التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,848
عدد  مرات الظهور : 162,315,644

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > منتديات.التاريخ.والجغرافيا > التاريخ
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 12 / 2010, 08 : 10 AM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

mmyz2 القبائل العربية بالمغرب بحسب مخطوطة ابن العياشي.للأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/145.gif');border:2px ridge skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
القبائل العربية بالمغرب بحسب مخطوطة ابن العياشي
القبائل العربية بالمغرب بحسب مخطوطة ابن العياشي
وزير السلطان مولاي إسماعيل *
( 1139 هـ = 1727م )
للأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي


(ت845هـ-1442م ) في كتابه ( البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب) قام العالم المغربي أبو عبد الله محمد ابن العياشي بالكتابة حول القبائل العربية في المغرب (1)، وكما استمد الأول معلوماته من شيخه العلامة ابن خلدون فقد وجدنا أن الثاني بدوره يعتمد بالأساس على كتاب العِبَر لابن خلدون .
وقد ألف بلعياشي كتابه هذا على شرف الأميرة لالة حليمة زوجة السلطان مولاي إسماعيل ووالدة نجله الأمير زيدان الصغير، باعتبارها سيدة تنتسب لقبيلة سفيان التي هي بطن من بطون أَثبج بن ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وقد سمى بلعياشي كتابه "البستان في نسب أخوال سيدنا ومولانا زيدان " .
ويبدو أن الأمير زيدان كان مكلفًا من لدن والده السلطان مولاي إسماعيل بمباشرة الشؤون الخارجية ، الأمر الذي يفسره وجود بعض الخطابات منه إلى حاكم جنوة حول إرسال بعثة مغربية ، تطلب إلى الحاكم أن يعتني بها ويقضي الغرض الذي من أجله راحت البعثة ، وكانت الرسالة تحمل تاريخ أول محرم 1112هـ = 18 يونية 1700م (2). أما عن الأميرة لالة حليمة فقد ورد اسمها ضمن اللائحة الطويلة للذين أو اللاتي حملت إليهم الهدايا السنية من لدن السفير البريطاني شارلس ستيوارت عام 1719م بمكناس .لقد كان اسمها إلى جانب السلطان مولاي إسماعيل وزوجته أم العز وبلقيس وخناتة ، وقد اختصر اسمها هكذا لالة (هيمة) ونعتت بالأميرة الأولى … ومن الطريف أن نجد اسم محمد ابن العياشي ضمن هذه اللائحة التي تنعته بأنه كاتب الملك (1) . ومن حسن حظ بلعياشي أن يقوم بتأليف هذا الكتاب الذي كان الأثر الوحيد الذي حفظ له الذكر بعد المصير الذي كان ينتظره - هو وآخرون - بعد وفاة السلطان العظيم مولاي إسماعيل !!
لقد كان بلعياشي كاتبا وفقيها ومدرسا وعالمًا بل كان رجل دولة له دوره في حل القضايا الكبرى التي شغلت الرأي العام في المغرب ردحا من الزمان.
وعندما يذكر الباحث اسم بلعياشي صاحب "البستان" لابد وأن يخطر بباله السؤال عما إذا كانت له صلة بالمجاهد بلعياشي المتوفى عام 1051 هـ / 1641م والذي ينتسب لأصله العربي من بني سفيان والذي كان له دور مهم في تحرير بعض الثغور المغربية (2). أما عما إذا كانت له صلة بالرحالة أبي سالم العياشي المتوفى سنة 1090هـ/1679م والذي ينتسب على ما يذكر لآيت عياش(3).وأعتقد - حسبما تعطيه القراءة الأولى للتأليف - أن صاحبنا بلعياشي له صلة بالمجاهد العياشي فهو عربي من سفيان - ومن ثمة نجده - من خلال المخطوطة - إلى جانب العرب فيما حل بهم من ويلات . ونجده من جهة أخرى يميل دائمًا إلى تجنب كل ما يحدث تصدعا بين العرب والبربر، فهو يروي الحديث الذي أورده الشطيبـي في كتابه الجُمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن لي أنصارا ولذريتي أنصارا فأنصاري الذين آووا ونصروا ، وأنصار ذريتي البربر الذين يؤون ذريتي ويكرمونهم (4).
لقد قلنا : إن لابن العياشي موضوع حديثنا دورا في حل القضايا الكبرى ، وأقصد في صدر ما أقصده القضية التي عرفت في التاريخ تحت اسـم " قضـية العبيد" والتي حُررت فيها عشرات المراسلات ودُونت حولها التآليف والفتاوى التي كان منها ما وجه إلى علماء الأزهر الشريف بمصر .
وتتلخص في رغبة السلطان مولى إسماعيل ( 1671هـ / 1727م ) لتكوين جيش قوي يكون قادرًا على طرد الأجنبي من سائر الثغور المغربية المحتلة ويكون قادرا كذلك على توحيد البلاد تحت قيادة واحدة .
لقد كان بلعياشي في صدر من استُخرج رأيهم حول الجواب عن سؤال: أي قبيلة يتخذ المغرب منها جنده ؟ فقال ابن العياشي : " إن المنصور السعدي (ت1012 = 1603) كان يتوفر على جيش ما لبث أن تفرق في القبائل فعليكم الآن جمعه، واتخذوه جيشا للخدمة لأنه مملوك لبيت المال ".
وهنا عهد الملك إلى بلعياشي بالنيابة عنه في هذه المهمة الدقيقة وسماه قاضي القضاة ، ولم يخف ابن العياشي من المسؤولية العظيمة الملقاة عليه ، حيث وجدناه يستعين بوكيل الملك الباشا عليلش الذي أخذ في شراء العبيد الموزعين في القبائل المغربية،التي كانت تتنافس حول امتلاك عدد أكثر من العبيد!!
ويبدو لي أن قاضي القضاة بلعياشي كان يعرف جيدًا بأن له خصوما سياسيين يتربصون به الدوائر، لكنه كان شجاعا مؤمنا بأفكاره،ولذلك فما كان يهمه شيء أكثر من أن يكون هو مقتنعا بأفكاره ..
ولم تمر شهور حتى الْتأم هذا الجيش وشاهد الناس آلاف الجنود يقفون إلى جانب السلطان المولى إسماعيل وأمامهم جميعا صحيح الإمام البخاري يؤدون القسم عليه بأنهم يعملون للصالح العام، فسمى الجيش منذئذٍ بجيش البخاري(1).
فماذا عن جديد هذه المخطوطة فيما يتصل بالقبائل العربية ومنازلها (2)؟
يعتمد بلعياشي على ما قدمه ابن خلدون (3) ، وعلى ما كتبه ابن حزم في كتابه "جمهورة العرب" (4) ولكنه يقوم بمجهود مشكور عندما يحسن جمع أطراف الموضوع في اختصار وتركيز وتوضيح كذلك مضيفا إلى المعلومات التي استقاها من المصادر السابقة ما يجعلنا نشعر بأن الرجل ليس مجرد ناقل يردد ما قاله الأولون، ولكنه يثري الموضوع بما استجد عنده من إفادات ، وخاصة فيما يتعلق بالمواقع التي اتخذها العرب لمُقامهم في عصره مما قد يساعد على رسم خريطة جغرافية لمعرفة خطوط تحركهم من الجزيرة العربية ، من الطائف إلى شاطئ النيل ، إلى إفريقية ومرورهم ببرقة… ثم استيلائهم على ما كان بيد صنهاجة بإفريقية من المدن والقرى والضواحي واستقرارهم بها إلى المبادرة التي قامت بها دولة الموحدين .
بعد هذا يقوم بتقديم طبقات العرب بمن فيهم:
الطبقة الأولى : العرب العاربة الذين أخذوا وصفهم من أنهم أول من تكلم بالعربية ومن هؤلاء قوم باليمن والحجاز والشحر الذي يجلب منه العنبر المضروب به المثل في الجودة كما يلاحظ بلعياشي .
ثم تأتي الطبقة الثانية : وهم العرب المستعربة ، وقد سُموا هكذا لأنهم أخذوااللسان العربي ممن قبلهم من العرب .
وأما عن الثالثة : فهي الطبقة التي نعتت بالتابعة للعرب وهم شعوب نزار ابن معد بن عدنان .
وأخيرًا تأتي الطبقة الرابعة وهم المستعجمة أي العرب الذين خالطوا العجم بسبب ما كان لهم من الظهور في الدولة الإسلامية،ولما استعجمت ألسنتهم وتحولت عن اللسان المضري سماهم علماء التاريخ عربًا مستعجمة .
وبظهور الإسلام الذي أصبحت سائر البلاد المفتتحة وطنه وجدنا أن طائفة من العرب تزحف نحو بلاد المغرب ناشرة عقيدة الإسلام ولغة القرآن مما عرفناه في كل كتاب تحدث عن تاريخ الغرب الإسلامي .
وهكذا فإلى جانب الفاتح العظيم عقبة بن نافع الذي " وصل سنة 682=62 البحر المحيط ببلاد أسفي فأدخل قوائم فرسه في البحر ثم قال : اللهم إني لم أخرج بطرًا ولا أشِرًا وإنك لتعلم أنا نطلب أن تُعبد ولا شريك لك في الأرض" (1) .
إلى جانب عقبة … وما تبعه من أقوام … قام آخرون بهجراتٍ فرديةٍ منأمثال الإمام إدريس بن عبد الله، الذي وصل المغرب بعد نحوٍ من قرن من وصول عقبة بن نافع فأسس الدولة الأولى في المغرب الأقصى (1).
إلى جانب ذلك تمت هجراتٌ أخرى غيرت معالم الخريطة البشرية للمغرب الكبير … وقد ابتدأت عندما كان يحكم الفاطميون مصر،وشعروا بأن الصنهاجيين المتآمرين باسمهم في إفريقية أخذوا يتمردون عليهم ويستبدلون بهم الخلافة في بغداد !!
فهنا خطرت فكرة للوزير الحسن بن علي اليازوري ( 441هـ / 1049م) الذي وجدناه يستنفر القبائل العربية المقيمة بصعيد مصر ليرسل بهم إلى إفريقية …
ولم يلبث الصنهاجيون أن اصطدموا بأولئك العرب الذين كانوا يطمحون فعلا إلى السلطة ووجدناهم : بني سُليم وبني هلال يتوزعون أطراف المغرب الأدنى (2)
ولابد ، ونحن نذكر وقوف الناصر ابن علناس إلى جانب عرب الأثبج ضد بني عمهم عرب زُغبة ، أن نشير إلى الناصر بحسب ما تكشف عنه رسالة تاريخية نقلنا صورتها عن وثائق حاضرة الفاتيكان، كما نقلنا نصوص رسالة صارخة من يوسف بن تاشفين إلى الناصر المذكور (3) .
وفي أعقاب هذه الأحداث صفا الجو في المغرب الأقصى لعبد المؤمن بن علي 1147=541 فنهض لفتح ما بقي من المغرب الأوسط والمغرب الأدنى، وهنا كان اصطدامه بالزعماء العرب وكان له لقاء فاصل معهم …
وقد احتفظ لنا التاريخ ببلاغٍ حرر بتلمسان بتاريخ أول ربيع الثاني عام548هـ ووجه من الخليفة عبد المؤمن إلى أهل مراكش يخبر بحركة الموحدين في البلاد الشرقية، وظفرهم على الأعراب بناحية سطيف .
فمن خلال هذا البلاغ نعرف عن اتجاه الموحدين إلى فتح قلعة بني حماد وقسنطينة ، ونعرف عما كان يدور بين الموحدين وبين الأعراب من تبادل رسائل ورسل … وعما كان يصل للقيادة الموحدية من أخبار عن استنفار"الأشقياء"لجميع مَن ببلاد إفريقية وما يتصل بها إلى جهات الإسكندرية …
وأتت قبائل هلال بن عامر من عرب اليمن … ولم تزل جيوشهم على جهات قسنطينة تتوارد … بوادي الأقواس ، بجهات سطيف إلى أن خاطبونا بعزمهم على الغزو ونحن إذ ذاك بمتيِّجة … وعندما أشرقت شمس الضحى ، كانوا قطب الرحى … واستمر القتل فيهم مسيرة أربعين أو خمسين من الأميال … فذل المأمور منهم والآمر، وحاق الويل بهلال بن عامر . !!
ثم انقسمت جيوش الموحدين صبيحة اليوم الثاني إلى أقسام أخذ كل منها سبيلاً غير سبيل غيره حتى انتهوا إلى أوائل بلاد إفريقية (1)
وفي رسالة لاحقة من فحص متيجة بتاريخ الاثنين 24 من ربيع الثاني عام 555هـ، من الخليفة عبد المؤمن إلى طلبة فاس أكد فيها خبر هزيمة عرب إفريقية ودخولهم تحت طاعة الموحدين (2) … وهي من إنشاء إبي القاسم " … وكان من هذا القبيل الرياحي، فَخِذٌ منهم يعرف ببني محمد لاحظتهم السعادة بطرف غير خفي … وهي وافرة العدد … زعيم أمرها أبو يعقوب يوسف ابن مالك وفقه الله …
وأما جُشَم فذهبت بأميرها أيضا مذهب الانتقال … وكل من هذين الحيين الجشمي والفخذ الرياحي عزم على أن يختط بالمغرب …
وأما قبائل الأَثْبَج وزُغْبة فوصل أعيانهم يمدون يد الاستتابة …
وقد تحدث تاريخ ابن صاحب الصلاة، وهو معاصر للأحداث عن استياق قبائل بني رياح وبني جُشَم وبني عدي من بني هلال نحو المغرب بأعدادٍ يضيق بها الفضاء (3).
وقد رأى الخليفة عبد المؤمن بعد أن نجحت خطته أن يجعل من تلك القبائل العربية جيشًا يستعين به على مواجهة العدوان المتوالي في الأندلس على المسلمين على ما نقرأه من خلال السفارات والوفادات التي تتردد على الخليفة عبد المؤمن (4).
ولما توفي عبد المؤمن ( 10 جمادى الآخرة 17=558 مايه 1163 ) سار ابنه وخلفه أبو يعقوب يوسفkعلى نهجه في جلب العرب واستئناسهم وتسخيرهم في مصالح الدولة …
ومن هنا سجلنا عددًا كبيرًا من القصائد التي غيرت اللهجة في الحديث عن بني هلال على ما نقرأه في رائية أبي العباس الجراوي التي يقول في مطلعها :
أحاطت بغايات العلا والمفاخر
على قدم الدنيا هلال بن عامر
وقد كان من القصائد الرائعة البائية التي يقول ابن طفيل في مطلعها :
أقيموا صدورَ الخيل نحو المغارب
لغزو الأعادي واقتناء الرغائب
وكذلك القصيدة اللامية التي يقول فيها ابن عياش من جملة ما يقول :
بنى العم من عليا هلال بن عامر
وما جمعت من باسل وابن باسل
ونتيجة لكل هذه الخطابات وجدنا أن الأرض المغربية ترجُّ بآلاف من البيوتات العربية …
لقد كان عدد الخيل الواصلة من إفريقية أربعة آلاف فرس، ومائة وخمسين حملا من المال الصامت، وكان الذي وصل من تلمسان ألف فرس ومائة وخمسين حملا من المال الصامت على حد تعبير ابن صاحب الصلاة الذي يحكي عن الأمر بالاستعراض الذي تم يوم 2 ربيع الثاني 13=566 دجنبر 1170 (1) وقد أحضرت الطبول المربعة الأشكال من أيام المهدي وأضيف إليها من غيرها ما انكمل فيها مائة طبل … واستوى أمير المؤمنين على صهوة فرسه الأشقر الأغر … والوزير أبو العلا راجلا على قدميه لصق ركابه وبين يديه … وفي ساقة أمير المؤمنين على مقربة منه السيد أبو عبد الله محمد والي جانبه وسائر الأخوة الصغار وهو على هيأته المؤيدة، والطبول قاصفة. وأقبلت عساكر العرب من أهل إفريقية … فأشار إليهم أن تحمل العساكر الوافدة بعضها على بعض جريًا ولعبًا وفرحًا وطربًا … وأخذ العهدَ عليهم … ونزلوا في ضيافته خمسة عشر يومًا … وقد صنع لهم ما تقدمت العادة به : نهرًا من رُبٍّ ممزوج بالماء يشربون ويطربون .. فماذا بعد هذا عن مواقع هذه القبائل ومنازلها في مخطوطة ابن العياشي؟
لقد كان في الواردين البطن الكبير الذي كان يعرف قبل دخوله إلى المغرب بالأثبج وبالهلاليين … وتسموا بعد دخولهم المغرب بسفيان … وقد ذكرهم ابن خلدون بالأسامي الثلاثة وهم الذين عمروا منطقة أزغار وما والاه من فحص العرايش إلى سلا إلى الحوض المجاور لبلد (مختار) من حوز مكناسة الزيتون .
ويستمر بلعياشي في ذكر القبائل العربية فيذكر أن من بطون بني هلال بني رياح وأن يعقوب المنصور لما نقلهم للمغرب كان في صدرهم مسعود بن سلطان بن زمام رئيس الدواودة ، الذي أنزله المنصور هو وقومه في بلاد الهبط بين قصر كتامة المعروف بالقصر الكبير إلى أزغاز إلى ساحل البحر الأخضر (يعني بحر الظلمات) حيث استقروا هناك على نحو ما كان بالأثيج الذي من بطونه سفيان ومن حفدته عشيرة الضحَّاك والعاصم وطليق (1).
وفي معرض حديث ابن العياشي عن المعقل قال نقلا عن ابن خلدون إن هذا القبيل لهذا العهد من أوفر قبائل المغرب وأن مواطنهم مفترقة بالمغرب الأقصى، فبعضهم مجاور لبني عامر من زغبة في مواطنهم من أرض تلمسان…
وأما بنو حسان فهم من فخذ ابن محمد بن معقل ومواطنهم من درعة إلى المحيط ويتولون بلاد نول قاعدة إقليم السوس .
وكان دخول هذا الحي من المعقل إلى المغرب مع الهلاليين في عدد محدود واعترضهم بنو سُليم على الحوز فأزعجوهم عنه، وتحيزوا إلى الهلاليين فنـزلوا فيما يلي ملوية ورمال تافيلالت فكثروا في صحاري المغرب الأقصى بسبب جوارهم للهلاليين … وقد جاوروا أيضًا زناتة وكانوا أحلافا لهم … وقد انغمست فيهم قبائل من رياح ومن الأثيج ومنهم أولاد سجير الذين منهم البطن الذي بحوز مكناسة الزيتون … كما أن منهم أولاد عبد الله . ومواطنهم ما بين تلمسان إلى وجدة إلى منتصف وادي ملوية … وتنتهي رحلتهم إلى قصور توات . وأما الثعالبة فهم الذين يوجدون ببسيط متيجة بالمغرب الأوسط .

وعن بني منصور من المعقل نذكر أن مواطنهم تخوم المغرب الأقصى ما بين ملوية ودرعة، ومن جملة بطونهم الأحلاف في شرق المغرب .
بنواحي ملوية إلى أن استصرخهم السلطان أبو الحسن علي الزكندري صاحب السوس (1) .
ولم يفت صاحب البستان الحديث مرتين اثنتين عن التمرد الذي قام به بنو غانية أصحاب ميورقة وكانوا عُمّالا ليوسف بن تاشفين وأولاده من بعده، لقد قصدوا بأسطولهم في نحو ثلاثين سفينة إلى بجاية واحتلوها عام 581 هـ/1185م ، عندها قام عرب إفريقية بمناصرة المتمردين، الأمر الذي أغضب الخليفة المنصور فكانت له مواقف صارمة إزاءهم ، وقد انتهى الأمر بهم إلى الطاعة حيث وجدنا عددًا كبيرًا منهم ينقلون إلى المغرب وفيهم طوائف من قبائل جُشَم ورياح والعاصم وسفيان ، فأنزل سفيانَ هذه بسائط تامسنا، وأنزل رياح بأزغار وأرض الهبط، وأنزل بني جابر بسائط تادلا … وأنزل الخلط فيما بين تامسنا وتادلا إلى حوز مراكش … وعندما ذكر بلعياشي في (البستان) ما كان ينسب للعرب من تخريب وتشغيب ردد القولة المنسوبة للمنصور
الموحدي والتي تقول : إن إدخاله العرب للمغرب كان أول ما ندم عليه من ثلاثة أمور (2) .
ويعود صاحب (البستان) لقبيل سفيان ، وهم من بني هلال كما قلنا فيذكر أنهم حضروا مع يعقوب المنصور غزوة الأرك ( 9 من شعبان 591 = 18 يوليو 1194 ) التي شهدت بدورهم في ذلك الفوز العظيم الذي يقول فيه أبو العباس الكراوي :
هو الفتح أعيا وصفُه النظمَ والنثرا
وعمت جميع المسلمين به البشرى
لقد كان على رأس سفيان شيخهم جرمون الذي خلفه من بعده زعماء آخرون كان منهم مسعود بن كانون ومن تبع هؤلاء، وقد تميزوا جميعًا بالجزالة والبسالة في حرب الأعداء على حد وصف ابن خلدون .
وقد اتصلت الرياسة بالنسبة لهم ، في بني جرمون إلى عهد السلطان أبي عنان حيث وجدنا أن الشيخ الذي كان يتولى أمرهم يحمل اسم يعقوب بن علي بن منصور بن عيسى بن يعقوب بن جرمون.
وحيث إن التأليف كان برسم الأمير زيدان، وأُمُّه من آل سفيان، فقد حرص صاحب (البستان) على تتبع أخبار رجالات هذا البيت الذي كان من رجاله في حدود المائة التاسعة الشيخ أبو العباس أحمد الحارثي السفياني نزيل مكناسة الزيتون ورفيق الشيخ ابن سليمان الجزولي صاحب كتاب "دلائل الخيرات"(1) وأستاذ أبي عبد الله محمد بن عيسى الفهدي شيخ الطريقة العيسوية والشيخ أبي الرواين والشيخ المختاري …
هذا إلى الذي ظهر أيضًا من شخصيات بني سفيان أثناء المائة العاشرة من أمثال أبي زيد عبد الرحمن السفياني العاصمي الشهير بسُقّين الذي لم يخل كتاب من الحديث عنه سواء في المغرب أو المشرق (2) … وأمثال أبي الحسن (3) الذي كان يؤازر ولي عهد المنصور بفاس محمد الشيخ،وكذا ولده محمد بن إبراهيم قائد أزمور الذي كان يتوفر على أكثر من ألف فارس كلهم من بني سفيان .
ولما توفي أحمد المنصور الذهبي ارتحل قبيل سفيان من دكالة للغرب فألفوا قبيلة مختار … ومازالت بقية من أحفاده بفاس وسلا وغيرهما إلى هذا العهد يقول صاحب (البستان) :
"ومن هذا الحي من سفيان قبيلة "المعارف" الذين ينتسبون للأمير عريف ابن يحيى السويدي الوزير والسفير الشهير الذكر في عهد بني مرين، وخاصة أيام السلطان أبي الحسن وابنه أبي عنان (4) .
ومن هذا البيت السويدي ينحدر الشيخ علي بن حسين الذي صاهره أمير المؤمنين السلطان المولى إسماعيل جد الدولة العلوية على ابنـته السيدة حليمة والدة الأمير زيدان التي تركت لها بمدينة فاس أثرًا معمارًا لا تبليه الأيام (1) …
وبعد هذه الإلمامة بالبستان ، هل لنا أن نقول : إننا قادرون على رسم خريطة دقيقة لمنازل العرب في الديار المغربية وأقصد بالديار المغربية مجموع الفضاء الذي امتدت إليه دولة الموحدين ودولة بني مرين من بعدهم ؟ ذلك ما كان الحافز لي على قراءة هذا المخطوط من جديد … وذلك أيضًا ما كان وراء مراجعة ما قاله العلامة ابن خلدون، وما ردده مؤلفون آخرون قبل وبعد ابن خلدون . وقد وجدت الجواب عما كنت أريد من خلال هذا (البستان) نفسه على نحو ما تلمسناه ونحن نتصفح مصادر أخرى لتاريخ المغرب .
لقد كان الجواب يتلخص في أنه من المتعذر - إن لم نقل من المستحيل - أن نصل إلى رسم هذه الخريطة بأمانة (2) مادمنا نقرأ - عبر مسيرة التاريخ الطويل- أن القبائل لم تكن تستقر في مكان على الدوام ولكنها كانت تتحول وتتنقل عن طواعية واختيار أحيانًا،أو عن قسر وإجبار تارة أخرى .
لقد كان مما قاله صاحب البستان: "… وأجلو الكثير من قبائل العرب من بلادهم ومواضع قرارهم وانقطعت السبيل … وكثر الهرج بين القبائل حتى فني الكثير من قبائل العرب .
ونتيجة لكل ذلك وجدنا أن الأسماء أيضًا تدخلها التغييرات على مر الأيام فقد يتحول الاسم العربي إلى اسم عليه مسحة لهجة أخرى والعكس صحيح ، أي أن بعض الأسماء البربرية يتحول إلى أسماء عربية، الأمر الذي يزيد في وضع علامات الاستفهام ! وعلى ضوء هذا نلاحظ أيضًا أن لغة التعامل اليومي نفسها قد تتحول من عربية إلى لهجة أخرى، ومن تلك اللهجة إلى عربية ، وهذا ما يحمل على الشك أيضًا في قدرتنا على وضع خريطة لمنازل البربر أيضًا …
ولهذا فإن المتتبع للموضوع يقف أمام إجماع الباحثين على أنه ليس هناك إجماع من المؤرخين على تحديد موقف واحد من معالم هذه الفسيفساء التي تتكون منها الشـرائح الاجتـماعية في المغرب ، وإن أصدق ما يمكن أن يقوله المرء دون أن يخشى أي اعتراض عليه هو أن صفة المغربي تظل الصفة الصادقة الوحيدة التي تطلق على المواطن بديار المغرب .
وبعد ، فإذا كان هناك من يريد أن يعرف عن تغلغل القبائل العربية بالمغرب فما عليه إلا أن يقرأ مخطوطة (البستان) للوزير بلعياشي ليتأكد من أن معظم أسماء الأسر التي نسمع عنها في الجزيرةالعربية شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا ، توجد لها بالمغرب خُؤولة وعُمومة ، ومن ثمة فإن دراسة تاريخ العرب بالمشرق دون ما التفات إلى المغرب تعتبر دراسة مبتورة، والعكس صحيح ، فإن دراسة تاريخ العرب بالمغرب دون العودة إلى الجذور الأولى تبقى دعوى غير ذات جدوى .


عبد الهادي التازي
عضو المجمع
من المغرب



(1) S.I.H.M. France TVII Fax 1 et 2 p.D de cassé Bnissac et ch. de la Veronne 1970.
(2) عبد اللطيف الشاذلي : الحركة العياشية منشورات كلية الآداب بالرباط 1982م .
(3) الناصري : الاستقصا ج 6 ص 73-24 ، 74- بروفنصال : مؤرخو الشرفاء تعريب عبد القادر الخلادي 1977=1397ص85-84.
(4)عن مخطوطة لاختصار الجمان في أخبار ملوك الزمان لسيدي الحاج محمد الشطيبـي من أرشيف فيينا . بعث لنا بها مشكورًا د. السيد عبد الرحيم بن موسي سفير المغرب لدى النمسا .
(1) ابن زيدان : إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس تقديم د. التازي ج 4 ص 105-100 مطبعة ايديال - البيضاء - 1985 . د.التازي : التاريخ الدبلوماسي للمغرب 186,2 رقم الإيداع القانوني 1986/25. ابن زيدان : المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل الشريف ، تقديم وتحقيق د. عبد الهادي التازي مطبعة ايديال .
(2) نقول فيما يتصل بالقبائل العربية إن بلعياشي تناول عدة موضوعات استطرد بذكرها إيمانا منه بأنها تثري الموضوع. مثلا ما يتصل بعلاقات المغرب مع المشرق ، ما يتصل بفترات انتقال الحكم من دولة إلى دولة وما ينشأ عنه من تحولات واضطرابات ، ما يتصل بتحرير الثغور المغربية وهو موضوع مهم جدا. ما يتعلق بمصير بعض الموريسكوس : افوغاي مثلا . ما يتصل ببعض المنشأت … الاستقصا 74,6.
(3) طبعة دار الكتاب اللبناني 1983 مجلد 25,2 وما بعدها .
(4) نشر ليفي بروفنصال دار المعارف ، مصر 1948 ، ص 8-7 .
(1) الشطيبـي : الجمان مخطوطة المكتبة الوطنية ، فيينا ، سالفة الذكر
(1) د. التازي : التاريخ الدبلوماسي للمغرب ج 4 ص 7 وما بعدها .
(2) يذكر ابن خلدون عن أسباب دخول الهلاليين إلى إفريقية حكاية لها صلة بالجازبة أخت شكر ابن أبي الفتوح. ابن خلدون ج6، 38 طبعة بيروت 1983 .
(3) د. التازي التاريخ الدبلوماسي للمغرب 5 ، 200-189 ، رقم الإبداع القانوني 1986/25 ، مطابع فضالة - المحمدية
(1) مجموع رسائل موحدية من إنشاء الدولة المؤمنية ، إصدار ليفي بروفنصال ، الرباط 1941 ص 26 وما بعدها .
(2) مجموع رسائل موحدية ص 113 .
(3) تاريخ المن بالإمامة على المستضعفين ، تحقيق د. التازي ، طبعة ثالثة ، بيروت 1987 ص 90 .
(4) د. التازي : التاريخ الدبلوماسي للمغرب ج 6 ص 29 ومن بعدها ، رقم الإيداع القانوني 1986/25 ، مطابع فضالة - المحمدية .
(1)ابن زيدان : الأتحاف ، مصدر سالف الذكر ، ج 1 ص 11 وص 322 .
(2)أخذ سُقَين عن أصحاب ابن حجر والقلقشندي والسخاوي … ودخل السودان فتزوج هناك قبل أن يعود إلى مدينة فاس عام 924هـ حيث تولى التدريس والإفتاء والإمامة في جامع الأندلس ، وقد عرفنا من تلامذته القاضي الزقاق (961) والعلامة المنجور (995) أستاذ الشيخ الشهير مولاي عبد الله بن علي بن طاهر الشريف الحسني السجلماسي المدغري الذي كان له دور مهم مع مطلع الدولة العلوية الشريفة …
(3)أخذ أبو الحسن عن الشيخ المنجور وأخذ عنه العربي الفاسي … وكان يسكن بقلب فاس بدرب عبد الكريم طريق الشرابليين حيث أسكنه السلطان أحمد المنصور الذهبي …
(4)من أعجب ما يروى حول اتصال بني سويد بالدولة المرينية أنه في أثناء الصراع بين أبي الحسن وابنه أبي عنان على السلطة حدث أن انحاز عريف لأبي عنان بينما راح ابنه وانزمار مع أبي الحسن ، فنهى الوالد ولده عن البقاء مع أبي الحسن مهددا إياه بالإيقاع بابنه عنتر ! الأمر الذي جعل وانزمار يسلم في أبي الحسن ليعود إلى والده وولده !!
(1) كل زوار مدينة فاس يقصدون ضريح إدريس الثاني ليستحضروا تاريخ مولد الدولة المغربية على يديه ولكنهم قد لا يذكرون القبة الهندسية العظيمة التي تعلو ذلك الضريح وهي من إنشاء الأميرة السويدية الست حليمة التي شيدت إلى جانب القبة الجامع الذي شرفت به مدينة فاس . كانت حليمة إلى جانب أنها ربة بيت - تسهم في التخفيف من أعباء زوجها وهكذا وجدناها تشرف على رواتب الجيش وعلى هدايا الإشراف وصلات العلماء طوال العام .

(2) عبد الوهاب ابن منصور : القبائل المغربية : قبائل المغرب ، ج 1 1968=1388 ، المطبعة الملكية ، ص 344 وما بعدها .[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معجم قبائل وحمايل وعائلات فلسطينية - 3 - القبائل العربية الحديثة في فلسطين. مازن شما توثيق العائلات الفلسطينية في الداخل والشتات 0 26 / 04 / 2014 29 : 06 AM
معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية .بقلم:الدكتور عثمان سعدي نصيرة تختوخ الشؤون المغاربية 0 05 / 03 / 2011 53 : 06 PM
الموحدون وجبل طارق من خلال مخطوط قديم .عبد الهادي التازي نصيرة تختوخ التاريخ 0 03 / 12 / 2010 41 : 09 AM
تكريم الدكتور عزيز شكري المدير العام لهيئة الموسوعة العربية ناهد شما هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) 0 22 / 04 / 2008 50 : 08 PM
دفاع عن اللغة العربية في مدينة أمازيغية بالمغرب مازن شما هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) 1 16 / 04 / 2008 30 : 02 AM


الساعة الآن 59 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|