التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,831
عدد  مرات الظهور : 162,257,993

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > التراث الفلسطيني > الأقسام > المدن و القرى الفلسطينية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22 / 02 / 2008, 37 : 10 AM   رقم المشاركة : [11]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: رام الله

[bor=660033]
صباحكم أجمل\ أرض العالي تعلا


شجرة تاريخية تحطمت بالعاصفة الثلجية في رام الله
"بعدستي الشخصية"


صباحكم أجمل\ أرض العالي تعلا
منذ أسبوع والأرصاد الجوية والصحافة والإعلام تتحدث عن الثلوج وموجة البرد والصقيع القادمة، وما أن بدأت موجة الرياح والمطر أو أمس الاثنين مساء، إلا والكل استعد أن الغزو الأبيض قادم لا محالة صباح الثلاثاء، غزو قد يستمر عدة أيام ويعطل كل شيء تماماً، هكذا كانت أجواء رام الله النفسية وحديثها الوحيد تقريباً، وفي الأمس وفي السادسة والنصف صباحاً كانت الهواتف تدق عليّ تسألني كيف الوضع في المدينة، فبحكم أني تقريباً في وسط المدينة فقد حولني المعارف والأصدقاء القاطنين في الضواحي والمناطق الخارجية عن المدينة إلى نقطة استعلام، ولم تكن هناك من ثلوج أبدا بل قليل من حبات البرد وأمطار وبرد شديد، بحيث كان الجو لا يسمح بالمغامرة للخروج والتجوال كالعادة، لذا بقيت جالساً أحتسي الشاي تارة والقهوة تارة أخرى والتهم بعض من قطع حلويات دمشقية وصلتني بالأمس من هناك، من صديقة عزيزة وغالية فأخرجت من تلافيف الذاكرة ذكرى أيام دمشق والشام، التي عشت بها بعض من زمن لا ينسى، وأشعلت شوق لتلك البلاد الجميلة بعد غياب اثنان وثلاثون عاماً عنها، بقيت حتى الثامنة أتأمل المطر لتأتي موجة بسيطة من الثلج لم تستقر أبدا، ولأكتشف أن المؤسسات قد عطلت أعمالها، وأن المواطنين استعدوا للثلج فلم يخرج أحد، وأن الشوارع استمرت فارغة وكأنه حظر تجوال، ولم تفتح معظم المحلات أبوابها، فحرمنا من الحركة وحرمنا من الثلوج أيضاً، وإن لم يحرمنا الله من نعمة المطر الذي لم يتوقف حتى ساعة نومي.
كان الضباب يغطي المدينة، وكلما فتحت النافذة قليلاً لتغيير الهواء كان البرد يقتحم الصومعة، فلم أجد إلا أن أجدد طقوس الوالدة في طفولتنا، حين كانت تقاوم البرد بإعداد وجبة شهية من العدس الجميل، فمارست هذا الطقس الجميل وأعددت وجبة عدس جميلة لم يشاركني بها إلا صديقي التوأم الدكتور هاني الحروب، محاطة بالفجل والبصل والفلفل بنوعيه الأخضر الحار والشطة والليمون، فقد اختفى باقي أصدقاء الصومعة في أوكانهم ولم يحضر أحد منهم.
ورغم البرد الشديد قضيت أوقاتا جميلة خلف زجاج النافذة اتأمل المطر الذي ينقر زجاج نافذتي، وأتأمل الضباب الذي غطى المدينة فحجب الرؤية، وإن أزعجني أن الحمام لم يخرج ويزورني ويتناول وجبته اليومية، ويمتعني بهديله الجميل، فقضيت النهار بين وقفة إلى النافذة وقراءة في ديوان شعر جميل وصلني، والرد على بعض الرسائل حين تتكرم الشبكة العنكبوتية بالعمل، واستعادة ذكريات وحلم بحل وعدت به ينهي أسري الذي يكاد يكمل أحد عشر عاماً في مدينتي الجميلة رام الله، بدون أن أتمكن من الحركة حتى لأقرب مدينة، أو السفر لعمان الطفولة والشباب ورؤية الأهل والأحبة والأصدقاء وبيتي وأسرتي.
هذه الأجواء أعادت للذاكرة ذكريات الطفولة والرغبة بمواصلة الحديث عنها، فقد انتقلنا من بيتونيا إلى سطح مرحبا من أحياء البيرة شقيقة رام الله التوأم، في بيت واسع وجميل ومستقل، لكنه كعادة والدي بعيد عن الجوار، وهذا كان يسبب لي معاناة في إحضار الأغراض لوالدتي من البقالة الأقرب، والتي تكون بعيدة عن بيتنا عادة، ولعل هذا ما غرس في داخلي القدرة على المشي لمسافات، بحيث أصبح السير على الأقدام هواية يومية أمارسها أينما كنت، ولكن أكثر شيء أزعجني في بيتنا الجديد رغم جماله وسعته، أن المنطقة تفتقد الغطاء الشجري، وأن الأراضي متروكة لا تنبت بها إلا العواسج والأشواك، مما أدى لوجود الأفاعي التي قتلت منها والدتي العديد حين كانت تتسلل إلى شرفة البيت أو حديقته الجرداء، والتي استغلتها الوالدة بالزراعة بحيث أحالتها إلى حديقة جميلة معطاء، ولكني افتقدت الجلوس بين الأشجار وأكل الفاكهة الطازجة عن الشجر مباشرة في بساتين بيتونيا، فأصبحت أكتفي بالجلوس على الشرفة المطلة على شارع القدس أقرأ الكتب والمجلات، أو العب مع شقيقي الأصغر جهاد صديق الطفولة والمشيب.
النقلة من بيتونيا للسكن الجديد كانت نقلة حضارية كبيرة، فهنا لدينا كهرباء وليس "لمبة الجاز"، وبادر الوالد بإحضار ثلاجة لحفظ الطعام وموقد يعمل على الغاز، وأصبح لدينا مذياع نستمع منه إلى صوت العرب والمسلسلات الإذاعية، ولم أعد أسمع ضجيج "بابور الجاز" في إعداد الطعام والشاي، وأصبح لي ولأخوتي غرفة خاصة بنا، ولم نعد ننام وندرس في المطبخ كما كنا في بيتونيا، وصرت استحم بحوض استحمام "بانيو"وماء يسخن بواسطة "كيزر" يعمل على الحطب، بدلاً من الاستحمام ب "اللجن أو الطشت" المعدني، وتسخين الماء على "بابور الجاز"، والأهم بالنسبة لي كان أن الماء يضخ بواسطة مضخة كهربائية من البئر إلى الخزان فوق أسطوح البيت، فارتحت من انتشال الماء بالدلو ورفعه إلى السطح، فاكتشفت كم للحضارة ممثلة بالكهرباء من فوائد رائعة وعظيمة.
عام دراسي كامل بقيت في مدرسة بيتونيا رغم الرحيل، متحملا السير الطويل وبرد الشتاء وحر الصيف في الذهاب والإياب من المدرسة، فأكملت فيها ثلاث سنوات دراسية من أجمل سنوات الدراسة في حياتي، حتى انتقلت لدراسة الصف السادس الابتدائي في مدرسة البيرة الجديدة، والتي لم تترك في روحي أي أثر طيب، حتى أن مستواي الدراسي تراجع فيها، ولا اعلم إن كان السبب هو تغير الأجواء بين المنطقتين، أم تغير نمط المدرسين وقسوتهم في التعامل، أم تغير أسلوب المدرسين الذين اعتدت عليهم عن المدرسين الجدد، وإن كنت قد أحببت مدرس اللغة الانكليزية المرحوم الأستاذ هاشم، ولكنها فترة قصيرة حتى كان طريح فراش المرض لينتقل إلى رحمة الله تعالى بعدها، وسرنا في جنازته متأثرين ومتألمين، حتى واريناه الثرى في مقبرة البيرة، وحين عدت للوطن وقفت بجانب المقبرة لأقرأ الفاتحة على روحه، فمن المستحيل أن أعثر على قبره بداخل المقبرة بعد هذه السنين وأنا لا أعرف إلا اسمه الأول، والمقبرة قد توسعت كثيراً عبر ثلاثين عاماً من الغياب القسري.
عامان قضيتهما بهذا البيت الجديد حتى حصول حرب حزيران والهزيمة المنكرة التي لحقت بالجيوش العربية ووقوعنا تحت الاحتلال، لكن هذه الفترة شهدت مني عشق خاص لرام الله، فقد كان يحلو لي التجوال فيها، بيوتها جميلة وأشجارها وارفة وكثيفة، أهلها طيبون فلا مجال للشعور بالغربة فيها، شوارعها نظيفة وهوائها منعش وجميل، وفي الصيف كنا نشهد فيها مهرجان رام الله ومهرجان البيرة، وكانت بتلك الفترة مصيف فلسطين والأردن، وقبلة الزوار العرب وخاصة من الخليج، فكانت "الدشاديش" البيضاء تملأ شوارعها صيفاً، وفي تلك الفترة أيضاً سمعت عن الانطلاقة الأولى للثورة الفلسطينية، في الأول من العام الف وتسعمائة وخمس وستين، وسمعنا باسم الشهيد الأول في الثورة المعاصرة الشهيد أحمد موسى والأسير الأول محمود بكر حجازي، وفي هذه المرحلة الطفولية سمعت عن انقلاب في الجزائر ضد أحمد بن بيلا وخلعه من الحكم، فتألمت لأن بن بيلا ارتبط بذهني كمجاهد وقائد لثورة الجزائر التي تركت أكبر الأثر في روح طفل، ولعل الحدث الأبرز مشاركتي بمظاهرة ضد الاحتلال على اثر غارة السموع البشعة التي تركت العديد من الشهداء المدنيين الفلسطينيين والعسكريين من الجيش الأردني، إضافة لهدم بيوت بالعشرات ومدرسة ومسجد وعشرات الجرحى، فتحرك الشارع غاضبا بمظاهرات استمرت أسبوعين، وفي اليوم الأول الذي خرجت به مع الطلبة تعرضت للضرب بهراوة من شرطي، والحقيقة لم أكن أدرك لماذا أُضرب وأنا أشارك بمظاهرة احتجاجية، ولم أنسى شكل الشرطي حتى أتيح لي أن أراه بعد فترة يريد أن يصعد بحافلة ركاب، فسارعت بضربه بحجر انتقاما من ضربه لي وسارعت بالفرار، وشعرت أني استعدت كرامتي الطولية المهدورة على هراواته، وان كان هذا سلوك طفولي شعرت كم كان ردة فعل طفولية حين كبرت، فالشرطي يتلقى الأمر وينفذ حرصاً على راتبه ووظيفته لا غير.
صباح آخر يا رام الله مع المطر والبرد وفنجان قهوة جميل وقطعة حلوى دمشقية طيبة، وروح طيفي ترف في فضاء صومعتي، وفيروز تشدو بكل الجمال:
"يا حبي الراجع أهلا، يا غالي وغالي أهلا، صارت سمانا أحلا والجبال إليّ عنا أعلى، شفتك والدنيا قبالي، وأيام تعن عا بالي، ويا ثلج ثلوج عا العالي، ويا ارض العالي تعلا، عا الدنيا كلها تعلا".
صباحكم أجمل.
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 20\2\2008
[/bor]

  رد مع اقتباس
قديم 29 / 02 / 2008, 36 : 10 AM   رقم المشاركة : [12]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: رام الله

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


شتاء رام الله 2008
"بعدستي الشخصية"




صباحكم أجمل \ ذاكرة الهوى والانتظار
صباحك أجمل يا رام الله بعد أيام جميلة من المطر، صباحك أجمل وأنت تفتحين ذراعيك للربيع القادم، وأنا انظر في تجوالي اليومي بشائر الربيع والأزهار التي بدأت تتفتح والمساحات المكسوة بالعشب الأخضر الجميل، مشاعر مختلفة تجول في روحي وأنا أجول بين الدروب وجمالها، أقف في أكثر من نقطة تطل على الغرب فأرى البحر حين يصفو الجو، وأملأ صدري من نسائم تهب مع الريح الغربية معبقة ببحر يافا وحيفا وعكا، فأهمس لروحي، لقد طال البعد يا وطناً يسكن منا الروح والنفس.
بعد انتظار طويل قارب الأحد عشر عاماً من تاريخ عودتي للوطن، وبعد رفض أمني متكرر من سلطات الاحتلال، نلت الموافقة أخيراً على بطاقة الهوية الفلسطينية، ومنذ يوم الخميس الماضي بدأت نقطة تحول كبيرة في حياتي، بدأت في إجراءات استخراج بطاقة الهوية، تلقيت المئات من الاتصالات الهاتفية والرسائل عبر الشبكة العنكبوتية تهنئني، تلقيت العشرات من الزوار لصومعتي مهنئين، حتى أن نظام حياتي المعتاد تأثر بالكامل، لكني ما زلت أعيش تحت تأثير التناقض في المشاعر، وهذا يذكرني كيف حين نلت حريتي بعد خمسة سنوات اعتقال، واجهت مشكلة في التعايش مع جو الحرية، وبقيت فترة ما أن تغيب الشمس وأنا جالس في حديقة بيت أهلي أو في الشرفة، إلا ووجدت نفسي أدخل البيت فوراً، وكأنه موعد دخول الغرف في المعتقل، ولم أستطع أن أستوعب بسهولة البقاء لوقت طويل في استقبال وتوديع المئات من المهنئين ، مما سبب لي بفترتها نوبات من الصداع المزعج، وها أنا تنتابني نفس المشاعر بعد إحساسي أنني وبعد أن أضع البطاقة في جيبي، ربما يمكنني أن أتنقل بين المناطق المختلفة وأن أسافر أيضا بحرية، فيتغير نظام حياة استمر كل هذه السنوات.
والحقيقة أن الحصول على الهوية الفلسطينية كان هدف أصر عليه، وإن كانت البطاقة لا تغير في انتمائي شيئاً، فالوطن يسكن مني الروح، فمنذ عدت للوطن ودخلت بوابتة ، دأب الاحتلال على رفض الموافقة على الرقمالوطني وعلى لم الشمل وقام بسحب إقامتي وعدم تجديدها، حتى وصل هذا الرفض الأمني إلى ستة عشر مرة، ويمكنكم أن تقدروا كيف يمكن للمرء أن يبقى أسير مدينة لا يستطيعمغادرتها إلى أقرب قرية إلا بترتيبات وإجراءات عديدة، كيف يحرم من أسرته وأهله الذين يعيشون في الخارج، كيف يكونعلى أعصابه حين تدخل دوريات الخفافيش المدينة، وكيف يكون معرضا للاعتقال والتسفير في كل لحظة، رفضت المغادرة وأن أكون معأسرتي، رفضت ذلك وقلت: أنا ابن هذا الوطن ولن أغادره، فأنا كالوطن سنديان ضارب الجذور فيه، ووجودي هو الشرعي وليس وجود الاحتلال، لذا سأبقى وأترنم بالأغنية القائلة: صامدون هنا صامدون هنا خلف هذا الحصار الرهيب، صمدت وتحملت حتى أن ابنتي الوحيدة تزوجت في الشتات ولم أحضر زفافها، والدتي منذ فترة بالمستشفى ولا أقدر أنأكون بجانبها، لكنه الوطن أغلى من الابن ومن الأم ومن الروح، كثيرون تساءلوا لما تبقى وبإمكانك أن تذهب لأسرتك وتعيش مع أسرتك وأهلك.. كنت أنظر لهم مستغرباً هذا الطرح وأقول لهم: صراعنا مع الاحتلال صراع وجود وإرادة.. فلا بد أن ينتصر الوجود في النهاية وتنتصر الإرادة.. فلا يجوز أبدا بعد هذه المسيرة الطويلة أنأحني هامتي، ولا يجوز أن أكتب عن الصمود والوطن وأخالف قناعتي بما أكتب.. أيهاالأحبة جميعا.. إنها الإرادة وانه الوطن ولكل من عبروا عن فرحتهم بحصولي على بطاقة الهوية باقات من ياسمين رام الله وحبق الناصرة.. معكـمأبقى ومع صباحات الوطن ودوماً سأقول لكم.. صباحكم أجمل ولنحلم بيوم تمنح الهوية فيه لكل فلسطيني من خلال سلطة وطنية فلسطينية حرة في وطن حر وليس بموافقة الاحتلال، وللابنة جدل التي كتبت نصاً جميلاً تحت عنوان: صباحكم أجمل \هوية.. هوية، وقالت فيه من ضمن ما قالت: "إلى الأستاذ زياد جيوسي أباً وصديقاً...وجزءً من سماء الوطن.. أردت أن استعير كلماتك فقط فاستعرت ذكرياتك وهواجسك وهمومك، أردت أن أصمت طويلاً وأن أكف عن ثرثرتي، ولكن ماذا أفعل للورق الأبيض الذي يحاصرني وينتظر منحه بعض الروح، يا صديقي، أعتقد أنك قريبا ستسافر إلى عمان، ستعبر الجسر مع العابرين، وترى حدود الدولة التي ما كانت، وربما ستشعر بالحزن عندما يبدأ القتلة بالتلصص على أشياءك الحميمة، وتكتب من هناك شيئاً من الفرح الممزوج بحزن الابتعاد عن رام الله ولقاء الأهل، وتشتاق لتفاصيل الحياة اليومية هنا، وأنا سأشتاقك، وأكف عن حساب احتمال لقاءك صدفة في الصباح، ولكني أعلم أنك ستعود وتقضي صيفا مفعماً بالحيوية في رام الله، أردت أن أقول لك مبروك الهوية ولكل منا طريقته في التهنئة..."، أقول: يا جدل هي رام الله كانت وستبقى.
هي رام الله العشق الأول والأخير، لا أستطيع أن أتخيل وجودي خارجها بسهولة ولو بزيارة، وحين اتصلت بي الأخت جانيت ميخائيل رئيس البلدية مباركة لي قالت: نبارك لك لكننا لن نسمح لك أن تغيب عن رام الله، فقلت لها: وهل عن رام الله من بديل؟ ما الحب إلا للحبيب الأول.. فمن بين الأربعة مدن التي سكنتني من بين عشرات المدن التي عرفتها، كانت رام الله وعمان هي المتميزة والتي أحملها معي أينما كنت وذهبت، بحيث أن المدينتين تتمازجان في روحي بطريقة غريبة.
أقف لنافذتي في هذا الصباح المبكر والبارد بعد جولة قصيرة في المدينة، أقرأ في ديوان شعر للصديقة الشاعرة الرقيقة إيمان عرابي، أقرأ قصيدة الغريب بترنم ومتعة، ورغم قراءتي الديوان مرات عدة منذ أن وصلني منذ عدة أيام مزينا بإهداء بخطها الناعم ، ورغم قراءتي للقصائد العديد من المرات قبل أن تجمع بديوان أنيق، وكان لي مع بعض القصائد فيه قراءات متعددة، ومع باقي القصائد تعليقات عبر الشبكة العنكبوتية، إلا أني كلما قرأت فيه مجددا أجد فيه شيئاً جديداً آخر، فأعود لأوراقي التي خططت فيها مشروع قراءة في الديوان وأجري تعديلا من جديد.
أمتع روحي بموسيقى الحمامات وهديلها في زيارتها الصباحية لنافذتي، وتعود بي الذاكرة لحديث الطفولة في هذه المدينة قبل أن نغادرها على اثر هزيمة حزيران لعام 1967، فأستذكر كيف كانت وكيف أصبحت، حتى أني حين عدت إليها وبرفقة شقيقي جهاد، أتينا من نابلس وأوقفنا سيارته بجوار البيت الذي كنا نسكنه في سطح مرحبا، وسرنا على الأقدام من هناك كما كنا نفعل صغاراً، فجلنا حي الشَرفة مستذكرين كل بيت من البيوت القديمة التي كانت، وكل ذكريات طفولتنا في الشوارع التي نسير، ومارسنا طقوس كنا نمارسها أطفالاً، فأكلنا شطائر الفلافل من مطعم عبدو في شارع القدس، مستذكرين كيف كانت الشرطة تضطر لوضع شرطي ينظم الدور ويمنع إغلاق الطريق من المنتظرين أن يشتروا بعض من أقراص الفلافل، وسرنا في شارع الإرسال مستذكرين كيف كانت الأشجار تتشابك بين الرصيفين، وكيف أصبح الشارع يشكو قلة الشجر بعد أن نمت هذه البنايات الضخمة كالفطر الأسمنتي، وسرنا في شارع ركب بعد أن عبرنا ما كان يعرف بدوار المنارة والتي هدمها الاحتلال، وأعيد بنائها من جديد في عهد السلطة الفلسطينية، وإن كانت تماثيل أسودها الأصلية قد سرق بعض منها الاحتلال، ولم ننسى أن ندخل محل البوظة الذي منح الشارع اسمه، لنتناول أطباق منها مستعيدين مرور ما يزيد عن ثلاثين عاما بين الجلستين، وأكملنا المسير حتى قلب بيتونيا مارين بالمدرسة وبيتنا الذي سكناه هناك، عائدين لرام الله مستذكرين كل بيت وكل شجرة عرفناها أطفالا، متحدثين عن كثير من الطرائف التي جرت معنا، فجهاد يمتاز بذاكرة ممتازة لتذكر هذه الطرائف وإضفاء جو من المرح بالإضافات والزيادة عليها حتى يكاد يثيرني أحياناً، جلت وإياه كثيرا في ذلك اليوم وكأننا كنا نريد أن نختزل غياب ثلاثون عاما في يوم واحد، وكان قد تميز عني أنه تمكن من زيارتها قبلي فهو ممن عادوا بالدفعة الأولى للعسكريين والضباط بعد توقيع اتفاق أوسلو، ولم نترك مكانا له ارتباط بذاكرة الطفولة إلا وزرناه، فوقفنا أمام مبنى سينما الجميل الذي كان مغلقا بعد تحوله لمسرح السراج والذي تحول لاحقاً أثناء إقامتي برام الله إلى مسرح القصبة، ووقفنا أمام مبنى سينما دنيا الذي هدم لاحقا وينشئ الآن مكانه مبنى تجاري يحمل نفس الاسم، وأمام مبنى سينما الوليد المغلق حاليا بانتظار هدمه وتحويله لمجمع تجاري آخر، وأمام ما كان يعرف بمطعم نعوم وأغلق منذ زمن، والبردوني الذي ارتبط اسمه بتاريخ رام الله وهدم من شهور ليتحول أيضا لمشروع مبنى تجاري آخر، وفي دوار المغتربين "الساعة" والذي ما زال يا بلدية رام الله بدون ساعة رغم كل الوعود، وإن كان لمتنـزه بلدية رام الله وقفة خاصة ففيه ذكريات طفولة مشتركة كثيرة، فهذه هي رام الله الجمال والشجر والحجر التي كانت في الذاكرة ولم تزل تسكن الروح رغم كل المتغيرات فيها، فكيف يمكن أن تسهل مغادرتها والغياب عنها ولو لفترات قصيرة.
هي رام الله ببردها ودفئها وأمسياتها الثقافية والفنية، فمن معرض بالأمس في المركز الثقافي الفرنسي الألماني للفنان شريف سمحان المحاصر في غزة، والذي أعادتني لوحاته وصوره الفوتوغرافية إلى ذاكرة المخيم، إلى أمسية موسيقية في قاعة السكاكيني مهداة من أصدقاء المرحوم الشاب وجد زعرور لروحه، وجد الذي رحل وترك في الروح غصة وفي النفس وجدا، أمسية جددت الدمع في المآقي والحزن في النفوس عليه، فقد كان وجد الغائب الحاضر كما ستبقى ذكراه في نفوس كل من عرفه، إلى محاضرة في مكتبة بلدية رام الله عن مذكرات سالم الزعرور ومدينة رام الله بدعوة من نادي القراءة في بلدية البيرة، وتقديم من الباحث سميح حمودة، أضاءت لنا عن نظام الحياة في رام الله بفترة الثلاثينات من القرن الماضي، من خلال مذكرات غير منشورة، إضافة إلى العديد من نشاطات لم أتمكن من حضورها لسبب وآخر.
صباح آخر يا رام الله ويا حروفي الخمسة التي بدأت ساعة اللقاء تقترب بعد طول غياب، صباح آخر يا طيفي الحلو الشقي أنت البعيد القريب، وحلم لقاء يقترب أكثر وأكثر، فنجان قهوتنا الصباحي الواحد ولفافة تبغنا ورام الله وشدو فيروزكما اعتدنا تشدو لنا ككل صباح:
"يا طير يا طاير على أطراف ألدني لو فيك تحكي للحبايب شو بني، روح اسألهن علِي وليفه بيسمعوا ومجروح بجروح الهوى شو بينفعه، موجوع ما بيقول عا اللي بيوجعه وبتعن عا باله ليالي الولدنه، يا طير وآخد معك لون الشجر، ما عاد في إلا النطرة والضجر، بنطر في عين الشمس على برد الحجر، وحياة ريشاتك وأيامي سوا وحياة زهر الشوك وهبوب الهوا، كنك لعندهن رايح وجن الهوا خدني ولو شي دقيقة وردني".
صباحكم أجمل.
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 27\2\2008

  رد مع اقتباس
قديم 07 / 03 / 2008, 24 : 10 AM   رقم المشاركة : [13]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: رام الله

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

دوار الساعة في رام الله ليلاً
"بعدستي الخاصة"


صباحكم أجمل \ الكرامة غضب والمحبة غضب
في الأيام الماضية وحين كنت أمارس جولة العشق الصباحية والمسائية لرام الله، وحين كنت أقف بجوار كل ياسمينة وصنوبرة عتيقة، وحين كنت أتفقد الشجيرات التي زرعتها البلدية في الأنحاء لأطمئن عليها أثناء تجوالي، وأحاول أن أُقَوم ما أراه قد أنحنى منها، بفعل المطر والرياح الغربية، وأحفظ مواقعها لأبلغ البلدية لتهتم بها، كنت أشعر بالأشجار تبكي، وبالياسمينات التي "تتعربش" على الحيطان تسكب الدمع، حتى ياسمينتي الغالية الواقعة مقابل المقاطعة، والتي نشأت بيني وبينها قصة عشق خاصة منذ عدت إلى رام الله، شعرتها تبكي، وعذرا من الأعزاء إميل وحنان عشراوي، على إصراري أن تلك الياسمينة لي أنا وهي تتعربش جدران بيتهم الجميل، وهم من يعتنون بها ويدللونها، شعرت بها تبكي وهي ترقب ما يجري، فهذه الياسمينة التي كانت تصر في فترة حصار الرئيس الشهيد، أن تزود المحاصرين بشذاها، فتغَير من رائحة البارود والقذائف قليلاً وتشد من أسر المحاصرين، لا تستطيع أن توصل شذاها للذين يحترقون في غزة.
كيف يمكن للإنسان أن يتجاوز الألم ويكتب؟ هذا هو السؤال الذي كان يجول في داخلي طوال الأيام الماضية، فقد كنت أحترق مع غزة، أحترق مع كل قذيفة ورصاصة، أحترق مع من يحترقوا، مع الأطفال والشباب والنساء والرجال، فالجسد واحد مهما لعبت السياسة والمصالح من خلق تفرقة وتمزيق، وكما قلتها سابقاً: الدم حين يسيل في غزة يصل رام الله، والدم الذي يسيل في رام الله والضفة يسكب نفسه في غزة.
جريمة ومجزرة ومحرقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يدفع شعبنا ثمنها من دمه، وفي الوقت الذي يقف فيه الأحرار من العرب والعالم وقفة شعبية كبيرة بجانب شعبنا، وفي الوقت الذي يتساقط فيه أبناء شعبنا بالعشرات، والدماء تسيل في الشوارع، وأرواح الشهداء تحلق في سماء الوطن، وأنات الجرحى تتعالى، نجد الساسة الأشاوس يتراشقون بالاتهامات، ونجد أن الصراع الداخلي هو ما سيطر على حياتنا، في الوقت الذي كان فيه طيران العدو يسيطر على الأجواء، ودم الشهداء ما زال يروي الأرض حتى اليوم صباحاً، وبدلا من أن يوحدنا الدم المراق والأطفال الذين سقطوا بغير ذنب، وجدنا الساسة يمارسون كل قرف يمكن أن يتخيله ولا يتخيله إنسان، ووجدنا الفصائلية تطغى من جديد، فلا سامح الله ولا دماء الشهداء ولا الزيتون كل من يجد في سيل الدم المراق وسيلة لتحقيق أهدافه الخاصة، وإن كنت أخشى على غزة قبل الآن، فقد أصبحت أخشى الآن على وطن بأكمله ، فقد بدأت أشتم رائحة عفنة منذ قبل الهجوم القذر على غزة، وتصاعدت هذه الرائحة في اليومين الأخيرين، مما ينذر بتكريس تقسيم الوطن فعلياً، وتكريس جهتين متصارعتين يفاوضهما العدو، فنعود لقصة القرد وقطعة الجبنة والهرتين، فالقرد قضم قطعة الجبن قطعة قطعة، في ظل صراع الهرتين على قسمتها.
ليلة الأمس فارقني النوم وأنا من اعتاد النوم المبكر، لم أشعر بالوقت وهو يمر، حتى نبهني صوت شعرته قادم من داخلي، ليقول لي: الساعة قد تجاوزت الواحدة وأنت لم تنم بعد، ومع ذلك تأخرت وأنا أتقلب في سريري قبل أن أنام، فلا بد أن أصحو مبكراً، فما زلت كعهدي أنتظر الشمس كل صباح لأعانقها، وأتمتع بصوت هديل الحمام على نافذتي، فجالت روحي مع روحي، في رحلة ذكريات واستذكار، فجلت بيروت وصيدا، وتنقلت من العرمون حتى مرج عيون، وادي الزرقاء في تونس والقصبة في الجزائر، جلت بغداد وشوارعها، عمان التي أهوى، تمشيت على الدانوب في بلغراد مترنما مع موزارت بسيمفونيته "الدانوب الأزرق"، صعدت قاصيون وحضنتك هناك يا أملي، غمرتنا الروح الإنسانية وحلقت أرواحنا، فلا أجمل من روح الإنسان الحقة، ولا أجمل من الإنسانية، فمتى يمكن للبشر أن يصلوا لمرحلة الأنسنة الحقة، فتسموا الأرواح عن المصالح، وتجول الروح في حرش صنوبر وجمال.
أعود لجمال الذكرى والطفولة، أعود لرام الله قبل أن نغادرها إثر هزيمة حزيران، فتعود إلى الذاكرة صورة مخيم الجلزون، الذي كان يقطن به خال لوالدتي، وكنت أحب زيارته، فالخال كان طيب جدا، وفي المخيم أشعر بالحرية والانطلاق، ومع ابن خال والدتي الذي يقاربني بالعمر، وإن كان يتفوق عليّ "بالشيطنة" كنا نقضي الوقت سوياً، وحين أعود لبيت أهلي كانوا يحتاجون الكثير من الجهد لإعادة سلوكي إلى ما كان عليه.
جاء حزيران والحرب والهزيمة، كانت نذر الحرب وسحبها تطغى على الأحداث، وكانت "الجعجعة" العربية تنطلق في الأجواء، هذه "الجعجعة" التي دفعت جدتي رحمها الله وكانت في زيارة لنا، لأن تبدأ بالحديث صبيحة الحرب عن ماذا ستفعل حين تعود لبلدتها "السافرية" المحتلة منذ النكبة، وتبدأ بتقديم اقتراحات لوالدتي عن أنسب المناطق لبناء بيت لنا والاستقرار في الوطن الذي ظنت أنه سيتحرر، ولم يدر في الخلد أن باقي الوطن وأجزاء من دول شقيقة ستطير أيضا، وأننا سنعاني للعثور على بيت يضمنا في عمان مع والدي، بدلاً من أن نعود للوطن الذي أغتصب ومازال مغتصباً.
وفي صبيحة المعركة غادرنا الوالد حين سمعنا عن بدء المعارك بالمذياع، لبس لباسه العسكري واتجه لموقعه في بيت لحم، وبقينا نحن لوحدنا مع الوالدة، ولن أتحدث كثيراً عن تلك الأيام، فقد سبق أن تحدثت عنها في نص سابق في ذكرى حزيران من العام الماضي، بنص بعنوان: "صباحكم أجمل/ ذاكرة حزيران"، وفي نص آخر بعنوان"حديث الذكريات.. متى نحتسي القهوة في روابي عمان"، ولكن ما أحب أن أشير إليه هو أني وبعد أن عدنا للبيت من البراري والكهوف بعد توقف الحرب، وكنت ما زلت في عامي الثاني عشر وثلاثة شهور لا غير، ذهبت سيراً على الأقدام إلى بيت حنينا في ضواحي القدس رغم منع التجوال، فمن كان سيأبه بطفل يخالف قرار منع التجوال، لأفتش عن والدي الذي كان مصيره مجهولا إن كان عند أقرباء لنا هناك، ومن هناك وصلت إلى القدس التي لم أرى في شوارعها إلا جنود الاحتلال والمتدينين اليهود أصحاب الجدائل واللباس الأسود، جلت القدس برفقة أحد أقراني من أقربائنا البعيدين وكأني أودعها فلم ألتقيها بعدها، وما زلت أحلم أن أصلي في أقصاها وأن أزور قيامتها وأجول في شوارعها العتيقة.
صباح آخر في رام الله، أخرج من صومعتي مبكرا كالعادة، أسير في شارع المستشفى، أصل لدوار الشباب ومن هناك مروراً من أمام مؤسسة قطان، أمر من أمام مقبرة الماسيون، أترحم على من دفنوا هناك، وأواصل السير إلى طريق رافات حتى أصل إلى الفندقين الراقيين هناك، فأتذكر صديقي الكاتب والباحث أحمد القاسم القاطن هناك، فأبتسم وأقول لو كنت احمل رقم هاتفه لهاتفته ليفيق من نومه إن كان ما زال نائماً لنحتسي قهوة الصباح معاً، وأعود ذات الطريق لصومعتي، لأحتسي القهوة مع روح طيفي ومع أملي، ممنياً روحي بلقاء قريب، أستمع لفيروز تشدوا لنا:
"بقولوا صغير بلدي بالغضب مسور بلدي، الكرامة غضب والمحبة غضب، والغضب الأحلى بلدي، ويقولوا قللا ونكون قللا، بلدنا خير وجمال، ويقولوا وشو هم يقولوا شويت صخر وتلال، يا صخرة الفجر وقصر الندي، يا طفل متوج على ألدني.. يا بلدي، ياصغير.. بالحق كبير وما بيعتري.. يا بلدي".
صباحكم أجمل.
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 5\3\2008

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما سر عدم فتنة النساء بجمال رسول الله صلى الله عليه وسلم إشراقات محمود مرافئ الروح في رحاب الإيمان 7 23 / 09 / 2017 27 : 02 PM
لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان إشراقات محمود الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 0 15 / 05 / 2016 21 : 09 PM
حكم قول ( الله يوفقك إن شاء الله ) أي حكم قول إن شاء الله في أي دعاء ناهد شما أدعية و أذكار و فوائد دينية 8 12 / 07 / 2012 51 : 07 PM
أقوال بعض المستشرقين في شخصية رسول الله محمد ( صلي الله عليه و سلم ) د. ناصر شافعي أقوال وحكم عالمية 2 22 / 03 / 2010 58 : 12 AM
وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضوان الله عليهم أحمد ابو البراء تاريخ الإساءة للنبي( صلى الله عليه وسلم) 0 25 / 10 / 2009 28 : 01 AM


الساعة الآن 39 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|