رد: ساعي الأحلام
إذا كان عنوان القصة هو البوابة الشرعية للدخول إلى عالم النص وهو التمهيد الحتمى لمتن النص فإن عنوان هذه القصة تم اختياره بمهارة عالية ف"ساعى الأحلام" صورة قابعة فى المخزون الجمعى للواعية العربية والمعروفة بساعى البريد الذى يحمل الرسائل ويوزعها ,بيد ان القاصة بمهارة تخدم متن النص التقطت هذه الصورة وحولتها من ساعى البريد إلى ساعى الأحلام هادفة بذلك تغلغل القصة منذ عنوانها فى واعية المتلقى وياتى المتن ليؤكد على هذا الساعى الذى يوزع احلامه على النيام فى تمهيد تشويقى كان لابد منه وبمهارة أيضا تنتقل القاصة الى بطلة قصتها بما يشبه حين التخلص فى القصيدة العربية القديمة لتدخل إلى عالم الشخصية من الداخل تلك الشخصية التعلقة بالبحر بما يحمل من أسرار ورغائب تصب فى النهاية إلى مفهوم الحلم ايضا وكأن القاصة تصر على تأكيد هذا المعنى باختيارها للبحر رمزا متحركا داخل العمل وداخل الشخصية ايضا وهذا يشير إلى أن القاصة تعاملت مع الشخصية من الداخل ولم تركز على الملمح الخارجى ولا الفضاء المكانى الذى لم يلق بظلاله كثيرا فى النص واختارت فضاءا زمنيا يشى بالسكون ايضا ويدفع بالحلم وهو الليل حتى الأحداث التى غيرت مجرى حياة البطلة وقعت ليلا أيضا وهذا يعنى وعى القاصة الشديد لما تكتب وكيف تدير دفة زورقها السردى وتلعب القاصة أيضا على عنصرين أساسيين أعطيا هذه القصة تفردا وهما
*المفارقة بين مقدمة القصة وخاتمتها تلك المفارقة التى منحت النص نوعا من التوهج وأبرزت أطراف الصور الجمالية فى النص بشكل جيد وتححق لذة التلقى والالتصاق بهذا العمل
* استعلمت القاصة لغة انسيابية تشبه موج البحر بما تحمل من بساطة وشحنات جمالية هادئة تتوافق والحلم الذى يشكل البطل الحقيقى فى هذه القصة هذا الحلم الى يتحول بالقصة من مجرد كادر ذاتى إلى كادر كونى مفتوح على العالم فكل منا يحتاج إلى هذه الاحلام ليغتسل بها من ادران الحياة ونجحت القاصة فيما يمكن ان نسميه التوازى والتوازن بين السرد والدلالة فى خلق معادل فنى بين اللغة المستخدمة والمعنى المطروق فى النص فكل منهما يخدم الآخر ويبرزه بشكل فنى رائع كما كما حدث تماما فى المزج والتماهى بين ضمير ال" هو" وال" هى" فكل منهما حاضر مع الآخر داخل فيه وفاعل فى تحريك الحدث بامتياز
شكرا لك سيدتى على هذه القصة الرائعة والتى تكشف عن مهارة جيدة فى فن القص لديك
لك كل محبتى وتقديرى
|