اجد نفسي أمام معاناة من نوع خاص .. معاناة صامتة تتداخل فيها الأحاسيس .. لكن الإحساس باليأس و العجز يطغى على كل المشاعرالأخرى فيحيل الحياة إلى حجيم لا يطاق .. كلمات تطفو ملمحة لعجز يقابله ضجر يقوى حتى يصيرقنوطا .. الرتابة .. القلق .. صقيع العلاقات .. الغربة .. الخيبة .. متاهات الخوف .. الانكسار.. الألم .. المرارة ..
نحن إذن إزاء امرأة حائرة .. تريد أن تعيش أحلامها و تتثدر بدفء ذكرياتها .. تريد أن تطلق العنان لأنوثتها .. لكنها تصطدم بما يخيب الأمال ..
تشحذاللحظات من قلب الذكريات فتخونها الذاكرة .... لماذا تظنها ستملك خاصية الوفاء .
شىء ما يشدها الى القاع معاندة قوانين الطبيعة ومنه قانون الطفو .
هنا يبدأ الصراع .. صراع النفس و غريزتها .. صراع الجسد و شبقيته .. صراع العقل و إملاءاته ..
ما الحل ؟ .. تعترف له بالإنصاف رغم تساؤلها .. لكن اقتراحه لا يعني الحل ..
تتساءل هل كان منصفا عندما خيرها بين بقاء ظالم بغيابهورحيل أظلم معه .... أمران أحلاهما مر .
تختتم القصة بلوم و عتاب .. فرغم العجز والرتابة و الملل ، فإنها لم تستسغ هجرانه الذي أضفى على الحياة ، رغم برودتها صقيعا ..
قرر الهجـــــــــرة .... أغلق أبواب الحوار ... أحرق السفن كلها منذ سماعها تقديم استقالته ووضع اعلان للبيعوالأرق لايفارق عينيها... تفضحها هالات سوداء تعسكر فوق ... تحت جفونها و تعجز كلأدوات الزينة عن اخفائها وتساؤل يلح بحجم العمر .... كيف يهدم صرح سنين من الجهدوالكفاح المشترك ويطلق صدره للريح لايملك غير الأمل فينهمر العمر ..... نتفا ثلجية ... ومتاهات .
حياك الله عنايات .. استمتعت بهذه القصة أيما استمتاع .
أدام الله تألقك في سماء الإبداع