رد: احملوني إلى الحبيب و روحوا / الشيخ عمر الرافعي
الاستاذة الفاضلة : هدى نور الخطيب
أعتذر لتطفلي لكن ما كتب هنا لم يمتعني فقط .بل حرك في شيئا .أرى من حقكم عليّ معرفته.
اتفق الأساتذة المتدخلون على متعة النص الشعري - وهذا ما لا يختلف عليه اثنان -
لكن وددت أن أخالفهم في طرحي..
فأكثر ما هزني فيما قرأت هو تحليل النص الشعري من طرف الأستاذ: طلعت سقيرق.
فانظروا معي قوله:..إنّ اللجوء إلى البحر الخفيف يرينا كيف يتحول الحس الإنساني
إلى ما يشبه الهمس..فانظر إلى طلب الشاعر"احملوني" ..يبدو الفعل بصيغة الأمر
لكنه يخرج إلى غرض الرجاء..ثم انظر إلى بقية البيت كيف تسير الهوينى لتصل إلى الغاية و المرتجى..
فاللغة المعتمدة في التحليل لا تقل سموا عن لغة النص الشعري.و التحليل عميق ينم عن تمكن بآليات
النقد و التمحيص .وإن كان النقد علما قائما بذاته يتطلب الموضوعية و الابتعاد عن الذاتية .فإنك تستطيع
- في هذا التحليل - أن تشف عن روح الناقد المثقلة بالإيمان والممتدة عناقيدها إلى حيث موائد المريدين .
والضاربة بجذورها في تربة الصوفيين.
لم يكن الأستاذ (طلعت) أقل من النص قيمة .فمن حقه علينا الثناء عليه والاشادة بخصاله.إذ أن روحه الشفيفة
استطاعت أن تلامس كل خفايا النص . وتخرج خباياه من عالم مستتر معنوي إلى عالم جليّ مادي.
ثم أن تحليله ذكرني بقصيد عذب شفيف يقول صاحبه :
واجعل اللهم قلبي
واحة تسقي القريب
و الغريب
ماؤها الايمان , أما غرسها
فالرجا و الحب والصبر الطويل
(ميخائيل نعيمة)
ألف رحمة ونور عليك يا أستاذ طلعت .لتعلم وأنت هناك أنك ما زلت تعلم الأجيال.
ما أنبل أن يمر المرء ويترك خلفه عناقيد تطعم الجائع والمحتاج .
احتراماتي للجميع
|