لا تنسي
يا حرفي البعيد .. إذهب إليها .. ذكرّها حتى لا تنسى .. أخشى أن تنسى.
جمعتنا في يوم غير بعيد لغة مشتركة .. لم يفهمها أحد إلا أنا وأنت ِ ..
تكلمنا كثيرا ً .. وضحكنا أكثر ..
كنت أنا هناك أقف على الجانب الأخر من قلبك ..
كنت أكفكف دموعكِ حين عصفتَ بك رياح الغدر ذات مساء ..
أذكر في حينها أنّي ضغطت على يدك المرتجفة وقلت لك أنا معك ِ ولن أتخلى عنك ..
أنا يا غاليتي وفيّةٌ لحرفي ولك ِ ولكل الأيام التي كانت تجمعنا ..
وفيّةٌ لكل حديث ولكل ضحكة ..
لكل همسة .. لكل دمعة .. لكل تنهيدة وكل لفظة آه كانت تشق صدرك ِ.
وحتى لا تنسي وتأخذك حمى النسيان .. تذكري أنني أنا وحدي من كفكف دمعكِ ..
وحدي من منحك قلبه ومن وهبك الحب الوحيد في حياته كي تهنئي ..
وحدي من ابتلعت الآه ..
وأشفقت على قلبك وقلت لك..
تفضلي هذا قلبه لك ِ .. تربعي على عرشه ..
لا .. لست انهزامية .. لكنني أشفقت عليك وعلى دموعك وعلى مرِّ بكائك ..
أشفقت على يأسك ووحدتك وغربتك وأنينك ..
وكنت وفيّةً..
وفيّةً لما كان يسمى بصداقتنا وحديثنا وذكرياتنا ..
وحتى لا تنسي أيضا ً أنني أنا من وضعت لك قدمك التائهة على بداية الطريق وقلت لك ..
سيري من هنا والله يحفظكِ ويحميك.
أذكر رهبتكِ في البداية وخوفكِ ..
لكنني كنت دائما ً أشد على يدكِ وأشجعك وأقول لك مداعبة هلاَّ تحبين نفسك قليلا ً ..
لا تقتلي نفسك من أجله ..
قد يمضي ويهجرك ..
كنت أبتلع العبارة الأخيرة خوفا ًعلى مشاعرك ..
وأمضي معك ..
أسمعك وأنت تروين لي همسه لك وتصفين لي بالحرف والكلمة والهمسة والضحكة كل ما أفضى به إليك
وكل ما باح به لك وأنا أبارك هذا الحب وهذا البوح وخنجره
ما زال مغروسا ً في قلبي ..
وأواري نزيفي ودمعي وبكائي الذي يختنق في قلبي ..
حتى لا تنسي أنني كنت معك وبقيت معك لأنني وفيّةٌ لك ِ ولكنك أبدا ً ما كنت معي ..
وأنك أحببت نفسك كثيرا ً ..
أخذت الكثير وألقيته خلف ظهرك .
اليوم لا تبكي .. لم يعد معي ما أعطيك إياه ..
هو ليس معي حتى أمنحك إياه مرة أخرى .. إسألي نفسك أين ألقيت به في غمرة نزواتك ..
قد ضاع منك ومني ..
والآن تبكين على الأطلال ..
وأنا ماذا افعل لأجلك وأنت لا تنفكين تجرحين وتمزقين ..
تهجرين وتخلعين ثم تبكين .
ماذا افعل لأجلك وقد أحببت نفسك كثيرا ً .. ونسيت كثيرا ً ..
أحببت فقط أن أذكرك حتى لا تنسي ..
ليتك في يوم لا تنسين ..
لا تنسين .