غنّيتُ للمنتدى 
 
 
السَّيْفُ يَصْمُتُ لَمَّا تُفْتَحُ الْكُتُبُ*** وَفِي الطُّفُولَةِ يَبْنِي جِدَّنَا اللَّعِبُ
 
 
هَلْ تَعْلَمُ النَّارُ شَيْئًا حِينَ تُحْرِقُنَا*** وَهَلْ تَأَلَّمَ مِنَ لَذْعَاتِهَا الْخَشَبُ
 
 
أَمَّا أَنَا فَإِلَى حَيْثُ اسْتَعَادَ دَمِي*** حَيَاتَهُ سِرْتُ لَمَّا نَادَتِ النُّخَبُ
 
 
كَأَنَّنِي الطِّفْلُ يَزْهُو حِينَ تُرْهِقُهُ*** أَلْعَابُهُ وَيُغَذِّي رُوحَهُ الشَّغَبُ
 
 
أَوْ حِينَمَا يَعْتَلِي قَصْرًا يُشَيِّدُهُ*** وَتَسْتَقِرُّ عَلَى أَبْوَابِهِ اللُّعَبُ
 
 
يَا مُنْتَدَى النُّورِ هَلْ تَدْرِي مَدَى وَلَهِي*** لَمَّا تَغِيبُ عَنِ الرَّيْحَانَةِ السُّحُبُ
 
 
إِشْرَاقُ دَالِيَةٍ فِي حُضْنِ سَاقِيَةٍ*** فِي صَحْوِ بَادِيَةٍ يُمْحَى بِهَا التَّعَبُ
 
 
سَافَرْتُ أَحْمِلُ أَشْوَاقِي وَأَزْرَعُهَا*** لِتَأْكُلَ الزَّادَ مِنْ أَوْرَاقِيَ الْحِقَبُ
 
 
أَرَاكَ يَا مُنْتَدَى الأَنْوَارِ شَمْسَ هُدًى*** مِنْهَا اسْتَمَدَّتْ سَنَا أَنْوَارِهَا الشُّهُبُ
 
 
يَكْفِيكَ نُورٌ وَيَكْفِي وَحْدَهُ أَدَبٌ*** فَكَيْفَ لَمَّا تَلاَقَى النُّورُ وَالأَدَبُ
 
 
غَنَّيْتُ أَحْلَى أَغَانِي الْحُبِّ تَصْحَبُنِي*** فِيهَا الْمَعَانِي الَّتِي يَحْلُو بِهَا الطَّرَبُ
 
 
لِي هَهُنَا إِخْوَةٌ يَدْرُونَ شَوْقَ دَمِي*** وَلِي هُنَالِكَ أُمٌّ لِي هُنَاكَ أَبُ
 
 
شَهَادَةُ الْمَوْلِدِ الأُولَى رُسِمْتُ بِهَا*** فِي الْمُنْتَدَى وَتَجَلَّى الإِسْمُ وَاللَّقَبُ
 
 
هُنَا انْتَسَبْتُ صَغِيرًا كَيْ يُزَيِّنَنِي*** لَمَّا أُفَاخِرُ أَهْلَ النَّخْوَةِ النَّسَبُ
 
 
تَزْهُو الْجَزَائِرُ إِشْرَاقًا إِذَا اعْتَنَقَتْ*** دِينَ الْمَحَبَّةِ فِي عَلْيَائِهَا حَلَبُ
 
 
وَمَوْطِنِي حَيْثُ يُعْطِي الْحُبُّ بَاقَتَهُ*** وَحَيْثُ مَاءُ الْهَوَى فِي الْقَلْبِ يَنْسَكِبُ
 
 
لاَ تَسْأَلُونِي عَنِ الْعِشْقِ الْقَدِيمِ فَلاَ*** يُقَالُ لِلْعَاشِقِ الْوَلْهَانِ مَا السَّبَبُ
 
 
سَجَدْتُ عِنْدَ تُرَابِ الْمُنْتَدَى وَأَنَا*** إِلَى مَحَارِيبِهِ كَالطِّفْلِ أَقْتَرِبُ
 
 
شعر: إبراهيم بَشَوَات
 
 
24 أكتوبر 2010