رد: تعريف- البشر والإنسان - هل من فرق؟
كل إنسان بشر، وليس كل بشر إنسانا.
البشر تسمية لذلك المخلوق الذي أبدعه الله من الطين"قال تعالى : {وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصالٍ من حمأ مسنون} (الحجر 28). {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} (الحجر 29).
{ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون} (الروم 20)
أما (الإنسان) لفظ خاص بكل من كان من البشر والذي كُلِّفَ بمعرفة الله وعبادته ، {ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } ( التين 4) قال تعالى : {خلق الإنسان من علق} (العلق 2).
أما الإنسان خلق نتيجة علاقة إنسانية ،وهنا نذكر قول الله تعالى : {من نطفةٍ ثم من علقةٍ} فوضع العلقة بعد النطفة وهي مفرد وتعني دخول الحيوان المنوي إلى البويضة “تعلق شيء بشيء آخر” وهذا ما نسميه اللقاح وهو ما نقول عنه الآن في المصطلح الحديث “علاقة” فالعلق جمع علقة “أي علاقات”،،وحين نقرأ سورة الحجرات نجد أن الله تعالى يوجه نداءه إلى الإنسان ذكر ا كان أو أنثى وإلى الناس كافة فيقول:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى).
إذن النفس البشرية هي المكون الأول للطبيعة الإنسانية، هذا الإنسان الذي كرمه الله تعالى حين نفخ فيه روحه ). {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} (الحجر 29).
أيُّ تكريم يساوي هذا التكريم في ماهية الإنسان وقد جعله الله خليفته في الأرض ، قال تعالى في سورة البقرة : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) – الآية : 30.
والجميل في هذه الآية الكريمة أن الإنسان ينال هذه الخلافة لإنسانيته ، نعم لإنسانيته ،
وما يؤكد ذلك تساؤل الملائكة وتعجبها : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )
تعجبٌ و استنكارٌ لإفساد في الأرض من سفكٍ للدماء وقتلٍ ودمٍ، من نفس لا تمتُّ للإنسانية بصلة هي (غير إنسانية) ، بل هي نفس متوحشة حيوانية قاتلة تهوى السفك والقتل والنهب والتدمير!!.
وسفك الدماء أمر مناقض للإنسانية، وتمرد على الخالق الذي كرَّمهاو سخر لها كل ما فى السماوات والأرض جميعًا منه، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنه، وجعل كل ما فى الكون من نعم مسخرة لخدمته ومنفعته، الشمس تضىء له، والنجوم تهديه، والبحار والأنهار يأكل منها لحمًا طريا، وتجرى الفلك فيها مواخر ليبتغى من فضله، والأرض مذللة له يمشى فى مناكبها، ويأكل من رزق ربه (اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِى الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:32-34). !
العياذ بالله من مثل هذه النفوس الظالمة الكافرة .
وأريد أن أهمس هنا في أذن ذاك الإنسان الذي يخشى ربه ويملك نفسا لوامة مطمئنة تخاف المعصية فهو الذي حقق فعلا خلافة سيدنا آدم في الأرض فهنيئا لهذه النفس الإنسانية المطمئنة ،
قال لها الله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ).
|