" للأحرار في سفينة مرمرة " شعر مقبولة عبد الحليم
كان يمكن هناك فوق رابية من روابي الكرمل أن ننشأ معاً ونشدو كالعصافير الفلسطينية في ربيعها وكالفراش نختال فوق زهورٍ ترابها سماده أجدادنا، تجمعنا مدرسة وطن ومدينة أو قرية نلعب في ساحاتها ونمرح على شواطئها ونسبح الله ونناجيه فوق تلالها...
ولكن في زمن أسكتت فيه الصهيونية صوت الإنسانية ونُصّب الذئب الاستعماري على أرضنا قاضيا ليطرد عصافير الوطن وحمام السلام ويشتت شملهم ويُسكن الثعابين في أعشاشنا ويعلو فحيحها فوق كل حق...
في زمن تقتلع فيه الأشجار العربية الفلسطينية من جذورها وتزيف بصماتها ويشتت شملنا ويغتصب ترابنا ونشتت في بقاع العالم يفصل بيننا وبين أهلنا في الداخل ألف جدار عازل
نتشبث بفضيلة حب الوطن وبالهوية والقضية ونحمل فلسطيننا في شغاف القلب والروح في حلنا وترحالنا ، من خلف الجدار بين موطننا ومنافينا عرفتها وتآلفنا وصهرنا حرف الضاد في شعلته المقدسة قلب اسمه فلسطين وعروبة تسري في الشرايين والأوردة...
مقبولة عبد الحليم شاعرة وأديبة فلسطينية من بلادي ولدت في الوطن لعائلة قد تكون نجت بمعجزة ربانية من مجازر النكبة والتهجير القسري...وعاشت في الوطن وتنشقت هواءه وهوى العروبة يلفح وجدانها والغرباء المغتصبون يبدلون ملامحه ولغته وأسماء قراه أمام ناظريها، كبرت وتزوجت وأنجبت وذات يوم تفجر البركان الضادي وتمردت حروفها وفوق أمواج بحور الشعر أبحرت سفينة إبداعها لتكون فارسة فلسطينية من فرسان الشعر معطرة بعطر الوطن في بوح إنساني حزين شديد الشفافية تبوح به لقلبها العاشق للعربية والعامر بالإيمان...
سألتها من أنت فقالت:
" قلب أبيض بلون الصفاء
شاعرة وأديبة فلسطينية أحبت الأرض وتماهت بتربتها حد اللاحد وأحبت كل الناس وستبقى"
ضيفتنا في الصالون الأدبي الأستاذة مقبولة عبد الحليم متزوجة وأم لثمانية أولاد، تعشق اللغة العربية والأدب وتكتب بأسلوب شديد التميز الشعر والخاطرة والقصة والمقالة
محررة الصفحة الأدبية في موقع فلسطينيو 48 التابع للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
عضو في العديد من المنتديات والمواقع الأدبية على الشابكة
صدر لها مؤخرا مجموعة شعرية بعنوان ” لا تغادر ” ولها مجموعتين بانتظار النور
***
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك شاعرتنا الغالية من أرض الوطن الحبيب، يسعدنا أن نستقبل شاعرة فلسطينية مبدعة لنكون بإذن الله معك في حوار مفتوح لمدة أسبوع كامل.
وبسم الله نبدأ
هنا سأتوقف قليلا لأنحني وأمام هذا التقديم الأخضر يا أميرة القصر والديوان سأنحني احتراما أخيتي وتنحني معي الحروف لتقول لك
[frame="2 98"]
أسعدتني والقلب من فرح به
.....غنى وغرَّد للصباح الحاني
وغمرتني برقيق حرفك مهجتي
.....حتى ترقرق بالندى بستاني
لهدى الحبيبة قد أتيت وقُبلتي
.....لجبينها الوضاح فيض حنان
[/frame]
- في قلوبنا يا صديقتي ظمأ مزمن للوطن فحدثينا لو سمحت عما تصافحه عيناك في رباه وعن طفولة الوطن وما تجود به ينابيعك لعطاشى يتمنون أن تنقليهم بأسلوبك الجميل إلى ربى حبيبة وأهل هناك
لفلسطين وجه رقيق الملامح طفولي هكذا أراها طفلة في ثوب مزركش بألوان النهار والربيع
نعم فهي دائمة الخُضرة ودائمة البسمة برغم جرح غائر في الخاصرة
تتألم لكنها أبدا لا تشكو لانها ما خلقت للشكوى بل لتحمل الألم من أجل الأحبة
صبارها أخضر على الدوام وأشواكه متحفزة ، زيتونها أخضر وزيتها صافي ، زعترها له نكهة خاصة لا يشبهها غيره
فلسطين ما زالت بثوبها المطرز بالأخضر والأحمر والأسود والأبيض وما غيرتها " موديلات " الغرب لا ولا اغراءاته
مخطئ من يظن أن الأرض قد تغير جلدها ولا الصخور صلابتها ولا أهل الديار محبة الديار
ما زالت يا صديقتي هي تلك التي تنتظر بفارغ الصبر جدي العائد الى صحن الدار وبيده مفتاح الباب
وهنا تحضرني الآن كلمات كتبتها في بداياتي غالية على قلبي سأعزفها لعينيكِ وعيني الوطن
[frame="2 98"]
أنادي عليك....
أصيحُ بملء صوتي
إنتَظِر.....
نظراتي الحائرة
تجوب الأرجاء تبحث ....
من على الأرصفة
وفي ساحات حوارينا العتيقة
فربما... اختَبَأَت هناك
كما فعلتَ دائما
في محطات عمرنا الأولى
التي .....
سافرنا في قطارها
اقتطعنا من مسافاتها فَرَحَنا
وزينا به جدران الحزن
الذي كنا نراه .....
في أزقة الطرقات
ومع سحابات الصيف الباكية
وفي عيون الكبار المليئة
بالألم........
لم نعرف يومها الحكاية
وأسرار النظرات الحزينة
كانت لغزا يحيرنا
ويزرع الشك في
عقولنا الصغيرة.....
نرنو إليه من بعيد
ونتساءل.....
لماذا .......؟؟؟!!!
غادرنا ...الطفولة وغادَرَتنا
لِنجد الجواب .....
جَليا...واضحا كالنهار.....
عَرَفَتنا الأيام الحكاية
حكاية الحزن الذي... ذاب في قلبه الأمل
وحكاية البيت الذي
لم يبق منه إلا الذكريات
وبعضٌ من طين وحجر
أنادي عليك
فلا أجدك......
ابكي وأعاهد.... نفسي
أنني سأبقى ...
هنا وعلى الأطلال ...حتى تعودُ... أنتظر
[/frame]
- يقال أن الشاعر طفل كبير وإنسان لا يستطيع الطفل فيه أن يغادر روحه الشعرية الشفافة
ما رأيك بهذا القول وإلى أي مدى تحتفظ الشاعرة الأستاذة مقبولة عبد الحليم بالطفلة في أعماقها؟
يا هدى :) أشعرني الآن أود أن أقفز فرحا لسؤالك هذا
طفلة أنا لو تدرين طفلة شقية داخلي دائما أعاتبها أعلمها أؤنبها كي تكبر قليلا
لكنها دائما تشاكسني وتقول لو كبرتُ .. أموووت
- متى اكتشفت موهبتك الشعرية وكيف استطعت صقلها وهل وجدت تشجيعاً في بداياتك؟؟
موهبتي الكتابية بدأت منذ الصغر كنت أعشق الإنشاء في المدرسة وبعد توقفي عن التعليم لضروف قاهرة توقفت معها وتناسيتها لمدة طويلة من الزمن
لكنني ولمحبتي للعلم وللغة العربية بالذات بقي حلمي معي واحتفظت فيه وما فرطت الى أن أتت الفرصة المواتية واكملت تعليمي في سن متقدمة
وكان هذا طبعا بتشجيع كبير من زوجي أولا ومن أولادي ثانيا
- هل هناك أوقاتا محددة تختارينها لكتابة الشعر أم أن القصيدة حين تلح هي التي تفرض نفسها ووقتها؟؟
لا وقت محدد غاليتي فالقصيدة هي التي تكتبني ومتى أتت أمسك فرشاتي ودواتي وأبدأ الرسم وقلبي يبدأ العزف
سأكتفي الآن بهذا القدر وأهلاً ومرحباً بك مجدداً في الصالون الأدبي
بكل الحب والتقدير
هدى الخطيب
وقبلاتي لك يا الحبيبة