التصميم والمثابرة .. فكانت أقلام الباستيل و أغطية الوسائد هي الوسيلة التي عبرت عن الوعي السياسي الذي سبره التنظيم العالي و الدقيق ن و الوعي الثقافي الذي انبثق من المعاناة و الاضطهاد ، مما أفرز شكلاً فنياً ذا جماليات خاصة اعتمدت على مخيلة الفنان و ذاكرته وتطلعه إلى الحرية و إلى حياة مشرقة الألوان زاهيتها .
فالتكوين ينفلت من البناء الهندسي إلى البناء الحر المعتمد على ذوق رفيع لعلاقات العناصر التشكيلية و قد حكمتها موهبة عالية صاغت ذاتها خارج الإطار الأكاديمي فأوجدت لها تكوينات متفردة بلغتها و محاكاتها لما يهجس في البال لتبشر بولادة فن جديد " هو فن المعتقل " فالعناصر تتكتل أحياناً في وحدة ديناميكية كل عنصر فيها يتولد من الآخر ليشكل استمرارية لباقي التكوين و يفرض نفسه كعنصر هام .
و أحياناً تظهر هذه العناصر ضمن تكوينات مستقلة في المضمون الواحد ، على أنها مرتبطة بتواصلها اللوني ، و قد تربطها مجموعة أخرى من العناصر الموصلة التي بلعب دور الوسيط في ربط التكوينات فيما بينها . و تأتي الألوان مشرقة ، زاهية تضفي على التكوينات ألقاً خاصاً لا نراه إلا في رسومات المعتقل ، و كأنها ردة فعل صارخة على الألوان الكئيبة بدءاً من لون الثياب الحمراء القانية القاتمة ، و أوعية الطعام و الشراب الصفراء الباهتة ، و الجدران ذات اللون الكريمي البشع ، إلى عدم وجود الأشجار و الخضرة ، و انتهاء بالزنزانات المظلمة الرطبة ...
و تشترك الألوان مع التكوين لتصب في خدمة الموضوع الذي يتشعب أحياناً ليحمل مجموعة أفكار متكاملة و مترابطة ، و كأنها نص أدبي يروي قصة موجزة ضمن مجموعة من الرموز و المؤشرات البصرية ، كالمرأة التي هي رمز الأمومة و الخصب و العطاء و الوطن ، و الشمس التي لا بد لها أن تشرق ، و القضبان المحطمة ، والأسلاك الشائكة المقطعة ، و الحصان الجامح ، و المشعل المضاء ، و البندقية ، و الكوفية ، والمناضل ، و قبضة السجان بهراوته الملطخة بالدماء .. الخ . فاللوحة هي بناء أدبي ثوري بصياغة فنية تشكيلية ضمن قوالب جمالية خاصة ، تستحق كل ما جنته من التقدير .



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فتحي صالح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 03 / 2008, 27 : 07 AM   رقم المشاركة : [2]
آنست نوراً
ضيف
 


رد: فن المعتقل في تجربة الفنان - زهــدي العــدوي - التحدي و المواجهة

بارك الله فيك

استاذ فتحي

فقد عرفتني على رمز من رموز القوة والتحدي والصمود

الفنان التشكيلي زهدي العدوي

ومقاومته للسجن والاعتقال بالألوان

يستحق الاجلال و التقدير

لأنه يعمق فينا التحدي ومقاومة العجز واليأس





لك مني فائق الشكر

التعديل الأخير تم بواسطة ناهد شما ; 02 / 12 / 2010 الساعة 16 : 03 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 19 / 09 / 2010, 45 : 07 PM   رقم المشاركة : [3]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: فن المعتقل في تجربة الفنان - زهــدي العــدوي - التحدي و المواجهة

شكرا أستاذ فتحي على تعريفنا بنموذج فلسطيني جديد للتحدي و استخدام الفن وسيلة للتواصل والتنبيه للقضية.
تحيتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 09 / 2010, 33 : 09 PM   رقم المشاركة : [4]
فتحي صالح
فنان وناقد تشكيلي وصحفي

 الصورة الرمزية فتحي صالح
 




فتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond repute

رد: فن المعتقل في تجربة الفنان - زهــدي العــدوي - التحدي و المواجهة

الأخت العزيزة نصيرة :

رغم أحلك الظروف ، و أكثرها مراة و مأساوية ،
تبقى بؤرة من الضوء داخلنا ، لا تخبو أبداً ،
منها تفاؤلنا ، و حرصنا المستميت على قادم جميل
يلفح وجه البسيطة بنور الجمال الخالد ،
نور الحق و العدل و الخير ...

شكري الجزيل
مودتي
تقديري
فتحي صالح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 09 / 2010, 44 : 01 AM   رقم المشاركة : [5]
آمنة محمود
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية آمنة محمود
 





آمنة محمود is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: غزة

رد: فن المعتقل في تجربة الفنان - زهــدي العــدوي - التحدي و المواجهة

بوركت وجزيت خيرا

أخ فتحي

موضوع رائع

وسيبقي المعتقل للرجال

وبالرغم من عظم المصاب سيبقى الأسري شامخين

رافعي رؤوسهم ولن يحنوا هامتهم إلا لله عز وجل

نسأل لله الحرية لجميع أسرانا البواسل

اللهم آمين اللهم آمين

تحياتي
توقيع آمنة محمود
 

اللهم أربط علي قلوب أسرانا وثبت أقدامهم وأنصرهم يا الله
آمنــــــة محمــــــــود
آمنة محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 10 / 2010, 57 : 10 AM   رقم المشاركة : [6]
فتحي صالح
فنان وناقد تشكيلي وصحفي

 الصورة الرمزية فتحي صالح
 




فتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond repute

رد: فن المعتقل في تجربة الفنان - زهــدي العــدوي - التحدي و المواجهة

سعدت لمشاركتك أخت آمنة

وعل ّ يوماَ يجيء قريباً ..
قريباً يجيء ..
بلون الحياة
يصير الأسير طليقاً
و يفنى الغزاة ..

تقديري و احترامي
فتحي صالح غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحدي فتيحة الدرابي فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 4 27 / 03 / 2013 28 : 01 PM
التحدي الشربيني المهندس الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 1 30 / 11 / 2011 58 : 02 AM
رسائل إلى حبيبي المعتقل هدير الجميلي الخاطـرة 148 24 / 05 / 2011 17 : 12 AM
الثورة المضادة في مصر: كيف المواجهة؟ منى هلال أحداث وقضايا الأمّة 1 08 / 03 / 2011 02 : 07 PM
رسالة من المعتقل .سميح القاسم نصيرة تختوخ الشعر المعاصر 0 18 / 08 / 2008 19 : 05 PM


الساعة الآن 13 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|